تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالذكرى السابعة لرحيل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ١١٧، والذي توفي 17 مارس 2012.

من هو البابا شنودة

ولد نظير جيد عام 1923، ودرس في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة فؤاد الأول، وبعد تخرجه انخرط في العمل الديني ودرس اللاهوت القبطي في الكلية الاكليريكية.

وفي عام 1954 ترك جيد عمله وترهبن وأصبح اسمه الراهب أنطونيوس السرياني، ثم عمل سكرتيرا في المقر البابوي في عهد البابا كيرلس السادس.

وفي نوفمبر 1971 جلس البابا شنودة الثالث على الكرسي البابوي، وشهدت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية في عهده إنجازات عدة، حيث تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأكثر من 400 كاهن، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر.

ومن الإنجازات التي كان يفتخر بها البابا الراحل انتشار الكنيسة خارج مصر حيث تم إنشاء 100 كنيسة قبل وفاته من أمريكا حتى استراليا ومن أوروبا حتى إفريقيا.

بابا العرب

لم يكن تأثير البابا شنودة من الناحية الدينية فقط بل امتد إلى السياسة، وأطلق عليه لقب ( بابا العرب) بسبب مواقفه الوطنية في مصر والمنطقة العربية وأبرزها زيارته لجهة القتال قبل حرب أكتوبر 1973، حيث زار الجبهة مرتين حرص خلالها على توفير الأدوية والمساعدات الإنسانية للجنود.

ورفض البابا شنودة الثالث اتفاقية كامب ديفيد للسلام والتطبيع مع إسرائيل وقرر منع زيارة الأقباط للقدس وظل هذا القرار يطبق حتى الآن.

البابا شنودة والقضية الفلسطينية

وفي عام 2002 عقد البابا مؤتمرا شعبيا كبيرا في الكاتدرائية المرقسية لإعلان دعمه للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد تحديد إقامته في رام الله، وقام البابا بإجراء مكالمة تليفونية مع عرفات للتأكيد على مساندته له في القضية الفلسطينية.

وظل البابا شنودة الثالث يحارب الكيان الإسرائيلي ويدعم القضية الفلسطينية، وأثبت البابا الراحل خطأ عبارة “إسرائيل شعب الله المختار”، حيث أصدر عدد من المنشورات تنفي صحة هذه المقولة وقال عنها،  “إن فكرة شعب الله المختار كانت لفترة معينة أو لغرض معين و انتهت، وإن اسرائيل الحالية ليست شعب الله المختار، وأن اليهود جاءوا من فلسطين بوعد من بلفور، وليس بوعد من الله”.

وفشلت محاولات إثناء البابا شنودة عن قراره بمنع سفر الأقباط للقدس، وفي كل لقاء تليفزيوني له كان يردد، “إن مبدأه ثابت، ولا يقبل أي علاقة تطبيع مع إسرائيل في ظل الاحتلال المفروض على الفلسطينيين”.

العرب ينعون البابا الراحل

في يوم الأحد 17 مارس 2012 رحل البابا شنودة الثالث عن عمر يناهز 89 عاما، وقررت الجامعة العربية وقتها تنكيس علمها حدادا على وفاة البابا شنودة.

وقالت الجامعة العربية ، في بيان آنذاك، “لقد كان قداسته رمزا دينيا كبيرا وقامة مصرية ووطنية عظيمة حملت هموم المصريين والعرب جميعا وعاش بإيمانه العميق مدافعا عن الوحدة الوطنية، وعن القضايا العربية، وعن روح التسامح والمحبة والحوار بين أتباع الديانات السماوية”.