الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.. خطوة أمريكية مرفوضة عربيا وعالميا

في خطوة وصفها رئيس وزراء إسرائيل بالتاريخية، رغم رفضها عربيا وعالميا، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها العام 1981.

وقال ترامب، في البيت الأبيض وإلى جانبه نتنياهو، “لقد جرى التخطيط لهذا الأمر منذ فترة”، بينما وصف الزائر الإسرائيلي الاعتراف بـ”التاريخي”، وقال إن مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية، و”لن نتخلى عنها أبدا”.

وخاطب نتنياهو ترامب قائلا “يأتي إعلانكم في وقت أصبحت فيه الجولان أهم بالنسبة لأمننا أكثر من أي وقت سابق”.

ويعد الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولات خروجا على الإجماع الدولي، كما تمثل دفعة انتخابية لرئيس وزراء إسرائيل في الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل/ نيسان.

اعتداء صارخ

وأعلنت الحكومة السورية، أن اعتراف واشنطن، الإثنين، بضم الجولان السوري المحتل لإسرائيل “اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي” سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله، إنه “في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، أقدم الرئيس الأمريكي على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني”.

وقال المصدر الرسمي السوري، إن “ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة”.

وأضاف “هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجاً في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح”.

وضع الجولان لم يتغير

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الإثنين، أن الوضع القانوني للجولان “لم يتغير” بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بـ”سيادة” إسرائيل على الهضبة.

وقال دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي اليومي، “بالنسبة للأمين العام أنطونيو جوتيريش، من الواضح أن وضع الجولان لم يتغير، إن سياسة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالجولان تأتي من القرارات التي اتخذها مجلس الأمن وهذه السياسة لم تتغير”.

وسيجري مجلس الأمن الدولي مشاورات مقررة منذ مدة حول قوة الأمم المتحدة المنتشرة في مرتفعات الجولان الأربعاء.

والثلاثاء، من المتوقع أن يتيح الاجتماع العلني الشهري للمجلس حول الشرق الأوسط للدول الأعضاء مناقشة القرار الأمريكي.

ويقول أحد الدبلوماسيين، إن موقف الولايات المتحدة حيال مستقبل هذه القوة، التي تنتهي ولايتها أواخر يونيو/ حزيران، خلال نقاشات الأربعاء، سيكون “مثيراً للاهتمام”.

وأضاف أن الإبقاء على القوة لن يكون متوافقا مع السياسة الأمريكية الجديدة، التي تنسب هذه الأرض إلى إسرائيل.

ويبلغ عديد “قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك” حوالي ألف رجل من قوات حفظ السلام بكلفة سنوية تبلغ نحو 60 مليون دولار، وهذه القوة مكلفة منذ عام 1974 مراقبة منطقة عازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان.

في الأمم المتحدة، يحظى القرار الذي يجدد ولاية هذه القوة سنويا بخصوصية فريدة في عمليات السلام، وهي صياغته بشكل مشترك من قبل واشنطن وموسكو.

غير مقبول

ووصفت تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي، اعتراف الولايات المتحدة بأنه غير مقبول، وقال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ستتخذ إجراء ضد القرار الأمريكي بما في ذلك في الأمم المتحدة.

لا يغير حقيقة

من جانبه، عبر الأردن، الإثنين، عن رفضه القرار الأمريكي، مؤكدا أن ذلك “لا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية”.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في بيان، إن “موقف المملكة ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم”.

وأضاف أن القرار الأمريكي “أحادي سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

وشدد الصفدي على “ضرورة التزام المجتمع الدولي هذه القرارات التي تؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة”.

وأضاف أن “موقف المجتمع الدولي إزاء الجولان واضح يجسده قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل واعتبره باطلا ولاغيا”.

يخالف كل قواعد القانون الدولي

وفي إطار الرفض، دان لبنان، الإثنين، الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، معتبرا انه “يخالف كل قواعد القانون الدولي”، مشددا على أنّ الهضبة “أرض سورية عربية”.

وأفادت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، بأنّ “الإعلان الرئاسي الأمريكي بخصوص أحقية إسرائيل بضم هضبة الجولان السوري، هو أمر مدان ويخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل”.

وتابعت أن “مبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى”.

وأكّدت أنّ “هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزور التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر”.

وحذّرت “إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها”، وشددت أن إسرائيل “لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل”.

باطل شكلا وموضوعا

دان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الإثنين، الاعتراف الأمريكي، معتبرا أنه “باطل شكلا وموضوعا”.

وقال أبو الغيط، في بيان، إن “الإعلان الذي صدر اليوم عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إعلان باطلٌ شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم”.

وقال أبو الغيط، إن “الإعلان الأمريكي يعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل وفي العالم”.

وأضاف “أن هذا الإعلان الأمريكي لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئاً. الجولان أرضٌ سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أي دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان”.

وشدد على أن “العرب يرفضون هذا النهج، وإذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقاً ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها، وديمومة الاحتلال لفترة زمنية -طالت أم قصرت- لا تُسبغ عليه شرعية”.

وأكد أبو الغيط، أن “الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقفٌ يحظى باجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات التي ستصدر عن القمة المُرتقبة في تونس مطلع الأسبوع المقبل”.

تحذير روسي

حذّرت روسيا، حليفة النظام السوري، الإثنين، من “موجة توترات جديدة” في الشرق الأوسط، بعد اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية، عن المتحدّثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها، “للأسف قد يؤدي ذلك إلى موجة توترات جديدة في الشرق الأوسط”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]