الانقسام الحكومي في ليبيا.. بين الوساطة الدولية والمواجهة المسلحة
لا يزال الترقب يسود المشهد الليبي بحثا عن الحلول الممكنة للخروج من منعطف الصراع على السلطة بين حكومتين، والمخاوف من الانزلاق إلى المواجهة المسلحة.
وبحسب مراقبين فإن من الصعب أن يكون الحل “ليبيًّا ليبيًّا”، وأن أقرب الحلول قد يكون الوساطة الدولية أو الإقليمية، مؤكدين أن أي حلول ستطرحها هذه الوساطة يجب أن تمسك العصا والجزرة للطرفين.
وبينما يواصل رئيس الوزراء المكلف، فتحي باشاغا، مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، يتمسك رئيس الحكومة، عبدالحميد الدبيبة، برفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي من رحم الانتخابات.
فيما يري محللون أن المؤشرات الأمنية وإن كانت مريحة حتى الآن، إلا أن الأمور قد تنقلب في أي لحظة.
وقال الكاتب والباحث السياسي، فرج زيدان، إن تصريحات فتحي باشاغا بأنه ستسلم الحكم بطريقة سلمية يغلب عليها الطابع الدبلوماسي، إلا أن المشهد من الناحية الواقعية يغلب عليه ظاهرة الاستقطاب السياسي، ورأى أن الدبيبة يرفض التداول السلمي للسلطة ونقلها مستعينا في ذلك ببعض الجماعات المسلحة التي ترفض تغيير الوضع وعملية الانفتاح مع الشرق الليبي.
وتابع أن هناك من يرى أن استمرار الدبيبة في رئاسة الحكومة يعني استمرار الاستحواذ على مؤسسات الدولة، السياسية والسيادية والخدمية، وأن مشروع انتخاب باشاغا يعني تراجع تلك القبضة على المؤسسات الليبية والدخول في مسألة التقاسم وهو ما يعتبرونه أمرا مرفوضا، بالإضافة إلى وجود ميليشيات مسلحة تخشى مسألة التقاسم مع الجيش الليبي.
وأشار إلى أن باشاغا أمام اختبار حقيقي لقدرته على إحداث تغيير، ورغم أن المشهد القادم يستند على المشروعية الدستورية إلا أنه لا يمكن إهمال منطق القوة، ورأى أن الثقل الاجتماعي والعسكري لباشاغا أكثر من الدبيبة.
وتابع أن فرص الصدام المسلح بين الجماعات الليبية ضعيفة، خاصة في مصراته التي ينتمي إليها كلا من الدبيبة وباشاغا.
فيما أوضح المتحدث باسم المجلس الرئاسي الليبي السابق، محمد السلاك، أنه عند نيل حكومة باشاغا ثقة البرلمان الليبي فسننتظر موقف المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن والبعثة الأممية، وهل سيعترف به؟، مشيراً إلى أن بداية التصعيد كانت من الدبيبة من بيانات شديدة اللهجة وتوافد أرتال مسلحة من مناطق مختلفة صوب العاصمة وتلويح باستخدام القوة.
وأضاف أن الموقف الدولي متذبب وغير واضح حتى الآن، ولكن بعد الإعلان عن تشكيلة الحكومة الليبية الجديدة ومصادقة البرلمان عليها سيتغير الموقف.