الاحتلال يمنح 20 ألف مقدسي «الجنسية الإسرائيلية» لهذا السبب
حذر مختصون فلسطينون، من خطة الحكومة الإسرائيلية التى تهدف لمنح “الجنسية الإسرائيلية” لقرابة 20 ألف مقدسي داخل مدينة القدس المحتلة.
ووصف المختصون فى شؤون مدينة القدس، أن هذه الخطة بالخطيرة كونها تستهدف إلغاء الوجود الفلسطيني وطمس هوتنية العربية الإسلامية، وصبغ المدينة بالطابع اليهودي وإسكان العدد الأكبر من المستوطنين في القدس بدلا من الفلسطينيين.
وقال مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية زياد الحموري :”إن المخطط الإسرائيلي بمنح الجنسة ل20 ألف مقدسي هو مخطط خطير جدا و يشكل خطوة و قفزة كبيرة لتهويد مدينة القدس، وهذا يتطلب جهد من الجميع لمواجهة كل المخططات التى تهدف لتهويد القدس.
وأوضح الحموري خلال حديثه لقناة ” الغد”، أن الهدف من وراء هذا المخطط، هو إلغاء الوجود الفلسطيني في إطار سياسة التهجير القسري، كون الحكومة الإسرائيلية تريد فقط إبقاء ما يقرب من 80 ألف فلسطيني في القدس على المدى البعيد، علما بأن الحكومة الإسرائيلية فرضت بالقوة على المقدسيين “الهوية الزرقاء” أى الهوية الإسرائيلية، وذلك به تتجاهل لقرارات الشرعية الدولية.
إلغاء قضية القدس
وحذر الخبير في شؤون الاستيطان خليل التفكجي من مخطط إسرائيلي لمنح أكثر من 20 ألف مقدسي في القدس المحتلة جوازات سفر إسرائيلية.
واعتبر التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية المخطط قفزة كبيرة لإلغاء قضية القدس بشكل كامل، وتهويدها، من خلال السيطرة على أهلها.
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لعزل أكثر من 200 ألف مقدسي عن القدس، وفق تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو؛ وذلك للتخلص من الهوية المقدسية.
من جهته قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع:” إن إجراءات الاحتلال، لمنح الجنسية الإسرائيلية لـ 20 ألف مقدسي، هو استهداف للهوية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة”.
وأضاف القانون في تصريح صدر عنه، أن ذلك يعد تنفيذاً لمخطط الاحتلال المستمر؛ لتهويد الأرض والسيطرة التامة على أهلها المقدسيين.
وشدد على أن ذلك “يتطلب التصدي له وحماية للشعب الفلسطيني في مدينة القدس، ودعم صمودهم للمحافظة على هويتهم الفلسطينية”.
350 ألف فلسطينيين في القدس
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية، قد ذكرت قبل أيام، أن وزارة الداخلية في حكومة الاحتلال قررت منح 20 ألف شاب مقدسي “الجنسية الإسرائيلية”، بشرط ألا يكون قد أُدين بـ”ارتكاب جريمة جنائية خطِرة”، بحسب تعبيرها.
وبحسب القرار فإن أي شاب فلسطيني يعيش في القدس المحتلة يتراوح عمره ما بين 18 إلى 21 عامًا ولا يحمل جنسية أخرى، سيتمكن من الحصول على “الجنسية الإسرائيلية”. وتتوقع الصحيفة حصول 7000 شاب مقدسي إضافي على الجنسية بموجب الإجراء كل عام، مشيرة إلى أن أكثر من 90% من سكان القدس الفلسطينيين البالغ عددهم 330 ألفًا لا يحملون “الجنسية الإسرائيلية”.
ومنذ احتلال كامل مدينة القدس عام 1967، تعمل سلطات الاحتلال على منح الفلسطينيين الإقامة الدائمة، ما سمح لهم بالتصويت في الانتخابات المحلية، والحصول على التأمين الصحي، ومزايا الضمان الاجتماعي، لكن ذلك لا يسمح لهم بالتصويت في انتخابات (الكنيست) أو الحصول على جواز سفر.
وذكرت الصحيفة أن الحصول على الجنسية الإسرائيلية كان صعبًا، “كون إجراءات المواطنة العادية المحددة في المادة 5 من قانون الجنسية طويلة ومعقدة، لأنها تطلب منهم وثائق تفيد بـ(ولائهم إسرائيل)، وعدم امتلاك ممتلكات في الضفة الغربية، واجتياز اختبار اللغة العبرية”.
ويبلغ عدد الفلسطينيين في القدس وحدها نحو 350 ألفا، يشكلون 38% من سكانها، بشطريها الشرقي والغربي، وفق دراسة إسرائيلية نشرها معهد القدس لبحث السياسات مؤخرًا، وسحبت حكومة الاحتلال منذ احتلالها المدينة، إقامات نحو 14500 مقدسي، بحجج مختلفة منها “معاداة الاحتلال أو الإقامة خارج حدود المدينة أو اكتساب إقامة أو جنسية في دولة أخرى”.