الانتخابات والمصالحة وإجلاء المرتزقة.. معادلات صعبة أمام السلطة في ليبيا
تسابق السلطة التنفيذية الليبية الجديدة الزمن لحل ملفات “ساخنة”، ومواجهة “أجندة ثقيلة” تتزاحم فيها الأولويات والمطالب في سياق زمني ضيق، يتسم بضغوط دولية للمضي نحو الانتخابات، نهاية العام الحالي.
ومنذ نيلها ثقة البرلمان الليبي، طرحت حكومة عبدالحميد الدبيبة حزمة أولويات تمس الجانب الاقتصادي والاجتماعي والأمني والسياسي.
وتمثل الانتخابات والمصالحة الوطنية وإجلاء المسلحين الأجانب أبرز التحديات التي تواجه السلطات الليبية الجديدة والتي تراهن الأطراف الداخلية والخارجية على مواجهتها بالإصرار على تحقيقها ضمن خارطة الطريق التي أقرها المجتمع الدولي وتضمنها الاتفاق السياسي وتشكل بموجبها المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.
ويراهن المجتمع الدولي على تخطي هذه التحديات ضمن خريطة طريق تضمنها الاتفاق السياسي وتشكل بموجبها المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية الجديدان.
وتأتي المصالحة الوطنية في الصدارة لكونها تمثل شرطا أساسيا لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل.
وفيما يتعلق بالانتخابات قال المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة تعهد بتقديم الدعم اللازم بما في ذلك الموارد المالية اللازمة للمفوضية لتتمكن من إجراء الانتخابات، وحثّ كوبيش أعضاء اللجنة القانونية على تسوية خلافاتهم لوضع مقترحات مقبولة للقاعدة الدستورية للانتخابات، مشددا على ضرورة وجود إطار انتخابي ووضعه موضع التنفيذ بحلول أوائل يوليو.
كما دعا المبعوث الأممي لمواصلة العمل لسحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، داعيا جميع الأطراف الدولية لاحترام مخرجات حوار اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تقضي بسحب القوات الأجنبية والمقاتلين من البلاد، مشددا على ضرورة أن تكون الدولة الليبية ذات سيادة كاملة دون أي وجود أجنبي غير مرغوب فيه.
ومن جانبه أكد المحلل السياسي من بنغازي أحمد العبود، أن الاستقرار السياسي والأمني يتوقف على نجاح المصالحة الوطنية في ليبيا.
وأضاف العبود، خلال تصريحات لبرنامج حصة مغاربية، قضية المصالحة الوطنية لن تكن سهلة وقد تعوق وضع دستور توافقي.
وأوضح أن المجتمع الدولي يطالب بإجلاء المرتزقة من البلاد، ولابد من إخراج وتفكيك المليشيات في المدن حتى تتمكن ليبيا من إجراء الانتخابات.
وأكمل أنه من الصعب إجراء الانتخابات في ظل تواجد وانتشار المليشيات في البلاد.
في نفس السياق أكد الكاتب الصحفي من طرابلس محمد الانصاري، أن المصالحة الوطنية تمكن ليبيا من منع التدخلات الخارجية.
وأوضح الانصاري، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أنه لابد من تشكيل لجنة فنية لوضع أسس لإجراء المصالحة الوطنية بين الليبيين.
وأكمل أنه من الممكن في حالة توحيد موقف المجتمع الدولي وتلاقي مصالح الدول المعنية في ليبيا أن يتم إجلاء المرتزقة من البلاد.
