تقارب إيراني سوري عسكري جديد في مواجهة تصعيد أمريكي ضد النظام السوري وطهران معا اقتصاديا وعسكريا، وسط مؤشرات بعد ارتياح موسكو لهذا التقارب، الذي أقدمت عليه طهران بتوقيع اتفاق عسكري جديد مع دمشق.
اتفاق عسكري
وقعت الحكومتان السورية والإيرانية، أمس الأربعاء، اتفاقاً عسكرياً جديداً لمساعدة دمشق في تعزيز دفاعاتها الجوية.
وأعلن وزير الدفاع السوري، علي عبد الله أيوب، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، التوصل إلى “اتفاقية عسكرية شاملة لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى مجالات عمل القوات المسلحة في البلدين”.
وقال باقري “سنعزز نظام الدفاع الجوي السوري بهدف تحسين التعاون العسكري بين البلدين”، مشدداً على أن الاتفاق “سيعزز إرادتنا لمواجهة الضغوط الأمريكية”.
اتفاقات قديمة
لم يكن الاتفاق العسكري الجديد هو الأول من نوعه، حيث أبرمت طهران مع النظام السوري عام 2018 اتفاقاً عسكرياً نصّ على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية.
كما وقعا اتفاق تعاون اقتصادي “طويل الأمد” شمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والقطاع المصرفي.
ضغوط أمريكية
يأتي الاتفاق العسكري الإيراني السوري بالتزامن مع إجراءات أمريكية لمعاقبة النظام السوري، وذلك بعد تنفيذ قانون قيصر الأمريكي حيز التنفيذ الشهر الماضي، وهو ينص على إجراءات تعد الأكثر قسوة على سوريا حتى الآن، وطالت الرزمة الأولى منه 39 شخصاَ وكياناً بينهم الرئيس بشار الأسد وزوجته.
ويوسّع القانون دائرة الاستهداف لتطال كل شخص أجنبي يتعامل مع دمشق وحتى الكيانات الروسية والإيرانية العاملة في سوريا. ويشمل مجالات عدة من البناء إلى النفط والغاز والقطاع العسكري.
خطوة أخرى اتخذتها الولايات المتحدة للضغط على النظام الإيراني حيث تصر واشنطن تمديد حظر الأسلحة التقليدية المفروض على طهران والذي سيتم رفعه تدريجيا اعتبارا من 18 تشرين الأول/أكتوبر، وتلوّح باللجوء إلى بند قانوني في القرار يسمح بإعادة تفعيل العقوبات الأممية على إيران.
مساعدات إيرانية مباشرة
أكد الخبير العسكري العميد أمين حطيط ، أن الاتفاق العسكري بين إيران وسوريا يتضمن مساعدات إيرانية عسكرية مباشرة للنظام السوري.
وأضاف أن الاتفاق يتضمن تعزيز الصناعات العسكرية وتطوير قدرات الجيش السوري بمنظومة دفاع جوي.
وأكمل أن الاتفاقية تتيح بدخول منظومات الدفاع الجوي مما يساهم في مساندة النظام السوري لمواجهة ضربات إسرائيل
أهداف سياسية
أكد الخبير العسكري العميد فايز الدويري، أن الاتفاق العسكري بين طهران وسوريا هدفه سياسي أكثر من تحقيق هدف عسكري .
وأكمل أنه حتى لو عملت إيران على تزويد النظام السوري بمنظومات الدفاع الجوي ستظل الفجوة كبيرة بين النظام السوري وإسرائيل التي تكثف ضرباتها الجوية في الأراضي السورية.
وأضاف أن إيران نفسها تعاني من سلسلة من انفجارات على أراضيها وسط تسريبات إسرائيلية أن تل أبيب وراء ما جرى في طهران وأن الطائرات الإسرائيلية تجاوب سماء إيران.
الموقف الأمريكي
أكد الخبير العسكري العميد فايز الدويري، أن الموقف الأمريكي يتلخص في الضغط وتحجيم الطرف الإيراني على الأقل في البعد العسكري.
وأضاف أن التوجه الأمريكي تجاه سوريا وطهران تنفذه إسرائيل من خلال تكثيف ضربات جوية في الأراضي السورية.
وأكمل أن الاتفاق العسكري الأخير بين طهران وسوريا هو جزء من الاتفاق العسكري الذي أبرم عام 2018 حيث أن طهران تعهدت في الاتفاق السابق ببناء الجيش السوري ككل وجاء الاتفاق الأخير لتنفيذ ذلك بدعم سوريا بمنظومات دفاعية.
وأوضح أنه لابد من موافقة روسية على الاتفاق العسكري بين إيران وسوريا، حيث أن موسكو لابد أن توافق على توريد أي أسلحة للنظام السوري.