قتل 90 شخصا من طائفة الأورورمو، في إقليم “بني شنقول” شمالي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء أمس السبت بعد ليلة حافلة بالتظاهرات والاحتجاجات، في الإقليم الذي يشهد بناء سد النهضة، المتنازع عليه بين مصر والسودان وإثيوبيا، فيما فرضت السلطات الإثيوبية حالة الطوارئ تحسبًا لأية أضرار قد تلحق بسد النهضة.
البداية كانت بتظاهرات لطلاب العاصمة “أديس أبابا” بالتزامن مع مظاهرات في “بني شنقول” اعتراضا على خطة الحكومة في التوسع في الاستيلاء على اراضى لبناء مشروعات عليها، ما أدى دفع الجيش الإثيوبي للتدخل وفض التظاهرات، حيث قام بقطع الاتصالات والإنترنت عن العاصمة والإقليم، نظرا لارتفاع وتيرة الاحتجاجات.
ورفعت الحكومة الإثيوبية حالة التأهب القصوى وأكدت التصدي لكافة العناصر الإرهابية التي تريد إسقاط السلطة وخلق حالة من الفوضى العارمة في البلاد، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة “أديس أنيوز الحكومية” الناطقة باللغة الأمهرية.
واستعانت الشرطة الإثيوبية بالطائرات المروحية المسلحة لقمع المحتجين، والحفاظ على سد النهضة من التعرض لأي خطر.
وفرضت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ في البلاد بداية من اليوم الأحد، وانتشرت قوات الجيش والشرطة في الشوارع الرئيسية داخل “أديس أبابا”
واتهمت المعارضة الإثيوبية قوات الجيش بقمع الاحتجاجات، واستخدم طائرات هليكوبتر مسلحة لقتل المتظاهرين في مدينة “سولولتا” وإقليم “بني شنقول”، شمال العاصمة، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
ووصف المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية جيتاتشيو رضا، قتلى تظاهرات الأمس بالخارجين عن القانون، والذين يريدون إحداث نوع من العنف والخروج على سيطرة الحكم، مشيرا إلى أن هذه الموجة لن تؤثر على التنمية التي تريدها إثيوبيا.
وأبدى “رضا” تخوفه من تصاعد حدة التظاهرات ووصولها إلى أقاليم اخرى، لافتًا إلى أن إقليم “بني شنقول” مؤمن بالكامل بمروحيات تحسبًا لأي أضرار قد تلحق بسد النهضة .
فيما خرج أهالي الأورومو، “وهي جماعة عرقية تعيش في إثيوبيا وشمال كينيا”، إلى الشوارع بجثث ذويهم مرددين هتافات معادية للرئيس الإثيوبي والحكومة ورفع البعض فيهم “الشهادتين”.
يذكر أن احتجاجات الأورمو بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما طلبت الحكومة التوسع في أراض عدة في بلدات بمنطقة أوروميا، ما أثار مخاوف أهالي الأقليم من أن “أديس أبابا” تطلع لانتزاع الأراضي التي يسكنها شعب الأورومو، والذي يعتبر أكبر مجموعة عرقية في البلاد.
