في مسرح أحداث مؤتمر الشباب الوطني الأول بمدينة شرم الشيخ المصرية، أطلق البرلماني المصري مصطفى الجندي صرخته «نحن في زمن الدراويش»، يحمل خفة ظل وطلاقة لسان واضحة في اللقاءات السياسية و الأحاديث التليفزيونية، يبدو الرجل «درويشا» يرتدي الجلباب البلدي، وهو يتحدث عن رؤية نور تشكـّـل على هيئة ثلاثة أولياء من أولياء الله الصالحين في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، وأخبروه بالثبات وزادوا ما معناه “إنك بأعيننا”، النور ذاته رأه الرجل في مدينة شرم الشيخ اليوم، أثناء حديثه أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فردد “أقسم بالله أنا شايف نور كتير أوى، ولو مكنش فيه نور مكنش العالم اتلم حوالينا عايز يطفيه.. النور منور”، هذا بعدما بدأ حديثه بمكاشفات ربما لا يراها غيره: “اللهم افتح علينا بنية الناس اللي قاعدة”، لكن للرجل وجوه أخرى في عالم رجال الأعمال إذ يمتلك عددا من الشركات لها مقار حول العالم، أبرزها مقر شركته السياحية التي تقع قبالة مبنى المحكمة العليا في العاصمة الأمريكية واشنطن، استأجرتها حملة ترامب المرشح الجمهوري لرئاسة أمريكا، كما أن له ماضيا سياسيا يمتد لما قبل ثورة 25 يناير 2011.
السياسي ورجل الأعمال
تعلم في مدارس الليسيه الفرنسية، وحصل على بكالوريوس تجارة، نجح فى المنافسة على المقعد البرلمانى فى محافظته الدقهلية لدورتين، الأولى 2005 والثانية فى برلمان 2012 المنحل، وكان البرلمان بمثابة منصة انطلق منها إلى آفاق دولية، فأصبح عضوا بالبرلمان الأفريقى عام 2005، ونائب رئيس البرلمان فى 2012، وعضو البرلمان الأوروبى فى 2007، وأحد مؤسسي الجامعة الألمانية وأعضاء مجلس الأمناء، بالإضافة إلى جمعية السياحة من أجل التنمية بفرنسا.
مصطفى الجندى، رجل الأعمال السياسى ومنسق الدبلوماسية الشعبية، بدأ عمله الحر منذ التحاقه بالجامعة فى إحدى الشركات السياحية كموظف مرافق للمجموعات السياحية، ومن بعدها انطلق ليصنع لنفسه اسماً فى عالم الاقتصاد، ويصبح رئيس مجلس إدارة شركة «النيل العظيم للتنمية والاستثمار» ويمتلك مجموعة بواخر، وأنشأت شركته «الفلايك» على نهر النيل، ومراكب بيئية والـ«بوتيك أوتيل» أى الفندق الصغير ذى الطابع الخاص.
ومنذ بداية نشاطه السياسى اهتم الجندى دائماً بمصالح مصر وعلاقاتها الخارجية، ففى برلمان 2005 كان عضواً بلجنة العلاقات الخارجية ولجنة الثقافة والإعلام والسياحة، وتمحور تركيزه بالأساس حول أفريقيا ودول حوض النيل، والسودان.
الدرويش وحملة ترامب
يعمل الرجل في مجال السياحة منذ 35 عاما، يمتلك شركات لها مقار في عدد من دول العالم، أثار الجدل حوله بعدما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن علاقة موقع «بريتبارت» الإخبارى الذى يرأسه ستيف بانون، مدير حملة المرشح الجمهورى دونالد ترامب، بعضو مجلس النواب المصري .
وقالت الصحيفة أن ما يربطهما هو منزل يقدر بـ2.4 مليون دولار، يقع بجوار مبنى المحكمة العليا بولاية واشنطن يملكه الجندي ويسكن فيه بانون.
وأفصحت الصحيفة عن هذه المعلومة خلال تقرير يظهر انتهاك رئيس حملة ترامب لقانون الانتخابات الأمريكى، لعدم إقامته فى الولاية المقيد اسمه ضمن تسجيل ناخبيها، وهى ولاية فلوريدا، وعلمت الصحيفة أنه يسكن في أكثر من منزل منه المنزل الذي يملكه البرلماني المصري.
وخصص موقع «بريتبارت» الإخبارى الذي يرأسه بانون العديد من التغطيات لرجل الأعمال مصطفى الجندى، واصفة إياه أنه «من كبار رجال الدولة المصرية».
وهو ما أكد عليه موقع «ميديات» الأمريكي موضحا أن «بريبارت» كتبت موضوعات عن الجندي بالغت في وصفه حيث وصفته بـ«رجل دولة من طراز رفيع» و«المعارض البارز» كما وصفته بأنه لعب دورا محوريا في الديمقراطية المصرية .
اتهامات لم ينكرها
لم ينف رجل الأعمال السياسى ما توارد في وسائل الإعلام العالمية، إذ قال “بالفعل أمتلك المنزل المشار إليه، وهو يقع بجوار مبنى المحكمة العليا، وكان مخصصًا كمقر لشركاتي السياحية، المنتشرة حول العالم، وكانت تستخدم للتسويق وجذب السائحين بدلا من الاستعانة بالوسطاء والوكلاء السياحيين، الذين يطلبون عمولات ضخمة؛ لذا فضل شراء مقارلشركاته في الدول الكبرى، التي يفضل مواطنوها الذهاب إلى مصر؛ للتعاقد مع السائحين مباشرة دون وسيط، وتوفير كل ما يحتاجونه من أجل قضاء إجازة سياحية في مصر.
وأوضح أنه عقب ثورة 25 يناير توقف النشاط السياحي، وأصيب بالركود القاتل؛ لذا اضطر في عام 2012 لتأجير بعض المقار التابعة له في الخارج، ومنها مقر واشنطن؛ كي يحصل على أموال تساعده في تغطية رواتب موظفيه وتعويضه ولو قليلا عن توقف الحركة السياحية، منوهًا أنه أجر المقر لشركة تسويق يمتلكها ستيف بانون، وهو صديق له منذ سنوات.
وأكد أنه فوجئ منذ أيام قليلة بأن الشركة التي يمتلكها بانون، والتي تستأجر مقره، تولت الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وخصصت المنزل كمقر للحملة، مضيفا أنه ليس من حقه الاعتراض وفقا لعقد الإيجار المبرم بين الطرفين.
ونوه بأنه ليس له علاقة بنشاط شركة “بانون”، وأن كل ما يربطه به هو علاقة إيجارية وصداقة وطيدة لسابق التعاون معه في مجال التسويق العقاري.
