عقب وقوع حادث الهجوم الإرهابي على مسجد بشمال سيناء بعد صلاة الجمعة اليوم، ظهر اهتمام متزايد في الدوائر الإعلامية والسياسية الإسرائيلية بصورة غير عادية.
ويلاحظ الراصد للمواقع الإخبارية أو حسابات منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية أن الاهتمام الإسرائيلي في هذا الصدد، وبهذا الحادث، ينصب في اتجاه رئيسي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه، وهو التأكيد على أهمية التعاون الاستراتيجي والعسكري المشترك بين مصر وإسرائيل. والأهم من هذا أيضا التأكيد على أن كلا من الدولتين، أي مصر وإسرائيل، يواجهان عدوا مشتركا وهو الإرهاب، بالإضافة إلى التأكيد على أن التعاون وبناء العلاقات الوثيقة بين الدولتين سيكون المفتاح الرئيسي والأبرز لدعم هذا التعاون.
ومن هنا تحاول إسرائيل تصدير فكرة محددة وهي أن الارهاب سيكون بمثابة السبب في ضرورة دعم التعاون مع مصر، وهو التعاون الذي تعرف إسرائيل أهميته عسكريا خاصة في ظل التطورات أو التحديات التي تعيشها المنطقة.
واهتم الكثير من الساسة والمسؤولين في إسرائيل بهذه النقطة، وكأن هناك توجها رسميا بالالتزام بها. ولعل هذا ما كان واضحا وبقوة مع البيان الذي أصدره وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، والذي أصدر بيانا بعث فيه بالتعازي للشعب المصري، وقال يعالون إن الإرهاب هو عدو لكل الدول والشعوب، مشيرا إلى أن إسرائيل ومصر تستطيعان سويا دحر الإرهاب، على حد وصفه.
ومع قراءة هذا البيان بالتحديد يمكن اكتشاف التوجه الإسرائيلي الساعي إلى دعم العلاقات العسكرية والاستراتيجية بين البلدين مع الشعور بوجود عدو مشترك سواء لإسرائيل أو مصر.
المثير للانتباه أن الأمر وصل إلى قيام بلدية تل أبيب بالإعلان عن حالة حداد، وقال رئيس بلدية تل ابيب “رون خولدائي” أنه يبعث بالعزاء لمصر، وهو العزاء الذي يأتي عقب اعتداء سيناء الذي وصفه بالإعتداء الإرهابي. ونبه خولدائي إلى تلوين مقر بلدية تل أبيب باللون العلم المصري، وهو ما يزيد من التساؤلات ومحاولة معرفة هذا السبب الذي يدفع بإسرائيل إلى القيام بذلك.
اللافت هنا عند الحديث عن هذه القضية سنكتشف أن الإعلام الإسرائيلي بجانب منصات السوشيال ميديا سعوا إلى طرح نماذج معينة من المواطنين وإظهارهم في صورة المتعاطفين مع هذا الحدث ، ومثال ذلك عرض المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي إدرعي لتغريدة ورسم خاص لأحدة العربيات في إسرائيل وتدعى إيلا. وتشير هذه المواطنة العربية إلى تدشين هاشتاج بعنوان مصر تنزف والإتيان بعبارات تضامن مع مصر في هذا الحادث، مثل عبارة كلنا مصر مع رسم قلب مع كلمة مصر في إشارة لدعم مصر.
عموما فإن هذا الحادث الإرهابي، جاء ليكشف الكثير من التوجهات السياسية والاستراتيجية لإسرائيل إزاء تعاملها مع مصر، وهي التوجهات التي لا تزال تتواصل في ظل تطور الأحداث، وتواصل تداعيات هذا الحادث التخريبي في سيناء.
