«أنهار من الدماء نتيجة الضرب والتعذيب، اعتداءات على النساء أمام عائلتهن، أوامر بتسلية حرس السجون» .. كانت هذه أبرز شهادات 65 من السجناء السابقين في سجون النظام السوري، والذين تحدثوا عن الظروف العصيبة التي تحملوها.
ووفق صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن منظمة العفو الدولية، التي نفت دخولها سجون النظام في سوريا، أجرت تحقيقا موسعا حول الاعتداء على حقوق الإنسان داخل السجون العسكرية خلال الحرب في سوريا.
وأكدت المنظمة أن حوالي 17,723 مواطن وافتهم المنية أثناء حبسهم خلال السنوات الخمس من الحرب في سوريا، بمعدل 300 مواطن شهريا، و10 يوميا.
وقالت الصحيفة البريطانية أن تقرير المنظمة الدولية المكون من 69 صفحة يوثق شهادات العديد من الرجال والنساء الذين تعرضوا للصعق بالكهرباء والضرب و الاغتصاب، والبرد القارص، والحرمان من العلاج والغذاء والماء، مؤكدة أنه في الوقت الذي أدينت فيه اعتداءات وانتهاكات تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، كانت الانتهاكات نفسها تنفذ داخل سجون النظام.
ونقلت الصحيفة عن شهادات السجناء أن النظام «كان يحاول إنهاء حياتهم هناك» وقال آخر أن «التهوية انقطعت ذات يوم في الفرع رقم 235 في دمشق، وقتل على أثر ذلك 7 أشخاص جراء الاختناق».
وقال أحدهم أنهم «بدأوا في ركل السجناء الموجودين على الأرض للتأكد ما إذا كانوا أحياء أم موتى، آمرين الأحياء بالوقوف، إلا أنني التزمت جوار 7 جثث، فيما كان عدد الجثث الأخرى على الأرض حوالي 25»
فرحان، كان أحد السجناء أيضا، الذي اعتقل على أثر تنظيم تظاهرة سلمية في مارس عام 2012، ليوضع بسجن حمص قبل أن ينتقل إلى السجن العسكري رقم 253، حيث أطلق سراحه في نوفمبر 2013.
يقول فرحان أنه «في الأسبوع الأول من وجودي في سجن حمص المحلي، مات رفيق غرفته على أثر التعذيب، بينما كان لديه ابنتان، ذهبت لأخبرهم بأن هناك شخص توفي، قالوا أنه ليس شخص وإنما جثة» مؤكدا أن رفيقه لم يكن هزيلا وإنما كان محتفظا بصحته على عكس معظم السجناء المنهكين إلا أن هذا الرفيق انتهي به الحال إلى الكثير من الثقوب التي ملأت جسده على أثر التعذيب بعد أن دخل إليه أحد حراس السجن وقال «يبدو أنك لاتزال بصحة جيدة وتعتني بنفسك، ولهذا فيمكنك حمل هذا» فيلتفت الرفيق ليري «جبل» من 7 جثث على الأرض.
ونقلت الديلي ميل عن مدير منظمة العفو الدولية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فيليب لوثر تأكيده بأن التقرير تضمن كل مرحلة من محنتهم، بدءا من لحظة القبض عليهم، مرورا باستجوابهم، واعتقالهم خلف أبواب السجون «سيئة السمعة».
