في ظل مناخ من «التوتر النووي»، تترقب الدوائر السياسية في الغرب، اللقاء المحتمل (بين بوتين وترامب) على هامش الفعاليات التذكارية التي ستجري في باريس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بعد أن هددت التوترات بين موسكو وواشنطن بالمزيد من الغليان مرة أخرى في الأيام الأخيرة، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من المعاهدة النووية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، متهما روسيا بانتهاك الاتفاقية، في حين حذرت موسكو من أن التخلي عنها قد يؤدي إلى تهديد الأمن العالمي.
- الدوائر السياسية والعسكرية في الغرب، تتفق على أن «مناخ الحرب الباردة» لم يتغير بل «تجمد فقط تحت مظلة توتر مكتوم، ورغبة غير صادقة في التعايش الايجابي».. ويرى الخبير البريطاني، الجنرال المتقاعد رامس جيفرد، أن مؤشرات الحرب الباردة قائمة، وأن العلاقات بين واشنطن وموسكو لم تتخل عن «نوازع الماضي»، مما يتطلب من القوتين العظميين البحث في سبل «التهدئة والثقة» فيما بينهما، وهو ما أشار إليه مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، أنه ناقش مع المسؤولين الروس «مشهداً استراتيجياً جديداً».
المشهد الاستراتيجي الجديد
وكشف «بولتون»، في ختام زيارة لموسكو دامت يومين، التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافرورف، وسكرتير الأمن القومي نيكولاي باتروشيف.. أنه أجرى «محادثات مطوّلة عن ملفات ضبط الأسلحة، والمشهد الاستراتيجي الجديد، وقرار ترامب الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، والتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية».. ومؤكدا أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب أي تدخل أجنبي محتمل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المرتقبة الشهر المقبل، محذراً موسكو من «العبث بانتخاباتنا».
مؤشرات التوتر
أصبح المناخ العام ملبدا بسحب كثيفة من الاتهامات والشكوك والتهديدات المتبادلة، بين واشنطن وموسكو، وتصاعدت مؤشرات التوتر عقب إعلان الرئيس بترامب الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، وتحذير موسكو من تبعات قرار ترامب..بينما يرى مستشار الأمن القومي الأمريكي، بولتون، أن المعاهدة «بلغت نهايتها الطبيعية»، اذ أُبرِمت خلال حقبة الحرب الباردة. وقال لوسائل إعلام روسية: «الانسحاب من المعاهدة ليس المشكلة، بل انتهاك روسيا لها». وشدد على أن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون الدولة الوحيدة المقيّدة بالمعاهدة، ولفت الى مبالغات في الحديث عن سباق تسلّح، بعد انسحاب واشنطن من المعاهدة.
استئناف تدريجي للحوار
في ظل التطورات المشحونة بالتوتر، بدأ البحث عن «مشهد استراتيجي جديد» بين واشنطن وموسكو، بحسب تعبير مستشار الأمن القومي الأمريكي، وانه بحث الأمر مع الرئيس بوتين ومع المسؤولين الروس.. في حين دعا وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الى «حوار بنّاء أكثر» مع الولايات المتحدة واستئناف تدريجي للحوار». وأضاف: «حتى الخطوات المحدودة ستفيد علاقاتنا واستعادتها الثقة، الأمر يتعلّق بالملفات الاستراتيجية المرتبطة بالردع النووي، وبتسوية النزاعات الكبرى المستمرة منذ فترة طويلة. يشهد العالم مشكلات هائلة، يمكننا تسويتها بجهود مشتركة».