الاحتلال يستعد لهدم عشرات المنازل في وادي الحمص بالقدس
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضغطها على السكان الفلسطينيين في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، لهدم منازلهم بحجة قربها من جدار الفصل العنصري.
ويعيش الفلسطينيون المهددون بهدم منازلهم أيامهم الأخيرة، فلم يبقى سوى 4 أيام على إخلاء وهدم 16 عمارة سكنية تضم 102 شقة وتشريد السكان الفلسطينيين، حيث سلمت أهالي حي وادي الحمص قرارات هدم البنايات السكنية حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، وإلا ستقوم آلياتها بتنفيذ قرارات الهدم وستفرض على أصحابها تكاليف الهدم، وذلك بعد مصادقة المحكمة الإسرائيلية العليا على قرار يقضي بهدم منازل الفلسطينيين.
وتصنف معظم المنشآت ضمن الاتفاقيات كمناطق “A” التابعة للسلطة الفلسطينية ، إلا أن قوات الاحتلال تدعي أن الهدم لأسباب ودواع أمنية حيث يمنع البناء لمساحة 250 مترًا في محيط جدار الضم والتوسع العنصري الذي بدأت إسرائيل بناءه بعد عام 2002 وهو عبارة عن شارع محاط بالأسلاك الشائكة والمجسات.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية طالب دول العالم للتدخل لمنع الاحتلال من هدم منازل الفلسطينيين، قائلا “الاحتلال أعلن نيته هدم 16 عمارة سكنية تضم 102 شقة في وادي الحمص ببلدة صور باهر في مدينة القدس المحتلة، يقع بعضها في المناطق “أ” وبعضها في منطقة “ب” وأخرى في منطقة “ج”، رسالتنا لهذا الاحتلال الذي ألغى تصنيفات المناطق نحن أيضا لن نتعامل مع هذا التقسيم الجائر لأرضنا، ونطالب العالم التدخل الفوري لمنع الاحتلال من الهدم”.
تشريد ومصير مجهول
ويقول غالب أبو هدوان 55عاما، أحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم الذاتي لقناة الغد “نحن نعيش فترات عصيبة جدا، بعد أن قمنا ببناء البيت وهو مكون من طابقين، تفاجئنا بقرار إسرائيلي بمنع البناء هنا، وأنه سيتم هدم البيت خلال أيام قليلة، نحن الآن نواجه المصير المجهول”.
ولا يختلف وضع الفلسطيني محمد أبو طير أحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم عن باق أهالي حي وادي الحمص، ويقول أبو طير “لم يبقى أمامنا شيء، قرار هدم المنازل هو حكم اعدام من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد كل ما هو فلسطيني، تحت حجج واهية بأنها قريبة من جدار الفصل العنصري”.
ووصف حمادة حمادة رئيس لجنة خدمات حي وادي الحمص المزاعم الإسرائيلية بأنها واهية قائلا “الاحتلال الإسرائيلي يزعم أن منازل الفلسطينيين هذه غير مرخصة وأنها تشكل خطرا أمنيا عليها ، وفي الحقيقة هذه مزاعم كاذبة، لأن كل هذه المنازل لديها ترخيص من قبل السلطة الفلسطينية “.
وأوضح حمادة في حديث لقناة الغد، أن إسرائيل تهدف من وراء الحملة المسعورة ضد وادى الحمص هو تهجير واقتلاع سكانه لصالح الطرق الاستيطانية من خلال مصادرة مساحات واسعة من الأراضي لبناء الشارع الأمريكي الواصل بين مستوطنة غوش عتصيون والخان الأحمر.
أوراق الطابو
ويتهدد وادي الحمص خطر النزوح والتهجير، ففي العام 2005 وتحديدا منذ أن بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار الضم والتوسع العنصري في منطقتي القدس وبيت لحم، بدأت معاناة أهالي حي وادي الحمص التابع لأراضي قرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة في الظهور في منطقة تصل حدودها من صور باهر الى دار صلاح وقريتي النعمان والخاص والعبيدية وبيت ساحور في محافظة بيت لحم.
وأمام قرار الاحتلال يجد المواطنون الفلسطينيون أنفسهم مهددين بالنزوح والتهجير بسبب الإجراءات العسكرية التعسفية التي تنتهجها حكومة الاحتلال بحقهم .
وتضم أراضي وادي الحمص ثلاثة أحياء هي : وادي الحمص ، ودير العامود ، والمنطار ، ومع الحاجة الملحة للتوسع العمراني لجأ عدد من سكان صور باهر الى البناء في أراضيهم التي يملكون فيها أوراق الطابو ولم يتمكنوا طبعا من تلقي الخدمات من بلدية القدس التي رفضت متذرعة انها أراضٍ تابعة لنفوذ السلطة الوطنية ، وبالمقابل عزل الجدار المنطقة ومنع السلطة الوطنية من إيصال خدماتها إليها . وتكمن الخطورة في أنه إذا تمت عمليات الهدم هذه فإن الأمر سوف يشمل لاحقا المنطار ودير العامود . وتشترط قوانين الاحتلال أن تبعد المنازل مسافة 250 مترا من كل جهة عن الجدار العنصري.