الاتحاد الأوروبي يعزل نفسه وسط تعاطف سياسي مع روسيا
يشير خبراء في موسكو، إلى سقوط الاتحاد الأوروبي في أخطاء تكلفتها كبيرة على دول الاتحاد ـ نفسه ـ قبل إلحاق الضرر بروسيا، وتأتي في مقدمة الأخطاء «أزمة الطاقة» التي تهدد مئات الملايين من مواطني الاتحاد الأوروبي، ثم أضبف خطأ «العزلة» عن روسيا، والتداعيات السلبية التي ستلحق بأوروبا.
وترى الباحثة الشئون الدولية والاستراتيجية، إيلينا بانينا، مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية بموسكو (روسسترات)، أن هناك أسبابا حقيقية إيلينا تجعل الاتحاد الأوروبي يعزل نفسه عن روسيا.. وأضافت، لم تستطع دول الاتحاد الأوروبي الاتفاق على حظر كامل لإصدار تأشيرات للروس، لكنها قررت إنهاء العمل باتفاقية تسهيل إصدار التأشيرات مع روسيا. وبالكاد تخلق هذه الخطوة مشاكل للروس الأثرياء الذين لديهم عقارات وتصاريح إقامة في الاتحاد الأوروبي.
- ولكن هذه الخطوة، باقترانها مع الإجراءات التي اتخذتها فنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، وعدم وجود رحلات جوية مباشرة بين روسيا والاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات التي فرضها الغرب، ستخلق صعوبات إضافية للتواصل العلمي والثقافي والمهني والصحفي وريادة الأعمال.
الأسباب الحقيقية وراء عزل الاتحاد الأوروبي نفسه عن روسيا
وتؤكد مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية بموسكو، أن هناك عدة أسباب حقيقية، تقف وراء عزل الاتحاد الأوروبي نفسه عن روسيا:
- يتمثل أحدها في تنصيب الاتحاد الأوروبي نفسه قاضيا وحاكما يستطيع معاقبة روسيا.
- والسبب الثاني، محاولة إثارة المزاج الاحتجاجي في الطبقات النشطة اجتماعيا داخل روسيا.
- كما أن هناك سببا آخر خفيا لن يعترف به أي مسؤول أوروبي، وهو صعوبة الشك في أن لا يؤدي إنشاء «طوق عازل» ضد روسيا يمتد من فنلندا إلى بولندا مع إلغاء الاتفاق بين روسيا والاتحاد الأوروبي حول نظام التأشيرات المبسط، أن لا يؤدي تلقائيا إلى ردة فعل من روسيا.
تعاطف بطبيعة سياسية بحتة مع روسيا
وتقول الباحثة الشئون الدولية والاستراتيجية، ايلينا بانينا، لصحيفة «أزفستيا» الروسية، لعل بروكسل تعوّل على هذا الأمر بالذات. لكن هيهات! فقبل بدء الوباء، كان حوالي 5 ملايين من سكان دول الاتحاد الأوروبي يزورون روسيا سنويا، وليس فقط بتأشيرات سياحية، إنما في إطار الاتصالات المهنية والخاصة أيضا. ولطالما رأى الأوروبيون الذين زاروا روسيا فيها بلدا منفتحا وودودا، يحافظ في الوقت نفسه على القيم والمثل التقليدية للثقافة الكلاسيكية.
- وهذا ما يمكن أن يثير تساؤلات لديهم حول صحة مسار التنمية الذي اختاره الاتحاد الأوروبي، ويثير تعاطفهم مع روسيا، تعاطفا من طبيعة سياسية بحتة.
وهكذا، يتبين أن الاتحاد الأوروبي ينزل الستارة الحديدية ليس من أجل روسيا، إنما من أجل نفسه.
