يتواصل التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية من عمليات مداهمة واقتحام وحصار واعتقالات وإعدامات، وآخرها المواجهات التي اندلعت فجر، اليوم الثلاثاء، في مخيم جنين، وأدت إلى استشهاد شاب، يبلغ من العمر 17 عامًا، بعد إصابته برصاصة في الرأس، أطلقها عليه جيش الاحتلال خلال المواجهات عقب اقتحام المخيم.
اعتقالات وحصار
اعتقلت قوات الاحتلال الشاب «يزن مالك الشرقاوي»، بعد مداهمة منزل ذويه ومنازل أقربائه في بلدة الزبابدة بجنين، كما نفذ الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات، بين صفوف الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
واحتجزت قوات الاحتلال عددًا من الشبان على حاجز حوارة جنوب نابلس.
وقالت مؤسسات الأسرى: «إن قوات الاحتلال اعتقلت 29 مواطنًا في مناطق مختلفة بالضفة الغربية».
وفي أريحا، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدخل الشمالي للمدينة، وألقت عددًا من القنابل الغازية والصوتية دون وقوع أي إصابات.
وكانت قوات الاحتلال قد نصبت، الليلة الماضية، حاجزين عسكريين على المدخلين الشمالي والجنوبي لأريحا وأعاقت خروج المواطنين.
ورصدت كاميرا الغد مواصلة إغلاق الاحتلال لكافة مداخل مدينة الخليل لليوم الثاني على التوالي، عقب هجوم أسفر عن مقتل مستوطنة أمس.
اقتحامات المستوطنين
تزامنا مع التصعيد العسكري، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا من جهة باب السلسلة.
فيما واصلت قوات الاحتلال فرض إجراءات مشددة، والتضييق على دخول المصلين المسجد الأقصى والتنقل بحرية في باحاته.
دعوات لوقف الانتهاكات
جددت وزارة الخارجية الفلسطينية، إدانتها لجرائم واعتداءات قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المتواصلة ضد المواطنين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.
ونددت الوزارة باعتداءات ميليشيات المستوطنين وإرهابها المتواصل في عموم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والدعوات التحريضية العنصرية التي تطلقها عناصر الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين.
وطالبت الخارجية الفلسطينية بتدخل أميركي ودولي عاجل لإجبار الحكومة الإسرائيلية على الجلوس على طاولة المفاوضات، وفقًا لمرجعيات السلام الدولية، بما فيها مبادرة السلام العربية، باعتبارها المدخل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن العنف الإسرائيلي المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته على جميع المستويات السياسية والأمنية والمالية، لن يجلب السلام والاستقرار لأحد.
وأشار إلى أن إدانات العالم لم تعد تكفي، والغياب الأميركي والموقف السلبي الذي تتخذه الإدارة الأميركية ساهما في زيادة اشتعال الأوضاع على الأرض.
