شهدت إسرائيل، خلال الأيام الماضية، مواجهة حادة بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته بينامين نتنياهو، وخصمه الانتخابي بيني جانتس، في ضوء الانتخابات التشريعية التي جرت الثلاثاء.
وانتهت عملية فرز الأصوات إلى حصول حزب أزرق أبيض على 33 وحصل حزب الليكود على 31، بينما حصل حزب إسرائيل بيتنا على 8 مقاعد، وحصلت القائمة المشتركة على 13 مقعدا.
نتنياهو
وفي مساع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومع ظهور بوادر خسارة حزب الليكود، وخوفا من الإطاحة به، دعا نتنياهو رئيس حزب أزرق أبيض إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة، غير أن الثاني أصر على أنه الأحق في ترؤس هذه الحكومة.
وقال نتنياهو، في تصريح مصور، إنه يفضل “تشكيل ائتلاف يميني، لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن”، مؤكدا أنه بذلك “لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين”.
وشكلت دعوة نتنياهو تطورا كبيرا بعد الانتخابات العامة، التي جرت الثلاثاء وقد لا تسمح له بالبقاء في منصب رئيس الوزراء، الذي شغله لـ13 عاما.
وعبر نتنياهو عن خيبة أمل في تدوينة له علي تويتر، قال فيها “لقد فوجئت بأنه في هذا الوقت ما زال بيني جانتس يرفض الرد على دعوتي للقائه، بدون لقاء بين الحزبين الرئيسيين من المستحيل تشكيل حكومة وحدة، تحتاج “إسرائيل” إلى حكومة وحدة واسعة قدر الإمكان، يا جانتس، العرض الذي قدمته لك حتى توافق على لقاء بيننا ما زال قائما، هذا ما يتوقعه الجمهور منا”.
حزب أزرق أبيض
وأعلن رئيس حزب أزرق أبيض، أنه يريد أن يكون رئيس حكومة الوحدة الوطنية، التي من المقرر أن تنبثق من هذه الانتخابات.
وقال رئيس حزب “أزرق أبيض”، قبل اجتماع مع كوادر حزبه للصحفيين، “الإسرائيليون يريدون حكومة وحدة، أريد أن أشكل هذه الحكومة، على أن أتولى رئاستها”.
وأوضح رئيس هيئة الأركان السابق، أن تحالفه لديه غالبية المقاعد ويجب أن يترأس الحكومة المقبلة، مضيفا” لقد صوت الشعب بوضوح لصالح الوحدة”، وتابع “سوف نستمع إلى الجميع، لكننا لن نقبل فرض الإملاءات علينا”.
وقال موشي يعلون، أحد القيادات البارزة في الحزب، للصحفيين خلال فعالية حضرها جانتس، “لن ندخل في ائتلاف يتزعمه نتنياهو”.
وأضاف، “بيني جانتس ينتظر تفويض من الرئيس، لأنه فقط حزب أبيض أزرق من يستطيع تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة تعبر عن إرادة الجمهور”.
الرئيس الإسرائيلي
وأفاد بيان رسمي بأن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، سيبدأ الأحد المقبل مشاوراته لاختيار رئيس للوزراء.
وجاء في البيان، أن “الرئيس سيبدأ الأحد جولة مشاورات مع كل الأحزاب، التي دخلت الكنيست، وسيواصل بعد ذلك محادثات مع المرشحين الذين تتم التوصية بهم لتشكيل الحكومة”، مشيرا إلى أنه سيتخذ بعد ذلك قراره بناء على تلك التوصيات.
الأحزاب العربية
وبرزت الأحزاب العربية، التي توحدت في انتخابات الثلاثاء تحت “قائمة مشتركة” كقوة مهمة، وأظهرت النتائج المعلن عنها أنها حصلت على 13 مقعدا، لتصبح القوة الثالثة في البرلمان، وقد تسمح هذه النتيجة للأحزاب العربية بمنع نتنياهو من الاستمرار في المنصب في حال قررت تأييد جانتس.
وأشارت المحللة السياسية الفلسطينية، ديانا بطو، إلى أن النواب العرب في الكنيست تعلموا الدرس من التجربة السيئة ومن انقسامهم في انتخابات أبريل/ نيسان.
وتضيف “أدرك الفلسطينيون وعرب إسرائيل أنه إذا لم يصوتوا بأعداد كبيرة فسيحصل أعضاء حزب عوتسماه يهوديت المتشدد على المقاعد في البرلمان”.
الخوف من المحاسبة
ومع الخروج من دائرة الحكم، التي استمر فيها 13 عاما، يخشي نتنياهو من فتح الملفات القديمة له ومحاسبته وتقديمه للمحاكمة، ومن ثم سعى جاهدا للبقاء في منصبه.
وذكر وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون، أن نتنياهو فشل في الانتخابات، لكنه يفضل أن يحصن نفسه لإدارة شؤونه الإجرامية من كرسي رئاسة الوزراء.
وقال عضو الكنيست، يائير لابيد، إن نتنياهو يحاول جر “إسرائيل” إلى انتخابات ثالثة، إنه غير مستعد لقبول نتائج الانتخابات والأغلبية، هذا هو الغرض من تأسيسه لكتلة الابتزاز والمتطرفين أمس.