الانتخابات العراقية.. مأزق جديد لرافضي النتائج

مفوضية الانتخابات العراقية، قالت إنها تواصل عملية العد والفرز اليدوي في جانب الكرخ من العاصمة العراقية، بعد أن أنجزت عمليات العد والفرز في محافظات ديالى وبابل وصلاح الدين ونينوى وجانب الرصافة من بغداد.

وأضافت المفوضية أن النتائج اليدوية جاءت حتى الآن مطابقة بنسبة 100% للعد والفرز الإلكتروني، ما يبدد آمال القوى الموالية لإيران، التي خسرت في الانتخابات التشريعية العراقية، والتي تواصل رفضها المستمر، وتهدد بالتصعيد.

وبدأت  الأزمة مع بدء المفوضية في تلقي الطعون والشكاوى، خاصة من كتل وأحزاب معترضة على نتائج التصويت، الأسبوع الماضي، لتشرع في إعادة الفرز يدويا لصناديق الاقتراع، وترد حججهم عليهم.

مراسل الغد من بغداد أفاد بأن مطابقة نتائج الفرز والعد اليدوي لنتائج الفرز الإلكتروني لم تكن بالخبر السعيد للقوى والأحزاب السياسية الرافضة لها، والتي تتهم المفوضية بالسكوت عن عملية تزوير في عملية الاقتراع، وتطالب بإعادة العد والفرز اليدوي لكامل المحطات.

ولا تزال الاعتصامات مستمرة بين جمهور الأحزاب والقوى السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات، في بغداد وسائر المدن العراقية، كما توجد دعوات للتظاهر بالقرب من منطقة الجادرية المتاخمة للمنطقة الخضراء في بغداد، وسط تهديد بالتصعيد عبر طرق أخرى مختلفة من أجل الضغط على المفوضية للاستماع إلى مطالب تلك الأحزاب بإعادة الفرز الكامل يدويا أو حتى إعادة الانتخابات.

وتابع مراسلنا أنه حتى الآن جاءت نتائج الفرز اليدوي مطابقة للإلكتروني، مشيرا إلى أن التحدى الأكبر الذي تواجهه القوى السياسية العراقية هو المصادقة على نتائج تلك الانتخابات، وانتهاء العد والفرز اليدوي لن يشكل حلاً للمعضلة الحالية برفض نتائج الانتخابات.

أما على المستوى القانوني، من المفترض بعد إعلان نتائج العد والفرز اليدوي أن تكون هناك مصادقة من قبل المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات، وإذا ما تمت تلك الخطوة، فسيتم اجتياز عائق كبير في المشوار السياسي العراقي، وبعدها تبدأ مراحل طويلة من المفاوضات بين القوى والأحزاب السياسية من أجل اختيار رئيس للحكومة القادمة، خاصة مع إعلان حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني، وحراك الجيل الجديد، عدم مشاركتهما في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

إعادة فتح باب الطعون

ومساء السبت، أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية إعادة فتح باب الطعون على النتاتج، واشترطت حالة وحيدة تتعلق فقط بتوفر المدعيات الأولى، التي لا تحمل توصية بالعد والفرز.

وأكدت المفوضية، أنها لمست حالة رضا لدى وكلاء الكيانات والمرشحين والمراقبين على مجريات العملية الجارية في بغداد، وأن يوم غد، الأحد، ستجري عملية العد والفرز للمحطات المطعون بنتائجها في 6 محافظات، وهناك جوانب فنية ستراعى ولا يمكن التكهن بموعد الانتهاء.

وأكدت المفوضية،أنها فتحت الباب أمام تقديم طعون مجدداً بالنسبة بالمدعيات الأولى، التي تمت إحالتها إلى الهيئة القضائية، التي لا تحمل توصية بالعد والفرز فقط ما يمنح المجال أمام المشتكين لتقديم أوراقهم.

الفرز اليدوي الشامل

وفي تطور جديد، قال الإطار التنسيقي، في بيان، إن إجراءات المفوضية للعد والفرز اليدوي أفرغ العملية من مضمونها لاعتمادها المعايير الإلكترونية، وطالبالهيئة القضائية بالنظر بموضوعية في جميع الطعون المقدمة، وإيقاف هذا الهدر المتعمد لمئات الآلاف من أصوات الناخبين، وإجراء العد والفرز اليدوي الشامل وفق المعايير الموضوعية.

تدخل خارجي

بينما دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، السبت، جميع الدول إلى عدم التدخل بالشأن العراقي.

وقال الصدر، في تغريدة له عبر تويتر: “تصلنا أخبار مؤكدة بتدخلات إقليمية بالشأن العراقي الانتخابي والضغط على الكتل والجهات السياسية من أجل مصالح خارجية فيها ضرر كبير على العراق وشعبه”.

ودعا الصدر، جميع الدول ذات التدخلات الواضحة إلى “سحب يدها فوراً”، مشدداً بالقول: “كما أنني رفضت التحاور معهم، فعلى الكتل عدم اللجوء إليهم وإدخالهم في شؤوننا الداخلية…فنحن عراقيّون ونحل مشاكلنا فيما بيننا حصراً”.

وتابع الصدر قائلاً: “وإلا ففي تدخلهم وإدخالهم، إهانة للعراق وشعبه واستقلاله وهيبته وسيادته”.

مطابقة كاملة

وأعلن مكتب انتخابات ميسان جنوبي العراق، الجمعة، عن مطابقة نتائج العد والفرز اليدوي مع نتائج العد والفرز الإلكتروني بالنسبة للجان الانتخابية المطعون بها للدوائر الانتخابية الثلاث في المحافظة، وقال نسبة التطابق وصلت إلى 100% لجميع اللجان ومن دون وجود أي اختلاف عن النتائج الأولية المعلنة.

وقررت مفوضية الانتخابات العراقية إعادة فرز أصوات 2000 لجنة بشكل يدوي (من أصل 55041 لجنة)، لمطابقتها مع نتائج التسريع الإلكتروني، التي اعتمدت في اقتراع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وسبق ذلك بيومين، تطابق عمليات العد والفرز في محافظتي بابل ونينوى، فيما ينتظر السبت، استكمال بقية من لجان الاقتراع في العاصمة بغداد بحضور مراقبين دوليين وممثلين عن الأحزاب والقوى المشاركة.

وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس، رفع عدد من الطعون إلى الهيئة القضائية للانتخابات.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي، إن “باب الطعون على نتائج الانتخابات أغلق في 19 من الشهر الحالي، وتم النظر في أكثر من 1400 طعن”، مبينة أن “مجلس المفوضين نظر في هذه الطعون ووافق عليها”.

وبحسب المفوضية العليا، ستعلن عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية الأخيرة، حال الانتهاء من عمليات العد والفرز اليدوي في المحطات المطعون بنتائجها ومصادقة الهيئة القضائية على تلك الإجراءات.

ومنذ أيام تتحرك حشود تابعة للقوى الموالية لإيران، والتي خرجت من انتخابات أكتوبر/تشرين الأول بخسائر مدوية، في مسعى منها للضغط على مفوضية الانتخابات لتغيير نتائج الانتخابات عبر عمليات الفرز والعد الجارية الآن.

وتجمهر أنصار الأحزاب الخاسرة عند مداخل المنطقة الرئاسية ببغداد، وهددوا باقتحامها في حال اعتماد مفوضية الانتخابات النتائج الأولية المعلنة.

اجتماع رئاسي مع القضاء

واستضاف الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء الماضي، في قصر بغداد، اجتماعاً ضم رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان وعدداً من قادة وممثلي القوى السياسية، حيث تم بحث الأوضاع العامة في البلد والانتخابات التشريعية.

وأكّد الاجتماع ضرورة توحيد الصفوف وإشاعة روح التفاهم الوطني لضمان الأمن والاستقرار في البلد وتعزيز الوحدة الوطنية، والحفاظ على المسار الديمقراطي وتغليب المصالح العليا للبلد.

وجرى التأكيد أيضًا على أهمية اعتماد الأطر والممارسات الديمقراطية لحماية وتعزيز السلم الأهلي والمجتمعي، والركون إلى الحوار في حل المشاكل والاختلافات في وجهات النظر.

ووفق النتائج الأولية، احتلت “الكتلة الصدرية”، التابعة لمقتدى الصدر، المرتبة الأولى بـ73 مقعدا من أصل 329، فيما حصلت كتلة “تقدم”، برئاسة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي على 38 مقعدا، تليها كتلة “دولة القانون”، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ34 مقعدا.

وجاء تحالف الفتح أبرز المعترضين على نتائج الانتخابات، بـ16 مقعداً فيما خرج تحالف قوى الدولة الذي يضم تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم والدولة المدنية برئاسة حيدر العبادي على مقعدين لكل منهما. وظهرت أحزاب وشخصيات مستقلة بمجموع يصل لنحو 35 مقعداً.

ابنة صدام

من جانبها، صبت رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، غضبها على الجميع، وأعلنت استياءها الشديد من الأوضاع الحالية في بلادها.

وقالت رغد في بيان نشرته أمس الجمعة عبر حسابها في موقع “تويتر”: “قلق لتراجع منسوب المياه، إعادة الفرز اليدوي لأنها انتخابات مزورة، سيل بلا نهاية من التهم المتبادلة، وغضب أحزابهم لفشلها المدوي، والحصيلة النهائية، يصنف العراق الثري من الدول الأكثر جوعا في العالم!”.

وأضافت: “زعموا أنهم بديمقراطيتهم المزعومة والمستوردة يريدون تطوير العراق، واليوم الشعب العراقي جائع، حتى أيام الحصار الاقتصادي على العراق لم يصنف العراق من الدول الأكثر جوعا!”.

وتابعت: “أمس واليوم وغدا يقتل الأبرياء في العراق، لا أعلم إلى متى سيظل الجميع نائما وكأنه موافق على كل ما يحدث هناك. العدو عدو ومعروف لنا وللجميع فأين الآخرون، وإلى أين سيصل العراق في ظل حكومة مأجورة؟!”.

وأكدت: “كل ذلك غير عندهم، إيماني دائم لا ينازع بأن إرادة الشعب العراقي هي التي ستغير مجرى الأحداث، ستفرض ذلك على الجميع بإذن الله… وسيذهب كل العملاء المأجورون إلى مزبلة التاريخ بإذنه تعالى”.

وختمت بيانها بنعيها “شهداء المقدادية وكل أنحاء العراق”، وقالت: “إلى جهنم أنتم وانتخاباتكم البائسة وبئس المصير”.

قبول النتائج إجباري

مراقبون للشأن السياسي العراقي شددوا على ضرورة التسليم لما أفرزته الانتخابات التشريعية وخصوصا بعد تطابق عمليات العد اليدوي مع النتائج المعلنة، وقالوا إن القوى السياسية المعترضة على نتائج الانتخابات، والتي طالبت بإعادة فرز وعد كل الأصوات يدويا، ستكون مجبرة على قبول النتائج في نهاية المطاف، سواء كانت النتائج في صالحها أم لا.

وكان رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، أبرز قادة الإطار التنسيقي، قال خلال حوار تلفزيوني، إنه حذر المعترضين من أن العد والفرز اليدوي سيأتي بنتائج أسوأ من الحالية، وقال “لن نمضي باتجاه إعادة الانتخابات العراقية، ولا نتبنى هذا التوجه”.

وفي تصريحات للغد، أكد هلال العبيدي، الباحث السياسي، أن كل انتخابات تفرز فائزا وتفرز خاسرا، ولا يمكن أن تكون الانتخابات وعاء يرضي جميع الأطراف، لذلك المالكي يحاول أن يشير إلى أن هذه النتائج غير مقبولة.

وأضاف العبيدي، أن نور المالكي والإطار التنسيقي محور الخاسرين ويمثلان إيران، مشيرا إلى أن العراقيين عاقبوا الجهات السياسية، التي لم تحسن التصرف خلال الفترة الماضية.

ويترقب الجميع ما ستنتهي إليه نتائج الانتخابات النهائية، وسط إعلان مفوضية الانتخابات في العراق، أن الوقت الخاص بحسم نتائج الطعون غير محدد، وأن النتائج الأولية ستعتمد في حال عدم وجود أي اختلافات في عملية العد والفرز اليدوي.. فهل يقبل الخاسرون بنتائج الانتخابات؟

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]