الاستثناء الوحيد في العالم.. الجزائر محرمة على «داعش»
بعد أن سجلت الجزائر سابقة الدولة الوحيدة في المنطقة المغلقة في وجه التنظيم الإرهابي “داعش”، كشفت التقارير الاستخبارية الغربية، أن الجزائر تعد “الدولة الاستثناء” الوحيدة في العالم، التي عجز تنظيم “داعش” عن تجنيد أبنائها، سواء من داخل الوطن او خارجه.
والتقارير الاستخبارية الغربية، توافقت مع تقرير شبكة الأنباء الإنسانية “إيرين” بأن الجزائر تعد البلد الوحيدة التي فشل تنظيم داعش في تجنيد “أحد مواطنيها”، بالرغم من جوارها الجغرافي مع مناطق تضررت من ظاهرة التطرف.
وأشارت الشبكة الإخبارية العالمية المتخصصة في تغطية الأزمات الانسانية، إلى أن تنظيم داعش يقوم بالتجنيد عبر العالم أجمع، باستثناء بلد إسلامي واحد هو الجزائر.. وبالرغم من قربها من المناطق المتضررة من التطرف، سواء ليبيا أو دول الجوار الأفريقية، أو الدول العربية من العراق وسوريا، إلا أنها لم تسجل أي عدد من المجندين في صفوف “داعش”، مقارنة بعدة بلدان أخرى بما في ذلك البلدين الجارين تونس والمغرب.
وكانت مجموعة سوفان وهي “مؤسسة أمريكية يوجد مقرها بنيويورك تقدم خدمات للحكومات في مجال الأمن والاستعلام” قد نشرت أرقاما عن عدد المجندين في صفوف تنظيم داعش، من دول المغرب العربي، وفي المقدمة تونس، ما بين 6000 و7000 إرهابي تم تجنيدهم من طرف جماعات متطرفة خاصة داعش.. ومن المملكة المغربية ما بين 1200 و1500 مجند.
وحتى الآن تؤكد التقارير، أن عدد الجزائريين في تنظيم داعش ما بين (صفر أو لا يتجاوز 150 شخصا) وهي حقيقة مفاجئة لبلد أفريقي كبير، له حدود ممتدة على دول الساحل والصحراء الأفريقية، المحتشدة بفكر التطرف وعناصره، إلى جانب الحدود مع ليبيا التي يتمدد فيها التنظيم الإرهابي وغيره من جماعات الجهاد المتطرفة
الأرقام دفعت الخبير بشبكة الأنباء الإنسانية، جيني جوستافسون، للتساؤل :”هل أخذت الجزائر لقاحا ضد داعش”.. أم أن التطرف أصبح أقل استقطابا في الجزائر؟.
الدولة التي تعد “الاستثناء الوحيد في العالم” دفعت الدوائر الأمنية للبحث عن الأسباب التي جعلت الجزائر محرمة على داعش؟ وتؤكد الخبيرة المتخصصة في الارهاب لدى مركز كارنيجي للشرق الأوسط داليا غانم يزبك، أن التجربة التي عاشها الجزائريون خلال العشرية السوداء، لا تزال حية في الذاكرة الجماعية وتعد أحد أشكال الردع السيكولوجي.
يذكر أن الحرب الأهلية الجزائرية أو العشرية السوداء في الجزائر، هي صراع مسلح قام بين النظام الجزائري و فصائل متعددة تتبنى أفكار موالية لـ “الجبهة الإسلامية للإنقاذ “، وبدأ الصراع في يناير / كانون الثاني عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية، وشنت الجماعات الإسلامية حملة مسلحة ضد الحكومة ومؤيديها، وقامت بأنشاء جماعات مسلحة اتخذت من الجبال قاعدة لها، وتواصل الصراع المسلح حتى عام 2002.
والسبب الثاني، وراء فشل داعش في التجنيد الإرهابي لأبناء الجزائر، بحسب الخبراء، يكمن في كون البلد استثمر كثيرا في قواته الأمنية، مع قيام الجزائر بـ “مهمة كبيرة ” بإبقاء المراقبة على طول حدودها الشاسعة، وأن الجيش الجزائري أصبح قوة هامة إلى جانب قوات الشرطة والدرك وفروع الاستعلام “المخابرات”، بحيث جنبوا العديد من الجزائريين مد يدهم الى جماعات مثل داعش”.
والسبب الثالث، يرجع إلى ثلاثة عوامل، أولهما ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي ساهم في إعادة إدماج المغرر بهم داخل المجتمع، وما قامت به الحكومة من أجل محاصرة السلفية الراديكالية، وإنشاء النقابة الوطنية للائمة التي تعد درعا لصد الأيديولوجيات الدينية المستوردة.
