الانتخابات اللبنانية.. الفرصة الأخيرة لإعادة التوازن للحياة السياسية

انطلقت أمس الجمعة، المرحلة الأولى من عملية اقتراع اللبنانيين في الخارج ( 10 دول عربية)، ومن المتوقع أن تجري  غدا المرحلة الثانية من اقتراع اللبنانيين في الخارج (المقيمون في الدول الغربية)، فيما كانت المؤشرات ايجابية في المرحلة الأولى، ترسم إقبال غير مسبوق من اللبنانييين لصناديق الاقتراع، تسبقهم آمال ان تحقق الانتخابات التشريعية بدايات مرحلة جديدة بالخروج من نفق الأزمات المتراكمة والأوضاع المتردية على مختلف الصعد ـ سياسيا وافتصاديا واجتماعيا ـ  وإعادة التوازن للحياة السياسية.

  • ويرى المرافبون أن الانتخابات النيابية في لبنان تعد «انتخابات الفرصة الأخيرة» أمام دولة مهددة بالسقوط في دوامة الفشل والانهيار.. وأن الإقبال الكثيف في بعض الدول، يكشف عن نيّة بالمحاسبة بعد كل التطورات التي شهدها لبنان في السنوات الاخيرة والتي أوصلت اللبنانيين إلى القعر ودفعت بالكثيرين إلى الهجرة.

 

المغتربون لم يغتربوا

وقال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب: إننا نعول على الاغتراب اللبناني الذي لا يقصّر في الوقوف إلى جانب لبنان، ومرة جديدة سيثبت المغتربون أنهم لم يغتربوا وأنّ انتماءهم إلى هذا الوطن متجذّر في زوايا وجدانهم، وقد بذلنا كل الجهود لإنجاح عملية الاقتراع على أوسع امتداد جغرافي ممكن. .وفي نفس السياق، أكد وزير الداخلية والبلديات، القاضي بسام مولوي، بعد زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية،الشيخ عبد اللطيف دريان «جهوزية وزارة الداخلية لإنجاز العملية الانتخابية بنجاح ومن دون أي عوائق».

  • وسيدلي المقيمون في لبنان بأصواتهم يوم 15 مايو/ آيار.. ويتنافس في الانتخابات النيابية في 103 قوائم تضم 1043 مرشحا لمقاعد الهيئة التشريعية المشكلة من 128 مقعدا، والتي تنقسم بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.

1043 مرشحاً يتنافسون على 128 مقعدا

المشهد السياسي اللبناني اليوم تعصف به حال سباق غير مسبوق على مقاعد البرلمان الـ128، الموزعة بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وما بينهما 18 طائفة معترف بها رسمياً. فهناك 1043 مرشحاً، بمعدل ثمانية مرشحين لكل مقعد برلماني.

ويتسابق لفيف من الأحزاب التقليدية وقوى المجتمع المدني وما يسمى بقوى ثورة 2019، وهي بمجملها قوى لم تتمكن خلال تجربة لبنان الطويلة من تغيير المعادلة الطائفية ونظام المحاصصة في لبنان.


آخر المحاولات لإعادة «قوة التوازن» للحياة السياسية

ويؤكد المراقبون أن شكل البرلمان المقبل سيبقى على تركيبته التقليدية بتعديلات طفيفة هنا أو هناك، مع حفاظ حزب الله على أغلبية ضئيلة، بحسب وزير الخارجية اليمني السابق، خالد اليماني، وربما تشهد قوائم القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع بعض النجاحات على حساب تيار الوطني الحر للرئيس عون وصهره جبران باسيل.

وسيكون لبنان على موعد مع انتخابات عامة ربما تكون آخر المحاولات لإعادة «قوة التوازن» للحياة السياسية اللبنانية، بدلاً من «توازن القوة» الذي يفرضه حزب الله بقوة السلاح، كما أشار رئيس الوزراء اللبناني الأسبقت فؤاد السنيورة.

فشل الانتخابات يدفع لبنان إلى سيناريوهات خطيرة

ويشير خالد اليماني، إلى أن تقديرات المراقبين للشأن اللبناني ترجح أنه في حال فشلت جهود اللبنانيين لاستعادة دولتهم، فإن لبنان سيتجه إلى سيناريوهات خطيرة، وربما سيكون أخطرها ارتفاع نبرة الحديث عن الدولة الفيدرالية على أساس طائفي، وإغلاق آخر صفحة في محاولات اللبنانيين لإنجاح مشروع العيش المشترك تحت سقف اتفاق الطائف

صدمة باسيل

ومن جهة أخرى، وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية المقبلة.. فقد تلقى النائب جبران باسيل عبر القنوات القائمة بينه وبين «حزب الله»، أنّ الأمين العام للحزب «حسن نصر الله» أعطى رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية وعداً مشفوعاً بالتأكيد على أنّه نهائي، بدعمه للوصول إلى رئاسة الجمهورية، في تأكيد لوعده السابق بعد انتخاب العماد ميشال عون وتمرير فرنجية لذلك الاستحقاق والإسهام في تأمين النصاب والتعاون مع الحزب في هذا السبيل.

فرنجية في وضع متقدّم

هذا الوعد لفرنجية، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، جاء بعد مدة قصيرة من الإفطار الشهير الذي نظّمه نصرالله لباسيل وفرنجية، ولم يجرِ فيه الحديث عن الاستحقاق الرئاسي، بل كانت الغاية منه تهيئة الأجواء مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، للبناء على المصالحة بين الرجلين، والحيلولة دون اندلاع مواجهة سياسية بينهما تؤثر سلباً في مسار التحالفات الانتخابية القائمة حالياً، وتمنع الاشتباك بينهما عند اقتراب موعد انتخاب الرئيس الجديد وللَجم باسيل عملياً عن تخريب خطة «حزب الله» في هذا الاتجاه.

  • يعلم باسيل أنّ موقف نصرالله ينطبق على بقية فرقاء تحالف الثامن آذار، بدءاً من زعيم حركة أمل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والنواب السنة التابعين لحزب الله، ومنهم النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد، فضلاً عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهذا يجعل فرنجية في وضع متقدّم.

باسيل يرفض ويخرّب

لم يقبل باسيل بهذا الطرح مطلقاً، بحسب المحلل السياسي، أحمد الأيوبي، ومن المرجح أنّ باسيل ذاهب في اتجاه تخريب الانتخابات ميدانياً، ومحاولة فرض التمديد للرئيس ميشال عون وتعطيل الاستحقاقات الدستورية، إلى حين فرض تسميته وانتخابه رئيساً للجمهورية، خاصة إذا تعرّض التيار الوطني الحرّ لخسائر وهزائم في الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار الجاري.

  • وينقل مقربون عن باسيل أنّه سُئل عمّا إذا كان سيؤيِّد انتخاب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، أكّد رفضه القاطع لهذا الأمر وأنّه سيعمل على عرقلته بكل الوسائل المتاحة.

تحريك العصب الانتخابي

ويؤكد الأيوبي، أن باسيل سيرفض مجاراة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في مسعاه لإقناعه باستيعاب قرار دعم فرنجية، وسيؤدي ذلك إلى وقوع صدام حادّ بين باسيل وباقي فرقاء حلف الممانعة، وسيواصل تصعيده وتحركاته الاستفزازية في المناطق اللبنانية، محاولاً الإفادة منها في اتجاهين:

  • الأول: تحريك العصب الانتخابي لأنصاره بذريعة الاضطهاد ومواجهة السلطة التي تتآمر عليه وتريد حرمانه من تحقيق الأغلبية المسيحية في الانتخابات، مغ إظهار الغطرسة والإصرار على هذا النوع من التحركات لإظهار شكل من أشكال القوة الاعتراضية لدى جمهور التيار الحر.
  • الثاني: التهميد لمرحلة الطعن بالانتخابات النيابية، خاصة إذا جاءت نتائجها على غير ما يشتهي باسيل.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]