يعلن البرلمان الأوروبي الخميس، الفائز بجائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها كل سنة، من لائحة تضم عددا من المرشحين بينهم الصحافي التركي جان دوندار والزعيم التاريخي لتتار القرم مصطفى جميليف وايزيديتان نجتا من تنظيم داعش.
وسيعلن رئيس البرلمان مارتن شولتز اسم الفائز بالجائزة ظهر الخميس في جلسة عامة في ستراسبورغ، بعد اجتماع أخير مع قادة المجموعات السياسية.
والجائزة التي يمنحها النواب الأوروبيون كل سنة تحمل اسم المنشق السوفياتي اندريه ساخاروف الذي توفي في 1989، وتكافئ شخصيات عملت في الدفاع عن حقوق الإنسان.
ومنحت الجائزة العام الماضي إلى المدون السعودي رائف بدوي المسجون في المملكة منذ 2012 بتهمة اهانة الدين الإسلامي، وفي 2014 فاز بالجائزة الطبيب الكونجولي دينيس موكويجي الذي كرم لعمله من أجل النساء ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونجو الديموقراطية.
وهذه السنة اقترحت أكبر كتلة سياسية في البرلمان الأوروبي «الحزب الشعبي الأوروبي» بدعم من كتلة المحافظين البريطانيين «المحافظون والاصلاحيون الأوروبيون» اسم مصطفى جميليف الرئيس السابق لمجلس تتار القرم.
وجميليف كرس حياته للدفاع عن حقوق التتار في العيش على أرضهم الأصلية القرم، في معركة يخوضها من كييف حيث يعيش منذ ضم روسيا لشبه الجزيرة في 2014، وهو ممنوع من دخولها لخمس سنوات.
عبودية جنسية
أما نادية مراد باسي طه ولمياء عجي بشار فقد اصبحتا مثالين للدفاع عن الأيزيديين واقترح اسميهما الأشتراكيون الذين يشكلون ثاني أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي وكتلة الليبراليين تحالف الليبراليين والديموقراطيين لمجموعة أوروبا.
والسيدتان نجحتا في الفرار من تنظيم داعش بعدما خطفهما وحولهما إلى سبايا على غرار آلاف النساء الأخريات.
وعينت نادية مراد باسي طه منتصف أيلول/سبتمبر سفيرة للأمم المتحدة من أجل الدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، وهي تنشط من أجل تصنيف عمليات الاضطهاد التي تعرض لها الأيزيديون إبادة.
ويقول خبراء الامم المتحدة، إن تنظيم داعش يحتجز نحو 3200 ايزيدي معظمهم في سوريا.
رسالة إلى انقرة؟
اقترحت ثلاث كتل أوروبية هي دعاة حماية البيئة «الخضر» و«اليسار الأوروبي الموحد» «راديكالي» وأوروبا الحرية والديموقراطية المباشرة، منح الجائزة للصحافي التركي جان دوندار الذي كان رئيس تحرير صحيفة جمهورييت المعارضة، ويلقى ترشيحه دعم بعض أعضاء كتلة الاشتراكيين أيضا.
وقالت نائبة أوروبية اشتراكية إنه، بعد فخ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، الذي يجعل الاتحاد مرتبطا بتركيا لوقف تدفق المهاجرين، يشكل اختيار هذا الصحافي الذي صدر عليه حكم بالسجن في تركيا ويقيم في ألمانيا مؤشرا إلى أننا لسنا سذجا بشأن ما يحدث في البلاد.
ودوندار متهم بكشف أسرار دولة وحكم عليه في أيار/مايو الماضي بالسجن خمس سنوات وعشرة أشهر، وهو مهدد بحكم آخر للاشتباه بصلاته مع الداعية فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في منتصف تموز/يوليو في تركيا.
ودعا دوندار الأربعاء في ستراسبورغ الأوروبيين إلى التحرك للافراج عن الصحافيين المعتقلين في بلاده التي أصبحت أكبر سجن للصحافيين في العالم، حسب قوله.
وبعد الاعلان عن الفائز الخميس، ستسلم جائزة ساخاروف التي تبلغ خمسين ألف يورو في مراسم مقررة في 12 كانون الأول/ديسمبر في ستراسبورغ.