الاحتلال يخفف حصاره على مخيم شعفاط وسط عصيان مدني
تسود حالة من الهدوء الحذر مدينة القدس المحتلة، بعد مواجهات عنيفة وقعت الليلة الماضية في كافة أحياء وبلدات القدس، فيما يستمر العصيان المدني في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين.
ويواصل سكان مخيم شعفاط العصيان المدني بسبب الإجراءات العنصرية التي فرضتها سلطات الاحتلال، والمستمرة منذ 5 أيام بعد تنفيذ عملية إطلاق نار على حاجز شعفاط، أدت إلى مقتل جندية إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين بجروح.
ويأتي استمرار العصيان المدني الذي أعلنت عنه الفعاليات الوطنية والشعبية بالمخيم، فيما أعلنت سلطات الاحتلال عن رفع الحصار تدريجياً عن المخيم.
وقال مراسل قناة الغد، إن الحياة عادت إلى مخيم شعفاط بعد قيام سلطات الاحتلال بإنهاء حصارها المشدد، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية، صباح اليوم، بفتح الطرق مجددا.
وأوضح مراسل الغد، أن مواجهات عنيفة شهدتها مدينة القدس وأحيائها المختلفة، (العيساوية وسلوان وأحياء واد الجوز والصوانة وبيت حنينا وصور باهر وجبل المكبر) ، الليلة الماضية، استخدمت خلالها قوات الاحتلال عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية ورش المياه العادمة.
وتسود حالة من الهدوء الحذر، منذ ساعات الصباح، مدينة القدس المحتلة بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها بلدات القدس وأحيائها، فيما أعلن قائد شرطة الاحتلال في القدس تعزيز قوات الاحتلال شرق المدينة.
وقال وزير جيش الاحتلال بيني جانتس إنه يجب تعزيز الجيش في المنطقة بإدخال كتيبة الاحتياط، وتقرر وضع 10 سرايا احتياط من قوات حرس الحدود الإسرائيلي في حالة الاستعداد.
وفي السياق ذاته، أكد أهالي مخيم شعفاط، على استمرار العصيان المدني والاعتصامات السلمية، احتجاجا على سياسة العقاب الجماعي والحصار التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم.
وطالبت الفعاليات الوطنية والشعبية وأهالي مخيم شعفاط، خلال اجتماع لهم الليلة الماضية، العمال بعدم الخروج إلى العمل في إسرائيل، وتمديد الإضراب في جميع المحال التجارية عدا الصيدليات والمخابز والمواد التموينية.
كما تم تجديد الدعوة لعدم إرسال الطلاب إلى المدارس والالتزام بالإضراب المدرسي، وعدم التعاطي مع الاحتلال منوهين إلى أن ممثل العائلات الشرعي والوحيد هو المحامي مدحت ديبة، فيما تم السماح بفتح المحلات التجارية الاساسية (المخابز، الصيدليات، المواد التموينية).
ونفذت قوات الاحتلال سلسلة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في بلدة العيساوية في القدس المحتلة، بعد اقتحامها الليلة الماضية، على ضوء المواجهات العنيفة التي شهدتها البلدة.
وذكرت مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 20 فلسطينيا في أنحاء متفرقة من القدس المحتلة.
بدورها، دعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة، إلى إعلان يوم غد الجمعة يوم غضب شعبي وتصعيد ميداني في كل مناطق وأحياء المدينة، وأن يكون كذلك يومًا لنصرة المسجد الأقصى ورفض لكافة أشكال الحصار.
وطالبت القوى في بيان لها، بتعزيز التواجد والحضور والمشاركة في الوقفات الرافضة للحصار على مخيم شعفاط والمنطقة المحيطة به والتأكيد على أداء الصلوات الجماعية في الميدان وبحسب برنامج المناطق بالإعلان عن مكان أدائها.
واعتبرت القوى إعلان العصيان المدني في مخيم شعفاط بأنه يمثل نوعًا من تحدي الاحتلال والصمود في مواجهته، في مقابل فشله الذريع في قمع المواجهات وحالة الغضب التي يشهدها المخيم.
