البرلمان الأوروبي يلوح بوقف إجراءات انضمام تركيا للاتحاد
تواصلت ردورد الأفعال الدولية ضد ماقامت به السلطات التركية لحملة الاعتقالات بحق 9 من نواب الحزب بالربلمان التركي المنتخب، وعلى رأسهم رئيس حزب الشعوب الكردي صلاح الدين دميرتاش ونابه في البرلمان «فيجن يوكسكداج»، والتي دعت مقررة البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا كايتي بيري الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لمفاوضات عضوية الاتحاد القائمة مع أنقرة.
ويأتي ذلك في الوقت التي شهدت في مدينة ديار بكر التي يتركز فيها الأكراد في تركيا المظاهرات ضد قرار السلطات باعتقال 9 نواب من نواب حزب الشعوب، الذي انخرط في العملية السياسية في تركيا، وأدان محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.
وعلقت المتحدثة باسم اللجنة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رافينا شامداساني على الأحداث التي تشهدها تركيا عقب الخامس عشر من يوليو/تموز بقولها إن تركيا تجاوزت «الحد المقبول»، مذكرة باعتقال نواب حزب الشعوب الديمقراطي.
وأعلن مكتب حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة أن تركيا تجاوزت «الحد المقبول»، وذلك باعقالها وفصلها أكثر من 110 آلاف شخص منذ محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/تموز الماضي واعتقالها نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أول أمس.
وأضافت شامداساني خلال مؤتمر صحفي عُقد بمدينة جنييف أن تركيا علقت العمل ببعض مواد الاتفاقية الدولية على خلفية إعلان حالة الطوارئ عقب المحاولة الانقلابية، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يشعر بالقلق من احتمالية أن يكون المسؤولون الأتراك قد تجاوزوا الحد المقبول بالخطوات التي اتخذوها خلال تلك الفترة.
موقف حازم من البرلمان الأوروبي
ودعت مقررة البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا كايتي بيري الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لمفاوضات عضوية الاتحاد القائمة مع أنقرة.
وأفادت بيري في بيانها أنّ الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق الشديد تجاه اعتقال نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بتهمة دعم الاعمال الإرهابية، واصفة رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرتاش وفيجن يوكسكداغ الذين تم اعتقالهما «بالقادة المنتخبين بالطرق الديمقراطية ومخاطبونا الذين نثق فيهم ونقدرهم».
كما أكد البيان أنّ التطورات تلقي بالديمقراطية البرلمانية في تركيا إلى التهلكة وتزيد الوضع المتوتر في جنوب شرقي البلاد سوء.
وأشار البيان إلى أنه يمكن حل هذه المشكلة بالطرق الديمقراطية قائلاً: “«الاتحاد الأوروبي يرى أن فعاليات العمال الكردستاني الذي تصنفه السلطات التركية تنظيما إرهابيا فعاليات مشروعة، لكنه يؤمن في الوقت نفسه أنه يجب ألا تدمر هذه الفعاليات المبادئ الأساسية للديمقراطية، لذا ننتظر من تركيا أن تحترم الديمقراطية البرلمانية وحقوق الانسان ومبدأ سيادة القانون.
وأضافة أنه سيتم «إبلاغ تركيا مباشرة بهذه التوقعات ومتابعة الوضع عن كثب مع المجلس الأوروبي بالتنسيق مع الدول الأعضاء».
ومن جانبه صرح رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن السلطات التركية باعتقالها نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي يمثل ناخبيه، ليست فقط تبعد تركيا عن الديمقراطية بل في الوقت نفسه تدير ظهرها لكافة المبادئ والقيم والقواعد التي تشكل أساس العلاقات الأوروبية التركية.
وانتقد صحيفة «بيلد» الألمانية اليوم السبت، قرار اعتقال رؤساء ونواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وصفت الصحيفة بيلد، في افتتاحيتها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ«الديكتاتور».
وخصصت الصحيفة في عددها الصادر اليوم مساحة كبيرة للأحداث الجارية في تركيا، ففي خبرها بعنوان «الديكتاتور أردوغان» تساءلت الصحيفة إلى أين ستؤول هذه الأحداث في النهاية؟.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات التركية اعتقلت 36 ألف مشتبه بهم منذ انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي إلى أن امتلأت السجون بأكملها، مؤكدة أن السلطات التركية اعتقلت الجميع بما فيهم معارضي الانقلاب.
انقلاب مدني
وإلى ذلك، وصف رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردي المعتقل صلاح الدين دميرتاش عبر رسالة بعثها عبر محاميه الحملة الأمنية التي شنتها قوات الأمن التركية صباح الأمس ضد عدد من نواب الحزب، “بمرحلة أخرى للانقلاب المدني».
وأكد دميرتاش في رسالة كتبها بخط اليد ونشرتها صحيفة «الزمان» التركية، أنه سيواصل هو ورفاقه التصدي للانقلاب المدني في أي مكان وأي مرحلة، كما أضاف دميرتاش أنهم سيواصلون المعركة السياسية من أجل الديمقراطية قائلا: «سنواصل المسير في دعوتنا من أجل السلام، وأقدم خالص محبتي وتحياتي لكافة الأصدقاء، نحن نواجه مرحلة أخرى للانقلاب المدني المتواصل بقيادة الحكومة والقصر الرئاسي؛ لهذا سنواصل أنا ورفاقي التصدي لهذا الانقلاب الغادر في كل مكان وكل مرحلة».
وأعرب دميرتاش في رسالته «أننا سنظل متمكسين بمعركة الديمقراطية والسلام والحرية التي ضحى شعبنا من أجلها، هذه الأيام الجائرة سنتهتي عاجلا أم أجلا في ظل مقاومتنا، ومن يعتقدون أنهم بإمكانهم كسر عزيمتنا هم فقط يؤكدون بهذه المؤامرات الرخيصة بؤسهم وضعفهم، أيا كانت الظروف سنواصل معركتنا من أجل الديمقراطية والحرية والسلام. سنواصل تجديد دعوتنا للسلام وأقدم خالص محبتي وتحياتي لكافة الأصدقاء».
