البحر الأسود.. إلى أين تنتهي «المواجهة الصعبة» بين أمريكا روسيا؟

في اليوم الذي اعترضت فيه طائرتان حربيتان روسيتان قاذفة أمريكية تتزود بالوقود في أجواء شبه جزيرة القرم، كان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، يزور ثلاث دول مطلة على البحر الأسود، الذي ترى فيه واشنطن نقطة رئيسية في مواجهتها مع روسيا.

أظهرت جولة أوستن، أنه بعيدا عن مواجهة الولايات المتحدة للتوسع العسكري الصيني في المحيطين الهندي والهادئ، فإن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ترى في منطقة البحر الأسود جبهة رئيسية ضد توسع النفوذ الروسي.

كما كشف تدخل مقاتلات سوخوي الروسية، الثلاثاء، خطورة هذه المنطقة عند الخاصرة الشرقية لحلف شمال الأطلسي، وصعوبة التحدي الذي يواجهه البنتاجون في تصديه لهيمنة موسكو على البحر الأسود.

شملت جولة أوستن هذا الأسبوع جورجيا ورومانيا وأوكرانيا، في مسعى منه لدعم الحلفاء الغربيين من التكتل السوفياتي السابق.

وفي تبليسي، قام مع رئيس الوزراء الجورجي، ايراكلي غاريباشفيلي، بالتوقيع على برنامج تدريب عسكري يمتد ستة أعوام أخرى.

وقال أوستن، الإثنين، بحضور غاريباشفيلي، إن “الولايات المتحدة تدين الاحتلال الروسي المستمر في جورجيا ومحاولاتها لتوسيع نفوذها في منطقة البحر الأسود من خلال الإكراه العسكري والأنشطة الخبيثة”.

وتحتل القوات الروسية حاليا منطقتين انفصاليتين عن جورجيا.

وفي كييف، ندد أوستن بضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، و”بأنشطتها المزعزعة للاستقرار في البحر الأسود، وعلى طول حدود أوكرانيا”.

ومنذ سنوات عدة أخذت المواجهة في منطقة البحر الأسود منحى تصاعديا.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أطلقت روسيا النار على ثلاث سفن أوكرانية كانت تبحر بالقرب من شبه جزيرة القرم، ثم استولت عليها، ولم تقم بإعادتها مع طواقمها إلا بعد نحو عام.

“عدوانية روسية”

في يونيو/حزيران هذا العام، قامت زوارق روسية وطائرات مقاتلة بمضايقة بارجة حربية بريطانية وتهديدها خلال إبحارها قبالة سواحل القرم.

وبعدها بأيام تعرضت فرقاطة تابعة للبحرية الهولندية، خلال قيامها بتدريبات، لتهديد مماثل على مدى خمس ساعات في شمال البحر الأسود.

وحتى الآن، فإن كل الجهود التي بذلت لاحتواء روسيا كان تأثيرها ضئيلا.

وهدفت زيارة أوستن إلى تكثيف هذه الجهود، حيث ركزت على بناء تعاون أمني أقوى بين الدول على حافة البحر الأسود.

وهذا يعني تقديم المزيد من التدريب العسكري لجورجيا، والأسلحة والفرقاطات لأوكرانيا، إضافة إلى تعزيز دور رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي يتمركز فيها نحو ألف جندي أمريكي كنقطة للتنسيق والاستخبارات في منطقة البحر الأسود.

واعتبر أوستن، أن “أمن البحر الأسود واستقراره يصبان في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، ويعدان أساسيين لأمن الخاصرة الشرقية لحلف شمال الأطلسي”، مشيرا إلى أن “المنطقة باتت عرضة للعدوانية الروسية”.

ولم يصدر أي تعليق روسي حتى الآن حول زيارة أوستن، ما عدا اعتراض طائرات سوخوي للقاذفة الأمريكية الثلاثاء.

ويعترف خبراء أمريكيون، بأن روسيا لا تزال حتى الآن منيعة في وجه اي اختراق.

“أهمية”

عام 2018 استنتجت دراسة قامت بها مؤسسة راند وتضمنت تمارين ألعاب إستراتيجية ومواجهات نظرية، إلى أن الكلمة العليا في ذلك الوقت كانت لروسيا، خاصة بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم.

وخلصت الدراسة إلى أن “الهدف الروسي المتمثل في منع التعاون الإقليمي قد يكون تحقيقه أسهل من مهمة بناء إجماع إقليمي”.

لكن توصياتها جاءت مماثلة لما تحاول واشنطن الآن القيام به: تعزيز القدرات العسكرية لبلغاريا وجورجيا ورومانيا وتركيا وأوكرانيا، وحض هذه الدول على العمل معا.

وحذرت الدراسة من أن “روسيا قد تمارس ضغوطا مفصلة على الدول الخمس الأخرى المطلة على البحر الأسود، أو تقدم لها حوافز، ما يجعل من المرجح تقويض الوحدة حول أي عمل متعدد الأطراف”.

وأقر مسؤول في البنتاجون بأن هدف الولايات المتحدة ليس سهلا، على سبيل المثال، فإن بلغاريا على الرغم من كونها عضوا في حلف شمال الأطلسي، إلا أنها لا تتوافق مع تركيا، وكلتاهما عرضة للضغط العسكري والاقتصادي من روسيا.

أما تركيا، التي تهيمن على جنوب البحر الأسود، فهي متخوفة من وصول مزيد من السفن الحربية الأمريكية، وأخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى المنطقة، بهدف منع روسيا من السيطرة عليها.

وقال مسؤول البنتاجون، “نحاول التشجيع على التركيز على ما هو مشترك بيننا، وعدم السماح لقضايا أخرى أن تكون جزءًا منها”، مستشهداً باتفاق أخير بين رومانيا وبلغاريا لفتح مجالهما الجوي أمام بعضهما البعض.

وأضاف “هذا جزء مما نحاول القيام به للتأكد من أن الجميع يساهمون في أمن البحر الأسود بطريقتهم الخاصة”.

وقال “يشعر الحلفاء في البحر الأسود في بعض الأحيان بالقلق من عدم وجود تركيز كبير هناك بقدر التركيز على منطقة البلطيق، جزء مما نقوله في كثير من الأحيان هو أن البحر الأسود لا يقل أهمية عن أي مكان آخر”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]