يدلي التونسيون في الـ”17″ من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بأصواتهم في رابع انتخابات تشريعية بعد ثورة الياسمين.
وأجريت أخر انتخابات تشريعية في العام 2019، وحصدت فيها (حركة النهضة) 52 مقعدًا، فيما حققت أغلبية غير مطلقة لتبدأ حينها أزمة سياسية بين البرلمان والرئاسة.
وفي الـ”25″ من يوليو/ تموز 2021، أعلن الرئيس التونسي، قيس سعيد، تجميد البرلمان، وحل حكومة هشام المشيشي.
كما أعلن الرئيس التونسي تعليق اختصاصات البرلمان قبل أن يحله نهائيًا، لتعود تونس من جديد إلى تنظيم انتخابات تشريعية جديدة تنوي أحزاب سياسية مقاطعتها دون معرفة أسباب ذلك.
موقف حزب “قلب تونس”
بداية، قال فؤاد ثامر، البرلماني السابق، وعضو حزب قلب تونس، إن حزبه سيقاطع الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في الـ”17″ من ديسمبر/ كانون المقبل، معتقدا أنها ليست من الأولويات.
وأضاف البرلماني فؤاد ثامر، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد) أن نحو 8 مليون مواطن تونسي من أصل 11 مليونا قاطعوا الاستفتاء على الدستور، على حد قوله.
كما يرى ثامر أن الانتخابات التشريعية لا تحظى باهتمام في الشارع التونسي، موضحا أن التونسيين يريدون إحداث تنمية، وتغيير الواقع المعيشي.
موقف حزب تيار الشعب
من جانبه، قال جمال مارس، عضو المكتب السياسي لحزب تيار الشعب، إن مقاطعة الأحزاب السياسية التونسية للانتخابات التشريعية مجرد شو إعلامي.
وأكد جمال مارس، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد)، أن داعمين لـ(حركة النهضة) الإخوانية أعلنوا ترشحهم في عدد من الدوائر الأخرى، موضحا أن ما يثار حول المقاطعة من مخلّفات العشرية السوداء.
وأوضح أن مسار 25 يوليو/ تموز يريد عودة هيبة الدولة للحياة التونسية، دعيا الكل التونسي التصويت بقوة في هذه الانتخابات، سيما وأنها ستكون فارقة في حياة الشعب.
مسار 25 يوليو
ويرى، نزار الجليدي، الكاتب والباحث السياسي التونسي، أن البكاء على ما قبل فترة 25 يوليو/تموز الماضي انتهى وأصبح لا يفيد.
وأضاف الجليدي أن الأحزاب السياسية التي تنوي مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة لم تفهم جيدًا طبيعة اللحظة التاريخية التي تعيشها تونس.
وأكد نزار الجليدي، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد)، أن مسار 25 يوليو/ تموز ما زال له مشروعية كبيرة ومصداقية في إطار التحول السياسي في تونس. ولفت إلى أن الشعب التونسي لفظ منظومة ما قبل 25 يوليو.
وأشار إلى أن الأحزاب السياسية تتعامل بالشعوذة السياسية في إشارة إلى عدم استطاعتها بلورة ما بعد 25 يوليو وتدخل الحياة السياسية الجديدة، لأنها فاقد للسياسات والمناهج، متسائلًا عن أسباب مقطاعتهم للانتخابات التشريعية.
الإصلاح الاقتصادي
واتفق صبري الزغيدي، الكاتب الصحفي التونسي، مع الرأي القائل بأن الأزمة الاقتصادية الحالية من مخلفات العشرية السابقة.
وأضاف الزغيدي أن حكومة نجلاء بودن، رئيسة الوزراء التونسية تهرول نحو صندوق النقد الدولي، والذي لا يعرف التونسيون عنه أي شيء.
ويضيف الزغيدي، خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد)، أنه لا يمكن البدء بعمل إصلاح اقتصادي في تونس بنهج انفرادي، مشددا على ضرورة مشاركة كل التونسيين.
وأكد أن السلطة السياسية عليها التحلي بالشجاعة ومشاركة الجميع، حتى يتمكن التونسيون من الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة.
السيادة الوطنية
وقالت الدكتورة جنات بن عبد الله، الكاتبة والباحثة في الشؤون الاقتصادية، إن عدم الاستقرار السياسي في تونس يشتت القوى الوطنية في البلاد.
وأكدت بن عبد الله أن المجلس النيابي القادم سيفرط في تبني الدولة الوطنية، طالما أن الأحزاب السياسية تغيب عنها البوصلة الاقتصادية.
وأوضحت بن عبد الله أن السيادة الوطنية يجب أن تكون الأرضية المشتركة لدى جميع التونسيين، لافتة إلى أن ضخ الأموال الأوروبية ما هي إلا خطوة نحو خنق التونسيين.