الاحتلال ينتقم من أسرى «نفق الحرية»
صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العقابية ضد الأسرى الفلسطينيين، وخاصة الأسرى الستة الذين نجحوا في انتزاع حريتهم من سجن جلبوع قبل أن تعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.
ونقلت سلطات الاحتلال الأسير زكريا الزبيدي إلى عزل سجن “ايشل” في بئر السبع، كما نقلت الأسير محمد العارضة إلى عزل سجن عسقلان، فيما نُقل الأسير يعقوب قادري لعزل سجن “ريمونيم”.
بينما نُقل الأسير أيهم كممجي إلى عزل سجن “اوهلي كيدار” في بئر السبع، والاسيرين محمود العارضة ومناضل انفيعات إلى عزل “ايالون” الرملة.
والعزل الانفرادي يعني عزل الأسير عن باقي الأسرى وعن العالم الخارجي، ووضع الأسير في زنزانة صغيرة، وضيقة ومعتمة ورديئة التهوية، وخالية من مظاهر الحياة المختلفة، وضمن إجراءات مشددة لإبقائه في حالة حصار دائم وحرمان مستمر من أبسط مظاهر الحياة الاجتماعية والإنسانية.
ويعتبر العزل أقسى أشكال التعذيب، وهناك من الأسرى من أمضى سنوات طويلة في العزل الانفرادي بحسب عبد الناصر فروانة، عضو لجنة إدارة هيئة شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة.
وقال فروانة، إن “الإجراءات الانتقامية بحق الأسرى لن تتوقف وعزل الأسرى الستة قد يمتد طويلا، ما لم نتحرك اليوم جميعا”.
وأضاف المختص بشؤون الأسرى، “هذا ما توقعناه عقب إعادة اعتقال الأسرى الستة، أبطال معجزة جلبوع، فدولة الاحتلال وعقب كل محاولة هروب تلجأ إلى معاقبة الأسرى والانتقام منهم وعزلهم”.
ورأى فروانة، أن التصعيد هذه المرة أخطر والإجراءات القمعية أوسع ولربما قد يمتد عزل الأسرى الستة إلى سنوات طويلة.
وقال فروانة، إن “الإجراءات الإسرائيلية الانتقامية بحق الأسرى الستة لن تتوقف عند توزيعهم على أقسام العزل في السجون، وعزل كل واحد منهم في زنزانة انفرادية، فمن المتوقع أن تكون هناك إجراءات أخرى، ليس بحق هؤلاء الستة فقط، وإنما بحق الأسرى عموما، وقد تتغير طبيعة الإجراءات اليومية ونمط الحياة المعتادة داخل السجون، بذريعة الامن، وسيعاني الجميع منها”.
ودعا فروانة إلى تدارك خطورة المرحلة التي تستهدف مجموع الأسرى، والتحرك بسرعة، داخل وخارج السجون، لوقف الإجراءات الانتقامية، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عملية الهروب من سجن جلبوع في السادس من أيلول الماضي، وإنهاء العزل الانفرادي للأسرى الستة في أقرب وقت ممكن.
بدوره، قال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، كريم عجوة اليوم الجمعة، إن إدارة سجن عسقلان تعزل الأسير محمد العارضة بظروف صعبة وسيئة منذ نقله بالأمس من مركز تحقيق الجلمة.
وقال عجوة، في بيان صدر عن هيئة شؤون الأسرى، إن “إدارة المعتقل تحتجز العارضة في زنازين العزل، ولا يوجد معه سوى الملابس التي يرتديها دون أي شيء آخر على الإطلاق حتى مخدة النوم، وفي مساحة ضيقة جدا ومتسخة للغاية، كما يتم إجراء تفتيشات في الغرفة على مدار الساعة”.
ولفت عجوة إلى أن غرفة العزل مراقبة بالكاميرات حتى داخل الحمام ما يشكل انتهاكا للخصوصية ويحرمه حق الاستحمام واستخدام المرحاض.
وأضاف أن الأسير قد حضر للزيارة اليوم مقيد اليدين والقدمين وتم فك قيود اليدين عند مقابلة المحامي والإبقاء على قيود القدمين، ومن المتوقع أن تجري محاكمة داخلية للأسير العارضة في عسقلان اليوم لفرض مزيد من الإجراءات العقابية بحقه.
وبين المحامي عجوة أن الأسير العارضة أكد وفي حال استمرت التقييدات المفروضة عليه من حيث الشروط اللاإنسانية الموجود بها في زنازين العزل والظروف السيئة، قد يدخل خلال الأيام القادمة في اضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بتحسين الظروف الاحتجازية الصعبة المفروضة عليه من قبل إدارة سجون الاحتلال.
وفي سياق متصل، أفاد محامي هيئة الأسرى جميل سعادة، بأن محكمة الاحتلال في الناصرة رفضت طلبات الطاقم القانوني لهيئة شؤون الأسرى التي قدمت أمس وصباح اليوم لإحضار الأسرى شخصيا والمرتبطة قضيتهم بنفق الحرية إلى قاعة المحكمة يوم الأحد المقبل لتقديم لوائح الاتهام بحقهم.
وأوضح المحامي سعادة، أن قاضي الاحتلال رفض طلبات طاقم الهيئة القانوني دون التطرق بشكل موضوعي ومعمق لتفاصيل وتعليلات الطلبات، مشيراً إلى أن هذه الجلسة في غاية الأهمية.
وأكد أن من حق الأسرى التواجد الشخصي المباشر في قاعة المحكمة للاستماع للوائح الاتهام وقراءتها على مسامعهم، وليس عبر تقنية الزوم والوسائل التكنولوجية التي يشوبها الخلل دائما كما حدث في الجلسة السابقة يوم 29 سبتمبر الماضي.
وبناء على هذا القرار، ستعقد جلسة تلاوة لائحة الاتهام عبر تقنية الزوم وتشمل أبطال النفق محمود ومحمد العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري غوادرة وأيهم كممجي إضافة إلى المعتقلين في القضية وهم قصي مرعي وإياد جرادات ومحمود أبو اشرين وعلي أبو بكر ومحمد أبو بكر.
