الاحتلال يسارع بالتوسع الاستيطاني قبل تولي بايدن
تشهد المناطق الفلسطينية نشاطا استيطانيا إسرائيليا بوتيرة عالية، حيث يتجاوز حجم التوسع الاستيطاني في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى أكثر من 30 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وتسابق حكومة الاحتلال الإسرائيلي الزمن من أجل تثبيت هذه المستوطنات على أرض الواقع والتي كان آخرها قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل بناء 800 وحدة استيطانية جديدة على أراض فلسطينية في الضفة الغربية، قبل تولي الرئيس المنتخب جو بادين رئاسة البيت الأبيض.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن القرار الذي اتخذه نتنياهو ببناء وحدات استيطانية جديدة، يمثل محاولة منه لمسابقة الزمن قبل رحيل الإدارة الأميركية الحالية التي أيدت وبشكل أعمى محاولات الحكومة الإسرائيلية سرقة الأرض الفلسطينية.
وأوضحت الرئاسة الفلسطينية، أن محاولات نتنياهو المحمومة للاستيلاء على مزيد من أراضي دولة فلسطين، بدعم أميركي لن تخلق أية شرعية ولن يسمح الشعب الفلسطيني باستغلال نتنياهو لحملته الانتخابية لسرقة الأرض الفلسطينية.
تعطيل حلم الدولة
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصر الله، إن نتنياهو يريد أن يفشل أي جهود بعد مجيء بايدن، والعمل على ترسيخ هذه المستوطنات كحقيقة واقعة على الأرض لتعطيل حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة فوق أراضيهم.
وأضاف نصر الله، خلال حديثه لقناة “الغد”، أن بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة في المستوطنات غير الشرعية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة، واعتبر نصر الله ذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، خاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334.
وحول تصاعد النشاط الاستيطاني، قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، إن هذه هدايا مجانية يقدمها نتنياهو لعنف المستوطنين ولمجموعات وعصابات “تدفيع الثمن” المتطرفة التي تمارس البلطجة والاعتداءات على الفلسطينيين وذلك تحت حماية من جنود الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ فترة تقوم هذه العصابات بإغلاق الطرقات.
وأوضح دغلس، خلال حديثه لقناة “الغد”، أن نتنياهو يقدم هذه الوحدات الاستيطاينة لهؤلاء المستوطنين المتطرفين من أجل إرضائهم وكسب أصواتهم، وذلك على حساب الفلسطينيين أصحاب هذه الأراضي، فالمطلوب هو وقفة جادة أمام هذه الجرائم وتدخل دولي للجم اعتداءات المستوطنين.
انتهاك للشرعية الدولية
ودعا الناطق الرسمي باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ردا على إعلان إسرائيل أمس بناء عدد جديد من المستوطنات في الضفة الغربية.
وقال ستانو، في بيان، “ندعو إسرائيل لوقف هذه الأفعال والتركيز على استئناف الحوار بدلا من بناء مستوطنات غير شرعية”.
وأكد، “لا يتغير موقفنا الثابت من بناء المستوطنات فهي غير شرعية بناء على القانون الدولي وهي تمثل عوائق وحواجز لعملية السلام وحل الدولتين لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعائق لبناء الثقة بين الطرفين”.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ في بيان له، عن قلقه من الخطوات المتلاحقة لسلطات الاحتلال، لتقويض فرص حل الدولتين، من خلال قرار الاحتلال بناء 800 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، باعتباره انتهاكا جديدا لمقررات الشرعية الدولية.
وقال حافظ، إن هذا الإجراء يأتي في وقت تقوم فيه مختلف الأطراف الدولية بجهود لإحياء المسار التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلا عما يترتب عن تلك الممارسات من تداعيات سلبية على أمن المنطقة واستقرارها.
