البابا فرنسيس يدعو كنائس جنوب السودان إلى رفع صوتها ضد الظلم
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم السبت، إن الكنائس في جنوب السودان “لا يمكن أن تقف محايدة” ولا بد أن ترفع صوتها في وجه الظلم واستغلال السلطة، وذلك في مهمة سلام يقوم بها مع اثنين من القادة المسيحيين للدولة الأحدث في العالم.
وفي أول يوم كامل له في جنوب السودان، خاطب البابا الأساقفة والقساوسة والراهبات الكاثوليك في كاتدرائية سانت تيريزا في العاصمة جوبا فيما كان رئيس أساقفة كانتربري ومنسق الجمعية العامة لكنيسة اسكتلندا يؤديان صلاوات في أماكن أخرى.
وقال فرنسيس: “أيها الإخوة والأخوات، نحن مدعوون أيضا لكي نرفع أصواتنا ضد الظلم وسوء استخدام السلطة، اللذين يسحقان الناس ويستخدمان العنف لإدارة الأعمال في ظل الصراعات”، مضيفا أن الزعماء الدينيين لا يمكنهم أن يقفوا “محايدين إزاء الألم الذي يسببه الظلم والعنف”.
ووفقا للأمم المتحدة، هناك 2.2 مليون نازح داخليا في جنوب السودان من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 11.6 مليون. وفر 2.3 مليون من البلاد كلاجئين.
وينتشر الفقر المدقع والجوع في جنوب السودان حيث يحتاج ثلثا السكان إلى المساعدة الإنسانية نتيجة للصراع وفيضانات كارثية استمرت ثلاث سنوات.
واستمع البابا في الكاتدرائية إلى راهبة تروي كيف قُتلت اثنتان من أخواتها في كمين بالقرب من جوبا في عام 2021.
وقال فرنسيس “لنسأل أنفسنا ماذا يعني أن نكون خدام الله في تاريخ مطبوع بالحرب والكراهية والعنف والفقر”، وأدى صلاة من أجلهم في وقت لاحق.
وتساءل “كيف نمارس خدمتنا في هذه الأرض، على طول ضفاف نهر مغمور بدماء الأبرياء؟” مشيرا إلى النيل الأبيض الذي يجري في البلاد.
وسيلتقي البابا فرنسيس، ورئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، ومنسق الجمعية العامة لكنيسة اسكتلندا إيان جرينشيلدز بالنازحين بسبب الحرب في جنوب السودان وسيستمعون إلى رواياتهم في وقت لاحق من يوم السبت.
وسيشارك القادة المسيحيون الثلاثة، الذين يقومون “برحلة السلام” غير المسبوقة، في صلاة عند ضريح بطل تحرير جنوب السودان جون قرنق في وقت لاحق اليوم والتي من المتوقع أن يشارك فيها 50 ألف شخص.
وتعد هذه الزيارة المشتركة هي الأولى من نوعها في التاريخ المسيحي.
وغالبية سكان جنوب السودان من المسيحيين. واصطف عشرات الآلاف في شوارع العاصمة جوبا للترحيب بالبابا بالغناء وقرع الطبول والزغاريد أمس الجمعة عندما وصل إلى البلاد قادما من جمهورية الكونجو الديمقراطية.
وفي خطاب شديد اللهجة لقادة جنوب السودان، ومن بينهم الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار اللذين كانا متحاربين في السابق، ناشدهم فرنسيس نبذ العنف والكراهية العرقية والفساد.
وفي نفس اللقاء، عبر ويلبي عن حزنه لاستمرار العنف بعد التوصل إلى اتفاق السلام في عام 2018 وبعد تجمع عام 2019 في الفاتيكان ركع البابا خلاله لتقبيل أقدام القادة المتحاربين متوسلا إليهم لإحلال السلام في جنوب السودان.
وقال ويلبي للقادة المجتمعين “أنا حزين لأننا ما زلنا نسمع عن مثل هذه المأساة، كنا نأمل ونصلي من أجل المزيد، توقعنا المزيد، لقد وعدتم بالمزيد”.
وقال كير في خطابه إن حكومته ملتزمة بشدة بتعزيز السلام في جنوب السودان.