لم تأت نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، التي جرت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بما يفضي لحل أزمات البلاد أو تخفيف التوتر السياسي، بل على العكس أدت إلى تفاقم الصدام بين الكتل والتيارات المتنافسة، بعدما تغيرت خريطة تركيبة البرلمان المقبل.
فالانتخابات، التي شارك فيها 44 تحالفا و267 حزبا للوصول إلى 329 مقعدا، أفرزت نتائج لم تقنع بعض الكتل السياسية الكبيرة، كما أدت إلى بروز كتل أخرى.
73 مقعدا تصدرت بها كتلة سائرون نتائج الانتخابات، وهو ما اعتبره زعيمها مقتدى الصدر انتصارا للشعب على الميليشيات، على حد تعبيره، كتلة تقدم حلت ثانيا بزعامة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي بـ38 مقعدا، ما قد يؤهل لإعادة انتخابه أو من يمثله لرئاسة البرلمان في الدورة المقبلة.
مد وجزر
بداية، قال عبد الأمير طارق، الكاتب والباحث العراقي، إن الانتخابات التشريعية التي جرت شهدت (مدا وجزر)، متعجبا من مجلس الأمن الدولي الذي رحب بنتائجها وقال إنها نزيهة.
وأضاف طارق، خلال برنامج “مدار الغد”، أن الطعون تم ردها، وستعيد المفوضية العليا للانتخابات عملية العد والفرز لـ245 محطة يدويا، مشيرا إلى أن هذه الخطوات لن تغير من نتائج الانتخابات.
وأوضح أن الحقيقة، التي يجب أن يعرفها الجميع، أن نحو 80% من العراقيين لم يشاركوا في هذه الانتخابات، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة التي أعلنت من قبل المفوضية غير دقيقة.
وحل ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، ثالثا، بعد أن حصد 37 مقعدا ليبحث من جديد وفق تصريحاته عن تحالفات تعيده للمشهد السياسي بشكل أكبر.
وتصدر التمثيل الكردي في البرلمان، الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ جاء في المركز الرابع بحصوله على 32 مقعدا، بينما حصل غريمه الاتحاد الوطني الكُردستاني على 17 مقعدًا، فيما كان اللافت فوز حراك “الجيل الجديد” بـ9 مقاعد.
أما المفاجأة الكبرى، بحسب مراقبين، فكان تراجع كتلة «الفتح»، بزعامة هادي العامري، ما أدى إلى التهديد برفض نتائج الانتخابات، والتي حصلت على 16 مقعداً فقط، وفق النتائج الأولية، بعد أن حصدت 48 مقعداً في البرلمان السابق.
الإطار التنسيقي يرفض
“الفتح” وقرابة 10 أحزاب شيعية أخرى شكلت ما سمي بالإطار التنسيقي، أعلنت رفضها نتائج الانتخابات، وطالبت بإعادة عد وفرز الأصوات بشكل يدوي.
ومن اللافت للنظر في مفاجآت نتائج هذا الاستحقاق الانتخابي، فوز 40 مرشحا مستقلا بعضوية المجلس، وهو ما قد يجعلهم هدفا للاستقطاب من الكتل التي تسعى لتأمين الغالبية البرلمانية، التي تمنحها حق تشكيل الحكومة المرتقبة.
أكثر الانتخابات شفافية
ومن القاهرة، قالت لينا مظلوم، الكاتبة الصحفية، إن الانتخابات التي جرت أكثر الانتخابات شفافية، وذلك بحسب تقارير المراقبين التي أشادت بها، لافتة إلى أن أي نسبة مشاركة تعد إنجازا.
وأوضحت الكاتبة، أن حصول المرأة على أكثر من 97 مقعدا يعد إنجازا آخر بعيدا عن نسب المشاركة، بعدما كانت محصورة في الإطار الطائفي، مؤكدة أن تمثيل المرأة سيكون أكثر حرية في المستقبل القريب في العراق.
بيان بالخروقات
بينما يرى الدكتور حيدر البرزنجي، مدير مؤسسة اللوان للحوار مع إيران، أن هذه الانتخابات هي الأفشل على مدار 4 سنوات، موضحا أن مفوضية الانتخابات العليا فشلت في إدارتها.
وأضاف البرزنجي، أن هناك خروقات حدثت وسيتم الكشف عنها بالدليل، مشيرا إلى أن (الإطار التنسيقي الشيعي) سيجتمع غدا وسيصدر بيانا يكشف فيه كافة الخروقات التي حدث في الانتخابات.
واستكمل البرزنجي: “هذه الخروقات التي جرت في الانتخابات، سيتم توزيعها على السفارات والبعثات في العراق حتى لا يتم قبول هذه النتائج”.
