بعد 15 عاماً من الانقسام الفلسطيني وتغييب الشباب عن المشاركة في مواقع صنع القرار يبدو أنهم اليوم أمام فرصة سانحة للتغيير إذا ما أُحسِنَ استثمارها، لكن نجاحهم في معركة الانتخابات لن تكون سهلة أمام تحديات التنافس الحاد أمام القوائم الكبيرة.
ومع إعلان لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية عن قبول جميع القوائم التي تقدمت بطلبات ترشح للانتخابات التشريعية وعددها 36 قائمة، عبر مجموعة من النشطاء الشباب والمختصين في غزة خلال حديثهم لقناة ” الغد” ، عن أسباب تعدد القوائم الشبابية المشاركة في الانتخابات كواحدة من مظاهر التعطش الشبابي للمشاركة في الحياة السياسية بعد غياب الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة التي لم تنجح في إنهاء الانقسام ومعالجة قضايا الشباب الاجتماعية والاقتصادية.
ويعتقد الشاب محمد، أن تعدد قوائم الشباب يجمع بين حالتين وهما تعطش الشباب للمشاركة السياسية، في ظل سيطرة كبار السن على مفاصل الأمور السياسية في فلسطين، إضافة إلى أنهم فقدوا الثقة والأمان بكل القيادات السابقة، و كذلك رغبة الشاب بإحداث تغيير يتعلق بمستقبلهم.
فرصة للشباب للتعبير
بينما رأى الشاب الناشط عبد الله، أن الانتخابات فرصة للشباب للتعبير عن واقعهم والتخلص من الحياة الصعبة التي يعيشون فيها من بطالة و فقر، وهي فرصة أيضا للشباب لكي يرفعوا صوتهم وأن يشاركوا في الانتخابات التي حرموا منها لسنين طويلة.
وأوضح عبد الله، أن الشباب فقدوا الثقة بصناع القرار الفلسطيني، لكونهم لم يجدوا حلولا، ما دفع الشباب للهجرة، في ظل استفحال البطالة ووجود آلاف الخريجين العاطلين عن العمل.
ويرى مراقبون أن تعدد القوائم الشبابية المشاركة في الانتخابات وضعف بعضها من حيث الكادر والبنية وعجزها عن التوحد ضمن برنامج مشترك سيضعف من فرص فوزها بحصدِ أصوات كافية تتجاوز نسبة الحسم أمام تشتت الأصوات لصالح الكتل والقوائم الكبيرة للأحزاب التي يسود بينها استقطاب حاد.
وقال المحلل السياسي صلاح عبد العاطي: “بتقديري معظم هذه القوائم لن تستطيع الإقلاع، لأن العدد المطلوب في حال توجه 75% من الناخبين لسجل الاقتراع سيشارف على 30 ألف صوت، وهذا سيكون صعبا جدا بالنسبة لبلوغ نسبة الحسم بالنسبة للقوائم المستقلة أو المختلفة.
ضعف تمثيل الشباب
وبالنظر لضعف تمثيل الشباب في القوائم الحزبية الكبيرة التي لم تحرص بما يكفي بشكل عادل لتمثيلهم في مقاعد مضمونة للفوز في ظل مشاركة تبدو رمزية لإظهار التعددية يصبح التعويل على الناخب في الضغط على القوائم لضمان الاستجابة لمطالب الشباب قضية مهمة لا يجب إغفالها.
وكان قطاع الشباب في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، قد دعا إلى تمثيل فئات الشباب بالقوائم والمقاعد الأولى للقائمة، انطلاقاً من أهمية الدور والنسبة الشبابية بالمجتمع والسجل الانتخابي، حيث يشكل الشباب أقل من 40 عاما ما يعادل 63 % من إجمالي الأصوات الانتخابية، وهذا يتطلب تمثيلا حقيقيا للشباب أعلاه في أولى القوائم لضمان مشاركة الجميع، بحيث يأخذ الشباب دورهم الطليعي والمتقدم والريادي والوطني في خدمة المجتمع خصوصاً بعد مرور ما يزيد على 15 عاما من التهميش والإقصاء وانعدام حصولهم على حقوقهم الأساسية.
وحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك 1.14 مليون شاب (18-29 سنة) في فلسطين يشكلون حوالي خمس المجتمع بنسبة 22%، من إجمالي السكان في فلسطين منتصف العام 2020، (23% في الضفة الغربية و22% في قطاع غزة).
وتبلغ نسبة الشباب الفاعلين في الحياة العامة حوالي 13% فقط من الشباب بين عمر (15-29) سنة؛ منهم (6.3%) من الشباب الذين ينتمون إلى أندية ومراكز رياضية، و(3%) ملتحقون بجمعيات أهلية أو ثقافية أو منظمات غير حكومية، و(2.4%) ينتمون إلى اتحادات ونقابات بمختلف أشكالها، فيما أقل من (1.5%) من الشباب ينتمون لأحزاب أو حركات سياسية.
