البحرية البريطانية: وجودنا في هرمز يسهم في استقرار حركة الملاحة التجارية

سلط تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية الضوء على أهمية مضيق هرمز، والمخاطر المتعلقة بالتهديدات التي تؤثر على حركة السفن هناك.

ووفق التقرير تشكل منطقة مضيق هرمز التي احتجزت إيران في محيطها السبت سفينة، قائلةً إنها مرتبطة بإسرائيل، نقطة عبور استراتيجية لتجارة النفط العالمية.

وتأتي عملية احتجاز السفينة في سياق توترات شديدة في الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

هجمات متتابعة

ومنذ ذلك الحين نُفّذت عشرات الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن تجارية، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها تضامناً مع غزة.

ويقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان ويربط الخليج بخليج عمان. وهو عرضة لمخاطر خصوصاً بسبب ضيق عرضه البالغ حوالى 50 كيلومترا، وعمقه الذي لا يتجاوز 60 متراً.

وتنتشر في المضيق جزر صحراوية أو جزر ذات كثافة سكانية منخفضة ولكنها تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة بينها جزر هرمز الإيرانية، وجزيرتا قشم ولارك قبالة ساحل بندر عباس الإيراني.

وعلى الساحل العماني تقع شبه جزيرة مسندم قبالة إيران، وتفصلها عن بقية السلطنة أراض تابعة للإمارات.

وقبالة سواحل الإمارات، تشكل الجزر الاستراتيجية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى نقطة تطل على كل سواحل دول الخليج: الإمارات، قطر، البحرين، السعودية، الكويت، العراق، وإيران وعمان.

وتحتل إيران هذه الجزر منذ العام 1971، بعد خروج القوات البريطانية من المنطقة.

طريق شحن النفط

ويُعدّ مضيق هرمز إلى حد بعيد طريق الشحن الرئيسي الذي يربط الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

وفي العام 2022، عبر المضيق نحو 21 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وفقًا لوكالة الطاقة الأميركية، ما يمثل نحو 20 بالمئة من الاستهلاك العالمي للنفط السائل.

وقد يؤدي أي اضطراب يطال الشحن في هذا المضيق وحتى ولو كان موقتاً إلى ارتفاع أسعار الطاقة عالمياً.

وأكدت وكالة الطاقة الأميركية أنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لديهما وحدهما شبكة من خطوط أنابيب النفط تسمح لهما بتجاوز مضيق هرمز.

وهدّدت إيران مراراً بإغلاق مضيق هرمز في حال قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري في المنطقة.

وتعود إحدى أبرز الاضطرابات في مجال نقل النفط إلى العام 1984، في خضم الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) خلال «حرب الناقلات»، حين تم تدمير أو إلحاق ضرر بأكثر من 500 سفينة.

وفي يوليو/تموز 1988 تحطمت طائرة ايرباص ايه-300 تابعة للخطوط الجوية الإيرانية، متوجهة من بندر عباس إلى دبي، بعيد إقلاعها، إثر إصابتها بصاروخين أطلقا من فرقاطة أميركية في مضيق هرمز. قتل 290 شخصاً في الكارثة. وأكد فريق الفرقاطة «يو اس اس فينسين» أنه اعتقد أن الطائرة كانت مقاتلة إيرانية تحلق لأهداف عدائية.

تزايد الحوادث 

وتزايدت الحوادث في هذه المنطقة البحرية منذ انسحاب الولايات المتحدة في العام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرضها عقوبات على إيران.

وفي العام 2019، أثارت هجمات غامضة على سفن في منطقة الخليج، وإسقاط طائرة مسيرة واحتجاز ناقلات نفط، مخاوف من تصعيد بين طهران وواشنطن.

وفي 29 يوليو/تموز 2021، أدى هجوم في بحر عمان على ناقلة نفط تشغلها شركة يملكها ملياردير إسرائيلي إلى مقتل شخصين، بريطاني وروماني.

واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا ورومانيا طهران، التي نفت أي تورط لها.

قوات أميركية

في أغسطس/آب 2023، نشرت الولايات المتحدة أكثر من 3 آلاف جندي في البحر الأحمر لردع إيران عن مصادرة ناقلات النفط، في حين نصحت قوات بحرية غربية السفن التي تعبر مضيق هرمز بعدم الاقتراب من المياه الإيرانية لتجنب خطر مصادرتها.

وقال الجيش الأميركي حينها إن إيران استولت أو حاولت الاستيلاء على نحو 20 سفينة ترفع أعلاماً دولية في المنطقة خلال العامين الماضيين.

وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلنت واشنطن تشكيل تحالف في البحر الأحمر من عشر دول لمواجهة هجمات الحوثيين المتكررة على السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل.

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

قال مسؤولون بريطانيون إن السفينة الحربية البريطانية دايموند صدت أمس السبت، هجومًا عليها بطائرة مسيرة، أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان اليوم الأحد: «دمرت دايموند باستخدام نظامها الصاروخي سي فايبر طائرة مسيرة استهدفتها دون وقوع أضرار في دايموند أو إصابات بين طاقمها».

وأضاف البيان: «هذه الهجمات المقيتة وغير القانونية ليست مقبولة على الإطلاق، ومن واجبنا حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر».

ويشن الحوثيون هجمات على السفن في الأحمر باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، ردًّا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني. وتعرضت ناقلة لهجوم، أول من أمس الجمعة، تسبب في نشوب حريق على متنها.

وشنت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية عشرات الغارات الانتقامية على أهداف للحوثيين في اليمن.

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

قالت القيادة المركزية الأميريكية، اليوم الإثنين، إن مجموعة حاملة الطائرات أيزنهاور أكملت عبورها مضيق هرمز يوم الأحد لدخول مياه الخليج.

وأضافت في بيان لها، أن حاملة الطائرات ستقوم بدوريات في الخليج لضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية ودعم متطلبات القيادة المركزية الأميركية في أنحاء المنطقة.

وأوضحت، أن حاملة الطائرات أيزنهاور رافقها طراد الصواريخ الموجهة «يو. إس. إس. فلبين سي» ومدمرتي صواريخ موجهة وفرقاطة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين قولهما الأحد، إن سفينة تابعة للبحرية الأميركية استجابت لنداء استغاثة من ناقلة الكيماويات «سنترال بارك» وتأكدت من أنها آمنة وحرة.

وأضاف أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن السفينة “ماسون” ساعدت في ضمان سلامة الناقلة.