فرضت الترتيبات والتقارير الأمنية، شروطها على المشاركة في القمة العربية بنواكشوط ،على مستوى القادة العرب، وبات التمثيل العربي في القمة ضعيفا، بمشاركة رؤساء حكومات ووزراء خارجية، باستثناء 6 رؤساء، هم : (رئيس جمهورية السودان، عمر حسن البشير، ورئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، ورئيس جمهورية جزر القمر، أكليل ظنين، ورئيس جمهورية الصومال، شيخ حسن محمود، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد) بحسب تأكيد مصدر دبلوماسي عربي بالجامعة العربية، في تصريح خاص للغد.
أسباب ضعف المشاركة في القمة
وأوضح المصدر، هناك ثلاثة عوامل، تسببت في ضعف مستوى التمثيل العربي ، في القمة العادية الـ 27 التي تنعقد غدا في العاصمة الموريتانية “نواكشوط” وهي أولا لظروف مرضية، مثل حالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وقد لا تسمح هذه الظروف بمشاركة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، حيث لم تتأكد مشاركته حتى الآن، وثانيا النزاعات والخلافات الثنائية، ولذلك يغيب ملك المغرب محمد السادس، ويغيب أيضا الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، ويبدو أنه تراجع عن المشاركة تجنبا لحساسية العلاقات داخل دول المغرب العربي ..
وثالثا : الترتيبات الأمنية ، وإجراءات التأمين في دولة “مفتوحة” ن مع تواضع قدرات الجاهزية الأمنية لدولة موريتانيا، فضلا عن تقارير مقدمة الأجهزة الأمنية لعدد من الدول العربية، التي وصلت موريتانيا قبل أسبوع، ومن بينها مصر والأردن، والتي أوصت بمشاركة ممثلين عن القيادات ، ورغم عدم إعلان مؤسسة الرئاسة في مصر ، عن مشاركة الرئيس أو من يمثله، إلا أن ما أثير بشأن مدى جاهزية واستعداد العاصمة الموريتانية لاستقبال الضيوف العرب وضعف الإجراءات التأمينية قد يمنع مشاركة الرئيس بنسبة كبيرة، فلا توجد قاعة مؤتمرات صالحة ومؤهلة لعقد اجتماعات القمة، ما استوجب إعداد خيمة كبيرة لاستضافة اجتماعات القادة العرب. كما تواجه موريتانيا ضعفًا في المستوى على الصعيد الفندقي، حيث لا توجد فنادق كافية ومعدة لاستقبال الضيوف العرب.
وحيث آثر بعض المشاركين الإقامة في المغرب، والحضور إلى موريتانيا للمشاركة في الاجتماعات والعودة بدون إقامة في موريتانيا
وكانت دول عربية قد قدمت مساعدات لنواكشوط لتسهيل مهمة استضافتها للقمة حيث قدمت عمان ١٦ سيارة مصفحة، وقدمت قطر ٢٠ سيارة، وقدمت السعودية منحة لتطوير الطرق.
غياب السيسي لأسباب أمنية وتعليق ملف “القوة العربية المشركة”
وأكد المصدر الدبلوماسي العربي، بالجامعة العربية، ان ما توفر لديهم من معلومات، تشير إلى عدم مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتكليف المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بترأس الوفد المصري وحضور فاعليات وجلسات القمة، وربما كان سبب الغياب الثاني، هو إغلاق ملف القوة العربية المشتركة الذى كانت تقدمت به القاهرة في الدورة السابقة بشرم الشيخ، بعد إعلان عدة دول “خليجية” تحفظها على المقترح.
وكشف المصدر أن ضعف التأمين وقلة عدد المشاركين من الملوك والرؤساء، من أهم أسباب تغيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغياب العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، ويراس الوفد السعودي، وزير الخارجية عادل الجبير.. كما أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني لن يحضر القمة العربية ، وسوف يترأس الوفد الأردني، رئيس الوزراء هاني الملقي، وغياب رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد وولى عهد أبى ظبى محمد بن زايد عن القمة العربية، ويرأس وفد الإمارات الشيخ حمد الشرقي.
مشاركة “الصف الثاني” في القمة
وتابع المصدر، أن المشاركة الأكبر للمسؤولين العرب من الصف الثاني، حيث يشارك كل من : رئيس وزراء لبنان، تمام سلام، ورئيس حكومة الوفاق الليبية، فايزالسراج، ووزير خارجية تونس، خميس الجيهناوى، ووزيرالخارجية السعودى، عادل الجبير، ووزير الخارجية الفلسطيني، رياض الملكى، ووزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، والشيخ حمد بن محمد الشرقين حاكم الفجيرة، ورئيس الوزراء المصري، المهندس شريف إسماعيل ، ورئيس وزراء الأردن هاني الملقي، وهو نفس مستوى مشاركة العراق أيضا ، وعن سلطنة عمان، ممثل السلطان قابوس أسعد بن طارق آل سعيد ، أي أن المشاركة في قمة “الصف الثاني” فرضتها الترتيبات الأمنية.
ومن جانبه، نفى الوزير المفوض محمود عفيفي، الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، سعي دول إقليمية لإفشال قمة نواكشوط، موضحا بأن موريتانيا باتت معززة داخل بيتها العربي اكثر من أي وقت مضى، وأن الهدف من القمة الحالية هو إعطاء قوة دفع عملية للمقررات التي سبق طرحها سابقا، و إعادة بث الأمل في الشعوب العربية التي باتت مشككة في مدى قدرة جامعة الدول العربية على الأخذ بزمام الأمور .
تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر أن تعقد القمة العربية السابعة والعشرين بالمغرب إلا أنها اعتذرت، وقالت الخارجية المغربية في بيان سابق لها، إن هذا القرار تم اتخاذه بناء على المشاورات التي تم إجراؤها مع عدد من الدول العربية الشقيقة، نظرًا للتحديات التي يواجهها العالم العربي اليوم، فإن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها أو أن تتحول إلى اجتماع مناسباتي.
