تعب القطيع بحثاً عن الماء، حتى ما أن وصل إليه وجده رواسب لا تصلح للشرب، فكيف إذن مصير الإنسان؟
هذا المشهد لربما يخبر الكثير عن الحرب المائية، التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي على مناطق الأغوار الشمالية، إذ تسيطر فعليا على أكثر 85% من مصادر المياه.
ويقول عارف دراغمة، خبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية، “في مناطق الأغوار المختلفة هناك سياسة واضحة وهي حرب المياه على الفلسطينيين وحرب تقويض المواطن الفلسطيني من خلال منعه من الزراعة من خلال تجفيف منابع المياه”.
وتشن إسرائيل حربها على المياه فوق الأرض وتحتها، فكل محاولات جمع المياه الفلسطينية تواجه بالهدم، ناهيك عن إخلال إسرائيل من خلال شركة “مكروت” باتفاق توزيع المياه، إذ إن للمستوطنين حصة الأسد من المياه.
ويقول إبراهيم صوافطة، مزارع فلسطيني، “لم يعد هناك حياة، لأنه لا يوجد مياه، فهناك حملات يومية لقطع مواسير المياه التي تغذي المزارع”.
ونتيجة لحرب إسرائيل على المياه، فقد بات ما دون نصف المساحة الإجمالية للأغوار ما يمكن أن يكون زراعيا في ظروف استثنائية حتى أن المواشي تقلصت من 22 ألف رأس عام 82 إلى أقل من 4000 آلاف رأس هذا العام.
وشهدت مناطق الأغوار تدنيا كبيرا في المساحات الزراعية وأعداد الثروة الحيوانية، ما انعكس على قدرة الفلسطيني من الثبات والبقاء في هذه المناطق.
