الانتخابات الجزائرية بين مطرقة التصويت الإلكتروني والميداني
كشف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر محمد شرفي عن أنه تم سحب أكثر من 7 ملايين استمارة ترشح للانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 12 يونيو.
وكشف شرفي في ذات السياق، أنه تم تسجيل ألف وسبعمائة وخمس وثمانين قائمة حزبية و ألفين وثمانمئة وثمان وتسعين قائمة حرة.
وتشهد الساحة السياسية في الجزائر ظهور القوائم المستقلة عن الأحزاب السياسية بينما يبرز عامل سياسي بحسب مراقبين تسبب في ارتفاع القوائم المستقلة، يرتبط بالأزمة الهيكلية والداخلية للأحزاب التقليدية.
ووفق بعض المراقبين، فإن السلطة الجزائرية باتت تعول على دور الشباب في المساهمة للقضاء على نظام المحاصصة السري الذي يؤكد الخبراء بأنه كان من أبرز أسباب “انقطاع علاقة الثقة بين الشعب والسلطة بانتخابات محسومة سلفا لصالح أحزاب وتيارات محددة” .
وأكد محمد شرفي رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، تراجعه عن تصريحاته السابقة التي كان يرفض فيها بشدة، فكرة إجراء الانتخابات عن بعد، لما تحمله من عيوب وخطر التزوير.
وأرجع شرفي سبب تغيير موقفه، إلى نجاح عملية مراجعة القوائم الانتخابية إلكترونيا، وهو ما جعل هيئته، التي ستشرف على تنظيم ومراقبة الانتخابات التشريعية، المقررة في 12 يونيو المقبل، تضع هدفا إستراتيجيا، يتمثل في الوصول إلى الانتخاب الإلكتروني.
ويؤكد رئيس سلطة الانتخابات محمد شرفي، على أن هيئته تملك فريقا محترفا في مجال الإعلام الآلي، قادر على حماية صوت المواطن من السرقة، بما يحافظ على شفافية الموعد الانتخابي، ويضمن نزاهته بعيدا عن أي تلاعبات.
ورغم هذه التطمينات، يؤكد مراقبون أن نجاح السلطة المستقلة للانتخابات، في عملية تسجيل القوائم الانتخابية إلكترونيا، ليست كافيا لدخول تحدي صعب كالتصويت عن بعد.
حتى في البلدان المتقدمة في مجال الديمقراطية، والتي تملك إمكانيات تكنولوجية متطورة، يواجه نظام التصويت الإلكتروني، انتقادات شديدة لا تخلو من شبهات التزوير، آخرها ما حدث بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي توصف بأكبر انتخابات ديمقراطية في العالم.
من جانبه قال وليد حجاج عضو المجلس السياسي لحزب جيل جديد، إنه من الممكن استخدام الانتخاب الإلكتروني في العملية الانتخابية، لكن هذه التقنية ليست سهلة.
وأضاف: “من الافضل أن نضمن نزاهة الانتخابات مهما كانت الطريقة، وهذه تعد الأولوية للحكومة الجزائرية”.
وتابع: “نحن لا نشكك في نزاهة العملية الانتخابية، لأننا رأينا الاستفتاء السابق نزيها”.
وأشار إلى أن السلطة تتقدم خطوات من أجل نزاهة الانتخابات، لكننا سنراقب الانتخابات”.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية ومرشح القوائم الحرة الدكتور رضوان بوهيدل، إنه من الصعب الآن الحديث عن الانتخاب الإلكترونية إذا لم تتوفر الإمكانيات التقنية.
وأشار إلى أنها مشكلة بالنسبة للناخب لأن هناك مناطق نائية، تعاني من عدم وصول الإنترنت من الأساس.
وأضاف: “ربما يكون الانتخاب الإلكتروني جزئيا وليس كليا، حيث يجرى ذلك الانتخاب في بعض المناطق”.
وتابع: “ما زلنا بعيدا عن الانتخابات الإلكترونية في المرحلة الحالية، وحتى على المدى القريب والمتوسط”.
