مازالت ليبيا تعيش حالة جدل وترقب حول مصير الانتخابات المقرر عقدها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وسط أحداث أمنية مضطربة وتشابكات سياسية معقدة.
اضطرابات أمنية
مع اقتراب موعد الانتخابات الليبية شهدت طرابلس أزمات أمنية وحصار الميليشيات لمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الليبية.
ومن جانبه، أفاد مراسلنا بأن مجموعات مسلحة تمكنت من السيطرة على مقر مجلس الوزراء في طرابلس. وأشار في مداخلة له على قناة الغد، اليوم الخميس، إلى إخلاء مقر رئاسة الوزراء في طرابلس بعد سيطرة المسلحين.
ولفت مراسلنا إلى وقوع اشتباكات بين قوات الحرس الرئاسي وهؤلاء المسلحين في طرابلس.
وأوضح، أن تلك المجموعات المسلحة أتت من عدة مناطق داخل وخارج مدينة طرابلس بقيادة صلاح بادي.
وقال، إن صلاح بادي من ضمن المطلوبين في محكمة الجنايات الدولية، نظرا لجرائمه المرتكبة ضد حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه قريب الصلة بجماعة الإخوان الإرهابية، كما أنه من ضمن الرافضين لإجراء الانتخابات في ليبيا.
وكشفت تحركات هذه المجموعات المسلحة أثناء هجومها على مقر رئاسة الوزراء في ليبيا عن امتلاكها أسلحة ثقيلة، حيث تحركت نحو طريق السكة، وسيطرت على مقر رئاسة الوزراء.
وأشار إلى أن تلك التشكيلات المسلحة اقتحمت مقر رئاسة الوزراء بالآليات، كما امتلكت منصات للصواريخ، وأرهبت القوات التي تقوم بتأمين المقار الحكومية بإطلاق النيران في الهواء.
لم تكن طرابلس فقط التي عانت من أزمات أمنية مع اقتراب الانتخابات لكن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت الحكومة الليبية أنّ مجهولين اعتدوا على المحكمة الابتدائية في سبها (جنوب)، ما حال دون انعقادها للنظر في طعن قدّمه سيف الإسلام القذافي بقرار منعه من الترشّح للانتخابات الرئاسية. وفي النهاية، أُقرّ ترشيح القذافي.
وفي هذه الأثناء أعرب ليبيون عن اندهاشهم من تأخر إعلان القوائم النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية.
يأتي ذلك فيما توقع آخرون إمكانية تأجيل الانتخابات، في ظل المعطيات على الأرض.
مباحثات ويليامز
عادت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، للمشهد الليبي قبل الانتخابات عبر جولات ولقاءات متعددة مع الأطراف السياسية الفاعلة في ليبيا.
واجتمعت ويليامز مع رئيس المجلس الرئاسي الليبى محمد المنفي، لبحث آخر مستجدات العملية السياسية في ليبيا، وترتيبات إجراء الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وأكدت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، على أهمية الالتزام بمخرجات الحوار السياسي الليبي، وإجراء الانتخابات، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في بناء دولة موحدة وديمقراطية.
وأشادت “ويليامز” بجهود المجلس الرئاسي في توحيد مؤسسات الدولة، والشروع في المصالحة الوطنية، ودعم مبادرات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، والعمل على الوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
وفي الجنوب الليبي أحبط الجيش الوطني الليبي محاولة من ميليشيات محسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي لنشر الفوضى، بدخولها في اشتباكات ضد قوات الجيش بمدينة سبها جنوبي البلاد.
تلميحات بالتأجيل
لا يخلو المشهد الانتخابي من تلميحات وتصريحات لكثير من النواب والمسؤولين باحتمالية تأجيل الانتخابات، حيث طالب رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس النواب الليبي سليمان الحرارين السلطتين النفيذية والتشريعية بالسعي إلى تأجيل الانتخابات العامة المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول.
ونقل موقع مجلس النواب الليبي الإلكتروني عن الحراري دعوته “السلطات الليبية وأبرزها مجلس النواب إلى تحمل مسؤولياته والتحدث بشكل صريح وحاسم إلى الشعب الليبي بعدم إمكانية إجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر.
وأكد الحراري على استغرابه وأسفه من عدم صدور أي موقف رسمي بالخصوص بالرغم من وجود معطيات قوية تشير إلى ضرورة تأجيل موعد الانتخابات.
المجموعات المسلحة
في تلك الأثناء، تجتمع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في مدينة سرت، نحو إنجاز بنود اتفاق جنيف، بعد لقائين عقدا في كل من أنقرة وموسكو، وسبقهما اجتماع في تونس مع ممثلين عن دول تشاد والنيجر والسودان وذلك لوضع آليات محددة لإخراج المسلحين الأجانب بشكل تدريجي ومتزامن مع إعداد برامج لدمج المجموعات المسلحة في المؤسسة العسكرية.
ويأتي هذا الاجتماع بعد لقاء ضم الفريق أول عبد الرازق الناظوري القائد العام المكلف للقوات المسلحة والفريق محمد الحداد رئيس الأركان التابع لحكومة الوحدة الوطنية في أول لقاء يجمعهما دون وساطة دولية حيث تم الاتفاق على توحيد إداري للمؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها مع التأكيد على حيادية مؤسسة الجيش من التجاذبات السياسية القائمة.
اجتماعات متواصلة تجريها لجنة 5+5 في وقت تتزايد فيه المطالبات الشعبية والدولية لإجلاء العناصر المسلحة الأجنبية مع الأراضي الليبية، مع تأكيد من المراقبين أن الاستقرار في ليبيا يبدأ بنجاح اللجنة العسكرية المشتركة في مهامها.
في مدينة سرت تعود اللجنة العشرة العسكرية للاجتماع مرة اخرى والأمل معقود على بدء تنفيذ عملي لما اتفق عليه في الجولات السابقة.