انطلقت العديد من الأخبار المتضاربة حول سبب سقوط الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء، قبل أن يعلن وزير الطيران المدني المصري، الطيار حسام كمال، أنه سيتم البدء في تحليل وتفريع بيانات الصندوق الأسود للطائرة مساء اليوم الثلاثاء، الأمر الذي يأخذنا إلى تساؤل يلوح في أذهاننا، ما الصندوق الأسود، وإلى ماذا أوصلنا في الكوارث المشابهة؟
الصندوق الأسود هو مسمى وليس حقيقة، فهو برتقالي فاقع لتسهل رؤيته، ويظل خلال 30 يوما يبث إشارة صوتية مرة كل ثانية، تلتقطها مجسات الاستشعار ضمن مساحة قطرها 25 كم.
الطائرة الألمانية
نتائج غريبة كشفها الصندوق الأسود في حادث سقوط الطائرة الألمانية “جيرمان وينجز” بمنطقة جبال الألب في جنوب فرنسا في شهر مارس/آذار الماضي.
كشفت التسجيلات التي استخرجت من الصندوق الأسود، أن مساعد الطيار، أندرياس لوبيتز، ألماني الجنسية، كان يعاني من خلل عقلي، وهو من أسقط الطائرة، حيث رفض إعادة فتح قمرة القيادة بعد مغادرة قائد الرحلة لها، ثم قاد الطائرة لتهبط بسرعة وصولا إلى النهاية المأساوية.
طائرة البطوطي
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 1999 تحطمت طائرة بوينج التابعة لمصر الطيران رحلة رقم 990، فوق الأطلنطي قبالة ساحل ماساتشوستس الأمريكي، ولم ينج أي راكب من الحادث.
وأصدرت هيئة سلامة الطيران الأمريكية تقريرها عن الحادث، متهمه مساعد الطيار جميل البطوطي بأنه تعمد إسقاط الطائرة بعد أن قرر الانتحار، مدللة على ذلك بما كشفته التسجيلات، حيث ردد البطوطي مقوله: “توكلت على الله”.
الطائرة الفرنسية
وفي يونيو/حزيران 2009، سقطت طائرة الخطوط الجوية الفرنسية 447 المتجهة من ريو دي جانيرو إلى باريس، عندما ضلت طريقها فوق المحيط الأطلسي وتحطمت في البحر، ولقي كل الأشخاص الـ228، الذين كانوا على متنها حتفهم.
وبعد 5 سنوات من مرور الحادث، كشفت التحقيقات، أن السبب يرجع لغفوة اثنين من الطيارين الذين كانوا على متن الطائرة، وصاح أحدهم قبل دقائق من السقوط: “نحن أموات”، وفقا لما ذكرته صحيفة “ميرورر” البريطانية.
لغز الطائرات الماليزية
حصلت ماليزيا على نصيب الأسد في الطائرات المحطمة خلال العام المنصرم، إلا أن اللغز الكبير تمثل فى اختفاء طائرة الرحلة “إم إتش 370” بكافة ركابها الـ239، ولم يعرف مصيرها إلى الآن.
وفى 17 من يوليو/تموز 2014 تحطمت طائرة ركاب ماليزية على متنها 295 شخصا في أوكرانيا، بالقرب من الحدود الروسية، وبعد مرو عام من الحادث أعلنت شركة “ألماز أنتي” الروسية أن نتائج اختباراتها أكدت أن الطائرة أسقطت بصاروخ قديم من طراز “9M38” من المنطقة الخاضعة للقوات الأوكرانية.
وفي 28 ديسمبر/كانون الأول 2014، سقطت طائرة “إيرباص آي320” التابعة لشركة “إيرآسيا” الماليزية في بحر جاوة، وهي في طريقها إلى سنغافورة، ما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها، وعددهم 162 شخصا.
وعثر في الصندوق الأسود للطائرة على تسجيل صوتي كشف عن المحاولات اليائسة لربان الطائرة ومساعديه داخل قمرة القيادة لتفادي سقوط الطائرة، في لحظات أخيرة دراماتيكية قبل أن يلقوا حتفهم، صارخين “الله أكبر”.
