بكل الطرق و الوسائل يحارب الاحتلال الإسرائيلي المؤسسات والمدارس التعليمية في الضفة الغربية، من خلال إصدار أوامر إغلاق أو هدم لها، كما حدث مؤخرا مع ” مدرسة التحدي” في منطقة وادي المالح بالأغوار الشمالية.
وينشئ الفلسطينيون ” مدارس التحدي” في المناطق المهددة بالمصادرة والاستيطان والتجمعات البدوية والخرب والقرى الصغيرة، وهذه المدارس التي في الغالب تتألف من غرفتين أو ثلاث ولا يتجاوز عدد طلابها العشرات كان الاحتلال هدم العديد منها مرة أو مرتين وأعيد بناؤها من جديد وهي أقيمت لتثبيت الناس على أراضيهم.
إخطار هدم للمدرسة
وأوضح رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة، أن “قوات الاحتلال حين اقتحمت مدرسة التحدي التي أقيمت قبل شهرين في وادي المالح تضم فصول دراسة من الصف الأول وحتى الصف السادس الأساسي من سكان المضارب البدوية عملت على أخذ صور لها و هي معرضة لخطر الهدم “.
ولفت دراغمة خلال حديثه لقناة ” الغد”، أن هذه المدرسة التي تضم ما يقارب من 50 تلميذ وتلميذة، بها 4 غرف أقيمت بتبرع من قبل مؤسسة العمل ضد الجوع من أجل أن يمارس الأطفال الفلسطينيين حقهم في التعليم، لأنه يوجد صعوبات من قبل الاحتلال المستوطنين في الوصول للمدارس البعيدة.
وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات ” إن سلطات الاحتلال شرعت بتصوير مدرسة التحدي في المالح، بواسطة طائرة مسيرة، وهذا يشكل مبعث قلق وخوف من أن تقوم بهدم هذه المدرسة، خاصة أن قوات الاحتلال قد أخطرت بهدم المدرسة نهاية كانون الأول- ديسمبر الماضي “.
وشدد بشارات خلال حديثه لقناة” الغد”، أن المطلوب التصدي لجرائم الاحتلال والعمل على دعم التجمعات الرعوية والبدوية وتوفير كافة السبل للبقاء و الصمود على الأرض، خاصة أن هذه المدارس تخدم مئات الطلاب الفلسطينيين وهدمها يعيق المسيرة التعليمية و حرب مدروسة من قبل الاحتلال ضد التعليم الفلسطيني”.
وشيدت السلطة الفلسطينية حتى الآن 13 مدرسة في الأماكن النائية والواقعة بمناطق “ج” التي تشكل 62% من مساحة الضفة الغربية وتسيطر عليها إسرائيل.
وتأتي هذه المدارس لدعم صمود الفلسطينيين وتثبيتهم في أرضهم منعا لمصادرتها، ضمن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تهجيرهم ويختلق الذرائع لذلك، لا سيما مخالفة البناء والمناطق العسكرية.
25 تجمعا سكنيا
وتخدم مدارس “التحدي” حسب وزارة التربية والتعليم أكثر من 25 تجمعا سكانيا من البدو والمناطق النائية والمحاذية للمستوطنات.
وتوضح الوزارة أنه رغم تعرض جل مدارس “التحدي” لهدم جزئي أو كلي، فإنها تطمح إلى بلوغ نحو 80 تجمعا تنتشر في الضفة الغربية، كما يهدفون إلى زيادة الصفوف الدراسية لافتتاح مرحلة التعليم الثانوي بهذه المدارس وعدم اقتصارها على الصفوف الأساسية، ويؤكد أن ذلك “قلَّل من تسرب الطلبة بشكل كبير”.
وتتميز هذه المدارس بأنها ليست كما المدارس النظامية الاعتيادية، فهي تفتقر للساحات والتجهيزات والتسهيلات التي تحصل عليها المدارس الاعتيادية، كما انها تخدم العديد من التجمعات حيث يتم جميع الطلاب من تجمعات سكانية بدوية او مناطق مهمشة في مدرسة واحدة، وتتزايد الأعداد بصورة مطردة، ليصل مجموع الطلبة في هذه المدارس إلى نحو 2000 طالب وطالبة.
المناطق (ج)
تعاني التجمعات البدوية في الضفة الغربية والمصنفة ضمن المناطق (ج) من افتقارها للمدارس الحكومية أو التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وهو ما يحرم المئات من الطلبة من حقهم في التعليم، نظرا لطول المسافة بين مناطق سكنهم والمدارس الواقعة في المدن.
وتحظر إسرائيل وفقا لاتفاقية أوسلو إقامة أي نوع من المباني الأسمنتية بما فيها المدارس في المنطقة (ج) والتي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، ما يضطر سكانها إلى العيش في بيوت من الصفيح والخيام.
