تابع الجمهور العربي على مدار شهر رمضان العديد من الأعمال الدرامية، نال بعضها إعجابهم الشديد، والبعض الآخر تم انتقاده، كما أثارت عدد من الأعمال الجدل، بسبب الموضوعات الشائكة التي تناولتها، ومع اقتراب النهاية ترقب الجمهور أحداث الحلقات الأخيرة من تلك الأعمال بكثير من الشغف والأمنيات.
اعتاد الجمهور العربي أن النهايات دائما ما تكون دون مستوى العمل طوال مدة عرضه، ومخيبة لتوقعاتهم، ولا ندري سبب هذه العادة، التي غالبا ما تهدر المجهود المبذول في العمل المقدم، لتخلق لدى المشاهد حالة من عدم الرضى، وتقضي على استمتاعه بالعمل.
لا يهم إن كانت النهاية سعيدة أو مأساوية، بقدر أههمية أن تكون مقنعة ومتقنة التنفيذ، يجب أن يصدقها المشاهد، لا أن يشعر أنه تم الضحك على عقله، لمجرد أنه حان موعد إنهاء القصة.
«جراند أوتيل» يرضي رغبة المشاهد
استطاع مسلسل «جراند أوتيل» على مدار 30 حلقة أن يمتع المشاهد حتى آخر مشهد، ورغم ختام المسلسل الذي أرضى رغبة المشاهد في النهايات السعيدة، إلا أنه لم يقع في فخ النهاية «المفبركة».
جذب «جراند أوتيل» المشاهد العربي ونال إعجابه الشديد على جميع المستويات، السيناريو والحوار، ورسم الشخصيات شديدة الدقة والجمال، بالإضافة إلى الديكور، والتصوير وتكوين المشاهد، والتمثيل، والموسيقى، وبالطبع إدارة العمل بشكل عام، من خلال مخرج له رؤية احترافية متميزة، حيث تجاوزت الحلقة الأخيرة من «جراند أوتيل» المليون مشاهدة عبر القناة الخاصة لقناة CBC على يوتيوب، منذ عرضها أمس الثلاثاء.
كما تميز الممثل محمد ممدوح بشكل ملفت في دور «أمين»، وحصد الكثير من المديح والإعجاب على أدائه المتقن على مدار عرض المسلسل، سواء على مستوى النقاد والفنانين أو الجمهور.
ونال المشهد الذي تخلى فيه «أمين» عن حبه الكبير «ورد» وطفلها، وأخذهما إلى «مراد» وتركهما أمام غرفته، بعد معرفته بخيانتها، نسبة مشاهدة عالية عبر مواقع التواصل المختلفة، وسط حالة من الانبهار والاستمتاع برسم المشهد وأداء ممدوح المتميز.
الحاجات دي تخصك متخصنيش !! #جراند_اوتيل #محمد_ممدوح #دينا_الشربيني #احمد_داوود CBC Egypthttps://t.co/LisMikblNH
— CBC Egypt (@CBCEgypt) July 6, 2016
«نص يوم».. نهاية غير متوقعة
ولم يتخل مسلسل «نص يوم» عن حالة الغموض والتشويق التي بدأ بها، والجميل أن النهاية لم تكن متوقعة، وكانت مليئة بكثير من مشاعر الألم والحب.
وضمت الحلقة الأخيرة مشهد إعدام البطلة «ميسي»، بعد جرعة دسمة من الوجع جمعتها مع حبيبها «ميار»، وانتهى المشوار بميار على قبر حبيبته، مثلما بدأه في أولى مشاهد المسلسل واقفا على قبر والده، مؤكدا أن الموت دائما يحرمه من أحبائه.
ونال المسلسل استحسان قطاع كبير من المشاهدين في الوطن العربي، كما نال تيم حسن ونادين نسيب نجيم إعجاب الجمهور وكثير من النقاد والفنانين على أدائهما في المسلسل.
وتم انتقاد «نص يوم» أيضا كونه مقتبسا عن فيلم Original Sin، وطالبوا مخرج العمل سامر البرقاوي أن يقوم بتنفيذ عمل أصلي، حيث اشتهر البرقاوي بتقديم أعمال درامية مقتبسة من أعمال أجنبية، مثل مسلسل «لو» و«تشيللو».
ميار : انا دعيت ربى انى اموت بين ايديكى#نص_يوم#رمضان_يجمعنا pic.twitter.com/uPfLuGHk5Z
— MBC Drama (@mbcdrama) July 5, 2016
«فوق مستوى الشبهات».. نهاية واقعية
وكانت نهاية مسلسل «فوق مستوى الشبهات» واقعية ومفاجئة للجميع مع مقتل البطلة «رحمة». ورغم قسوتها إلا أنها تركت نافذة أمل نحو استمرار الحياة حتى مع تجاربها الموجعة.
ظلت المؤامرة محور الأحداث في الحلقة الأخيرة، التي شهدت سلسلة من حالات الانتقام، أبرزها المشهد الأخير الذي قدمه النجم سيد رجب بحرفية عالية، في أثناء قتل حبيبته «رحمة» وهي في العناية المركزة، وسط صراع بين مشاعر الحب والانتقام.
كما أشاد النقاد والجمهور بأداء الفنانة القديرة يسرا، ورأى البعض أنه واحد من أهم الأدوار التي قدمتها في مشوارها الفني، كما تجاوزت الحلقة الأخيرة من المسلسل 2 مليون مشاهدة عبر القناة الخاصة لـCBC على يوتيوب منذ عرضها أمس الثلاثاء.
«ساق البامبو».. التقاليد المجتمعية تتجاوز قوة الحب والدين
وأكدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «ساق البامبو» أن التقاليد المجتمعية لها سطلة تتجاوز في كثير من الأحيان قوة الحب والدين، حيث لم يستطع «عيسى» المولود من أب كويتي وأم فلبينية، أن يصبح جزءا من المجتمع الذي ينتمي له والده، وتم نبذه من عائلته، خوفا من المجتمع الذي يفرض عليهم قوانينه.
وظل عيسى في صراع حول هويته وانتمائه، ليكون ختام الحلقة ألأخيرة من المسلسل جملة تلخص هذا الصراع «أنا لا أريد إلا أن أكون حرا.. فيما أكون.. ومن أكون.. وأين أكون».
وأثار «ساق البامبو»، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، جدلا حول القضية التي تناولها المسلسل عن أزمة أبناء الخادمات ذوي الملامح الآسيوية من آباء خليجيين، حيث صدر قرار من الرقابة الكويتية بمنع عرض المسلسل، ما أحدث ضجة جعلت وزير الإعلام يطلب إطلاعه على أسباب المنع، لكن على المستوى المشاهدين فقد نال العمل إعجاب وإشادة كبيرة لتناوله موضوعا شائكا مثل هذا.
هل يجد عيسى لنفسه مكانا صمن عائلة الطارف هذا ما سنعرفه في الحلقات الاخيرة من مسلسل #ساق_البامبو ١٠:٠٥م pic.twitter.com/kry7Gmh59p
— تلفزيون دبي (@dubaitv) July 3, 2016
«أفراح القبة».. نهاية مسرحية
وانتهى مسلسل «أفراح القبة» نهاية مسرحية، اختتم بها المخرج المبدع محمد ياسين عمله بجمال وتميز، ومثلما كانت خشبة المسرح محور الأحداث في المسلسل، كانت «الفينالة» أيضا على خشبة المسرح، مع مشهد موت تحية وندم عباس، ليخرج بعدها أبطال العمل واحد تلو الآخر لتحية الجمهور في الصالة وسط تصفيق حاد.
ورأى كثير من النقاد أن «أفراح القبة» حقق المعادلة الصعبة، وكان عملا متكاملا برؤية إخراجية غاية في الإبداع، حيث تواصل «الغد» في وقت سابق مع الناقدة ماجدة خير الله، التي صرحت بأن: «أفراح القبة أفضل مسلسل، لأن عناصره متكاملة، بداية من السيناريو وأسلوب السرد، مرورا بالتمثيل والإضاءة، والأزياء والتصوير وغيرها من عناصر العمل الدرامي».
«ونوس».. كلاسيكية بين العلاقة الإنسان والشيطان
وأوضحت الحلقة الأخيرة من مسلسل «ونوس» اللبس الذي حدث حول شخصية «ونوس»، الذي جسدها الفنان القدير يحيى الفخراني، وأكد المسلسل على الفكرة الكلاسيكية لعلاقة «البني آدم والشيطان»، وسط أداء لا خلاف عليه للفخراني، وإعجاب كبير بأداء النجمتين هالة صدقي، وحنان مطاوع، من خلال دورهما في المسلسل، والذي رأى كثير من النقاد والجمهور أنه من أهم الأدوار التي قدمتها كل منهما، حيث تجاوزت الحلقة الأخيرة المليون مشاهدة عبر قناة CBC على يوتيوب.
