الاحتلال يقتل الحلم.. وجوه تغيب عن امتحانات الثانوية العامة

سأله معلمه أول العام: ما هي استعداداتك؟ فأجابه بيقين: ستراني يا أستاذ آخر العام!! وجاء آخر العام لكنه غاب هو، هكذا تحدث الاستاذ رائد غنيم عن تلميذه النجيب بلال بدير الأشرم (18 عاماً) من مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، فقد أضحى بلال شهيداً اليوم.

في احدى قاعات امتحانات الثانوية العامة ومن بين المقاعد التي امتلأت بالطلبة الذين بدأوا امتحاناتهم، كان هناك مقعد توشح بالكوفية الفلسطينية بعد أن غاب صاحبه عنوة ليحرم من تحقيق حلم لطالما تمناه وسعى إليه حتى لحظات حياته الأخيرة.

كان يحلم بنيل شهادة الثانوية العامة التي انتظرها على مدار سنوات دراسته التي سبقت، واليوم لن يتحقق الحلم، لا بل لم يعد بمقدور بلال حتى التقدم لامتحانات الثانوية العامة بعد أن سرق قناص اسرائيلي برصاصه الغادر في الرابع عشر من مايو الجاري روح بلال دون أي ذنب اقترفه سوى أنه شارك في مسيرة سلمية طالبت بحقه في الحياة.

فوق فوق:

ويكمل غنيم حديثه عن الشهيد بلال ويقول، جاءني بعد امتحانات التجريبي الأخيرة، وسألني: كيف علامتي يا أستاذ؟ قلت له: رائعة! سألني: فوق التسعين؟! قلت له: نعم فوق التسعين. فأعاد السؤال: يعني فوق الخمسة وتسعين؟ قلت له: وبعدين معك يا بلال؟ فأعاد السؤال بابتسامته المعهودة، وبلهفه المعتاد: فوق الخمسة وتسعين يا أستاذ؟ قلت له: نعم فوق الخمس وتسعين، فمضى وهو يغني: فُوق. فُوق. فُوق!.

هذا العام كان بلال مختلفاً، يقول غنيم، درسته على مدار عامين، لكن هذا العام بدا لي أكثر جدية، وأكثر اهتماماً، وأكثر رجولة، كنتُ أشرح وأحدق في عيون طلابي، وما وقعت عيناي على عينيه إلا ورأيته وهو يبتسم، والآن أنا لا أتخيله إلا مبتسماً.

وبالتزامن مع بدء امتحانات الثانوية العامة التي تقدم لها (76811 طالب وطالبة) في الضفة الغربية وقطاع غزة، خيمت اجواء من الحزن على عائلة بلال حيث يقول والده بدير الأشرم، كنا ننتظر هذا اليوم بلهفة وشوق ان يتقدم بلال لامتحانات الثانوية العامة، وها هو جاء لكن بلال لم يعد حاضراً بيننا ولن يتمكن من الجلوس في قاعة الامتحان بعد ان قتله رصاص الاحتلال.

حطموا حلمه:

ويتابع والد الشهيد بلال، كنا نامل ان نعيش هذه اللحظات سوياً والتي انتظرها بلال طويلاً، واليوم نعيش الحسرة والألم، بعد ان تحطم طموح وحلمنا جميعاً، ويتابع: كان بلال من المجتهدين، وكان من المتوقع أن يكون من أوائل قطاع غزة، ويحلم في دراسة الطب في بريطانيا اكسفورد، كي يخدم أبناء شعبه، لكن رصاصات الاحتلال التي اخترقت صدره كانت السباقة ليرتقي الى الله شهيداً، و يترك سباق الثانوية العامة قبل انطلاقه بأيام قليلة.

ويقول والد الشهيد والغصة تملأ قلبه: “كنا أتمنى أن أعيش أجواء اباء وعوائل الناجحين في الثانوية العامة، نستقبل ابني بالتهليل والفرح، وتوزيع الحلوى، إلا أن هذه الأحلام قد تلاشت لحظة استشهاد بلال فقد استقبلت تهاني الناس بكلمة الحمد الله وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

امنية حياته:
لم يختلف الامر كثيراً لدى الشهيد مهند أبو طاحون والذي ارتقى شهيداً قبل يوم واحد على امتحانات الثانوية العام والتي انتظرها على مدار عامين وكله إصرار على ان يظفر بشهادتها.
لم يحالفه الحظ خلال العامين الماضيين، لكن هذا العام يقول والده بدا اكثر اصراراً واجتهادا استعداداً للامتحانات وسعياً لنيل شهادة الثانوية.

يقول شقيقه ساهر، كانت شهادة الثانوية والحصول عليها امنية حياته لكي يكمل مشواره التعليمي، واصفاً شقيقه بذاك الشاب الخلوق الهادئ، المحبوب من الجميع، كان حلمه أن ينجح هذا العام و يحمل شهادة الثانوية العامة، و يكمل مشواره التعليمي و يدرس المحاماة، إلا أن إصابته في مسيرة العودة ومن تم استشهاده لم تمنح الوقت لتحقيق هذه الاحلام.

اغتيال الطموح:
ابراهيم احمد الزرقا من سكان مدينة غزة طالب أخر لن يتمكن من الذهاب إلى لقاعةامتحانات الثانوية، فقد اغتال الاحتلال طموحه وقتل ما تبقى من مساحة للأمنية حتى لدى ذويه. وبغصة تكاد تخنق صاحبها.
ويقول احمد الزرقا والد ابراهيم: كنا ننتظر هذا اليوم لتقديم امتحانات الثانوية العامة والحصول على الشهادة لكن رصاص الاحتلال كان الأسبق فأصاب ابراهيم في مقتل أثناء مشاركته مسيرة العودة.

يقول معلموه، في مدرسة حسن الحرازين غرب مدينة غزة، ارتبط الشهيد بحبه الشديد للعلم والتميز فيه، كما ارتبط بعلاقات طيبة مع زملائه الطلبة والمعلمين، فإبراهيم من الطلبة المميزين في المدرسة والمذاكرة وتربطه علاقة مودة مع الجميع، نحن نفتقد أحد الطلاب المتميزين الذين كان لهم طموح في التميز في الثانوية العامة هذا العام.

وتقدم امس السبت 76،811 الف طالب وطالبة على مستوى محافظات فلسطين لامتحانات الثانوية العامة للعام الحالي، منهم ما يقارب الـ31 ألف طالب وطالبة من محافظات قطاع غزة، لكن العشرات من هؤلاء سيتغيبون قسراً عن قاعات الإمتحانات بسبب احداث مسيرة العودة وبفعل الاصابات التي تسبب بها القناصة الإسرائيليين والتي جعلتهم اسرى المستشفيات واسرة الشفاء.

و يشارك الآلاف من المواطنين في فعاليات مسيرة العودة منذ 30 مارس الماضي، حيث تدور مواجهات عنيفة مع قوات افحتلال الإسرائيلي على ط\ول الحدود الشرقية لقطاع غزة، فيما بلغت حصيلة الضحايا جراء الاعتداءات الاسرائيلية، أكثر من 120 شهيداً و 14000 اصابة منها، 330 حالة حرجة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]