تدخل الجزائر اليوم مرحلة الصمت للحملات الدعائية الخاصة بالانتخابات التشريعية، حيث تستمر مرحلة الصمت إلى يوم الثاني عشر من يونيو وهو موعد إجراء الانتخابات.
ووفقا لضوابط مرحلة الصمت، يمنع نشر وبث استطلاع الآراء ونوايا الناخبين قبل 72 ساعة من تاريخ الاقتراع داخل البلاد.
أما بالنسبة الجالية الجزائرية في الخارج تطبق عليها تلك الضوابط قبل خمسة أيام من تاريخ الاقتراع.
وقال خبير في القانون الدستوري، عامر رخيلة، إنه خلال تلك الفترة لا يحق لأي مرشح أو مناصريه أن يقوموا بأي شكل من أشكال الدعاية الانتخابية العلنية، لافتا إلى أنه لا تزال توجد مشكلة في الجزائر فيما يخص مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الانتخابات السابقة ظلت الدعاية عبرها حتى إعلان النتائج.
وقد ميز الحملة الإنتخابية – حسب مراقبين – فتور عام فرضه غياب توافق وطني حول المسار الإنتخابي، فيما أمر الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، أعضاء المجلس الأعلى للأمن بالعمل على ضمان حسن سير العملية الانتخابية وتأمين مكاتب الاقتراع.
فيما أوضح الصحفي الجزائري، محمد رابح، أن هناك تفاعل نسبي في مدن الداخل مع الحملات الانتخابية ونشاطات المترشحين، وعززت ذلك طبيعة النظام الانتخابي والاعتماد على القائمة المفتوحة، مشيرا إلى أن المدن الكبرى شهدت فتورا خاصة العاصمة وذلك لغياب أحزاب التيار الديمقراطي التي قاطعت الانتخابات.
وقال القيادي في حزب حركة البناء الوطني “مرشح للانتخابات التشريعية”، عبدالقادر بريش، إن الانتخابات تأتي في سياق التحول الذي تشهده الجزائر، ورأى أن تلك الانتخابات ستشهد حركة غير مسبوقة بالنظر إلى التفاعل المجتمعي.
وأضاف بريش، خلال لقاء على شاشة الغد، أن مقاطعة الانتخابات من قبل البعض هي إحدى صور الديمقراطية، لافتا إلى أن النظام السابق عمل على تيئيس المواطنين من العملية الانتخابية وتصحير الساحة السياسية، ولكن الآن البلاد في صدد الدخول لمرحلة جديد من تجديد المؤسسات وبناء الجزائر الجديدة على أسس ديمقراطية.
فيما أوضح القيادي في حزب “التيار الوطني الجديد” قيد، إسلام بن عطية، أنه لا يوجد مصدر في الجزائر يكمنه إجراء استطلاع حول نسب المشاركة، إلا أن الملموس بين المواطنين وخاصة في المدن الكبرى كالعاصمة – والتي يعيش بهت 80% من الجزائريين، توجد حالة من “اللامبالاة” بتلك الحملة الانتخابية.
وأشار إلى أن الأحزاب الكبرى لم تستطع جمع الناخبين لحملاتها الانتخابية، لافتا إلى وجود حملات من التهكم حول تصريحات بعض من رؤساء الأحزاب، ورأى أن السلطة نجحت في ما وصفه بـ”تعويم العملية”، عبر كثرة القوائم الحرة.
وأضاف بن عطية أن الأمر يعكس تشوه العملية السياسية عبر خطاب للسلطة بإدخال الشباب في العملية السياسية، ورأى أن الحملات الانتخابية كانت شخصية وبعيدة عن البرامج السياسية.
