الاتفاق النووي الإيراني.. هل مات أم ما يزال في غرفة الإنعاش؟

نفق مظلم، دخلته المحادثات النووية بين الغرب وطهران، والتي كانت تستهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك في ظل أحاديث عن قلة حماس الطرفين لإعادة الاتفاق.

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال خلال لقاء مع نشطاءَ معارضين إيرانيين، إن الاتفاق” مات”، ولا أمل في إحيائه.

تصريحات بايدن، سبقها إعلان المبعوث الأمريكي الخاص المعني بالمحادثات النووية مع إيران، روبرت مالي، أن الولايات المتحدة الأمريكية” لم تعد ترغب” في محاولة إحياء الاتفاق النووي.

وأرجع مالي أسباب ذلك إلى “تعامل قوات الأمن الإيرانية” مع المتظاهرين المعارضين، إضافة إلى تصدير طائرات بدون طيار” إلى روسيا” .

في المقابل، شككت إيران أيضاً” في المحادثات”. وبدأت في رفع منسوب تخصيب  اليورانيوم المخصب إلى حدود” 60% “.

أما الطرف الثالث” الذي كان متحمسا لإعادة إحياء الاتفاق، وهو الأوروبيون، فقد بدأوا “يفقدون حماسهم”،  واتهموا إيران بأنها لم تعد تريد الاتفاق، بسبب مطالبها المبالغ فيها على حد وصفهم .

إذن كل المؤشرات تؤكد فشل محاولات الاتفاق. وهنا تأتي التساؤلات عن “السيناريوهات المقبلة”، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستكتفي “بمضاعفة العقوبات” على طهران، أم يكون “العمل العسكري” مطروحا على الطاولة .. وما هي تداعياته؟

حول هذا الموضوع دار الجزء الأول من برنامج “مدار الغد”.

من واشنطن، قال د. ريتشارد تشاسدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن إن الأمر ليس واضحا إذا كان الاتفاق قد مات أم أنه في غرفة الإنعاش وهناك الكثير من الآراء في هذا الصدد، قيل أنه قد يكون هناك بارقة أمل وكانت هناك تصريحات من مسؤولين أمريكيين تشير إلى انه قد يتم بعض التقدم خلال الأشهر القادمة، ولكن هناك البعض الذين وصفوا هذه العملية بأنها تسير في طريق مسدود، والذي نراه الآن هو مثال للأصوات المختلفة في هذا الصدد.

وأضاف الأكاديمي أنه بالنسبة للعلاقة بين إيران والولايات المتحدة فهناك الكثير من أعضاء الحكومات في كلا الطرفين لديهم الكثير من الآراء المتباينة فيما يخص المفاوضات، كما أن هناك أيضا احتجاجات في إيران بشأن مهسا أميني، كل ذلك زاد من التعقيد فيما يخص المفاوضات، كما زاد من توتر العلاقات بين إيران والغرب.

من طهران، قال د. حكم أمهز الأكاديمي والباحث في الشؤون الإيرانية إنه إذا أردنا أن نقول هل الطرفان الأمريكي والإيراني متحمسان لإنجاز اتفاق نووي أقول لك: نعم، وهل غير متحمسين للاتفاق أقول لك نعم أيضا، وبتقديري أن الاتفاق النووي لم يمت ومازال حتى الآن في غرفة الإنعاش ويحتاج إلى دفعات كهربية قوية جدا لإعادته للحياة، هذه الدفعات الكهربية تحتاج بشكل أساسي إلى الموقف الأمريكي.

وأضاف أمهز: “اليوم كتبت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية حول ما قاله بايدن أن الاتفاق ميت، وقالت إن هذه زلة لسان وأن الأمريكيين بحاجة إلى الاتفاق النووي.. الأمريكيون مستمرون في الاتفاق وحتى أيام قليلة كانت هناك رسائل بين الطرفين الأمريكي والإيراني عبر الطرف الأوروبي”.

واعتبر الباحث أن تصريحات روبرت مالي حول عدم رغبة واشنطن في إحياء الاتفاق النووي تأتي في إطار “البروباجندا” التهويلية، مؤكدا أنه ليس أمام القوى الغربية من خيارات تجاه إيران إلا العودة للاتفاق النووي لأن الخيار العسكري مستبعد.

 

أما الجزء الثاني من برنامج “مدار الغد” فقد ناقش قضية المظاهرات والاضطرابات الداخلية في إيران .. وهل تدفع طهران للعودة للمفاوضات النووية؟.

ففيما تسعى حكومة طهران لتحقيق مكاسب خارجية تتمثل في إحياء الاتفاق النووي وفق شروطها وخطوطها الحمراء، اندلعت الاضطرابات والاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني بعد اعتقالها.

وتعامل السلطات الإيرانية العنيف مع المظاهرات، أشعل الغضب الغربي ضدها وتم فرض المزيد من العقوبات عليها.

مراقبون أكدوا ان قمع المظاهرات تسبب في إعلان وفاة الاتفاق النووي في حين يرى آخرون أن الاضطرابات قد تدفع المسئولين الايرانيين للعودة للمحادثات سعيا لتحقيق مكسب خارجي يهديء الأوضاع الداخلية.

من لندن، قال باباك أماميان الباحث في الشأن الإيراني: “أولا علينا أن ننظر إلى مصدر المشكلة في إيران وسبب الاحتجاجات، هناك سببان، الأول هو غياب الحريات منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وخاصة للنساء، فهناك فقدان للحرية التي يريدها الجميع وإذا ما رأينا المؤشرات فإيران لديها أقل معدل للحريات حول العالم”.

وأضاف: “السبب الثاني للاحتجاجات هو الفقر الذي ينتشر بشكل كبير في إيران حيث يصل التضخم إلى نسبة 60 بالمائة، والحكومة قد طبعت الكثير من الأموال لأنها لا تستطيع إدارة الاقتصاد وهناك سوء إدارة اقتصادي واضح، وهذا الكم من الأموال الذي تم طباعته في الأشهر السبعة الأخيرة يعادل ما طبع في السنوات السبع الماضية، لذلك أتوقع أن يصل التضخم في مارس إلى مائة بالمائة مما يزيد من صعوبة الأوضاع على المجتمع الإيراني.

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]