البشير: نعمل على رفع الرواتب وزيادة دعم الفئات الأكثر فقرا
قال الرئيس السوداني، عمر البشير، الإثنين، إن الحوار الجاد هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة الحالية.
وأضاف البشير، في كلمة بمناسبة ذكرى الاستقلال، إنه يعمل على رفع الرواتب، وزيادة الدعم للفئات الأكثر فقرا.
وناشد البشير القوى السياسية والحزبية بالمساهمة الراشدة في التعاطي مع قضايا السودان، لافتا إلى أن النظام وضع ميزانية العام المقبل برؤية جديدة لتجاوز الأزمات الراهنة وتخفيف معاناة المواطنين.
وأشار البشير إلى اقتراب تجاوز المرحلة الصعبة والانتقال إلى الإصلاحات، قائلا “نتطلع إلى مضاعفة الجهود للبناء الاقتصادي، لدينا شراكات دولية وعربية متعددة لتقديم الدعم”.
وشدد البشير، “نسعى لتعزيز وتوسيع المشاركة السياسية دون إقصاء أحد، وندعو السودانيين للتوحد ونبذ العنف دعما للنسيج الاجتماعي”، مؤكدا التزامه “بإجراء انتخابات 2020 في أجواء حرة ونزيهة”.
وتأتي كلمة البشير في وقت تشهد فيه البلاد سلسلة من الاحتجاجات المستمرة منذ نحو أسبوعين، خرج فيها الآلاف إلى الشوارع في الخرطوم ومدن أخرى.
واستخدمت الشرطة السودانية، الإثنين، قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين بعد وقت قصير من بدء مسيرة نحو قصر الرئاسة في الخرطوم، لمطالبة الرئيس عمر البشير بالتنحي، وفقا لنشطاء ومقاطع مصورة تم تداولها على الإنترنت.
وقال بعض النشطاء، إن الشرطة استخدمت الذخيرة الحية، وأظهرت المقاطع المصورة المنشورة على الإنترنت برك دماء خارج مطعم صغير في مركز المدينة، وأظهرت مقاطع أخرى المحتجين وهم يحملون رجلا كان رأسه وقميصه ملطخين بالدم، وركض عشرات المتظاهرين هاربين وسط تعالي الصرخات وأصوات إطلاق النار.
وصرح نشطاء أن عشرات المحتجين اعتقلوا، كما يعاني أربعة منهم على الأقل من إصابات برصاص.
وتجمع محتجون في عدة مواقع بالخرطوم وضواحيها، لكنهم تفرقوا عندما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، ثم عادوا للتجمع من جديد.
ونشر المئات من أفراد الأمن في الخرطوم قبل الاحتجاجات، فيما شكل بعضهم حلقة أمنية حول قصر الرئاسة. وشوهد قناصة بالزي المدني فوق أسطح المباني في وسط الخرطوم.
قبل اندلاع الاشتباكات، غنى متظاهرون في وسط الخرطوم النشيد الوطني وهتفوا “سلمية” ورددوا هتافات قالوا فيها إنهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل السودان.
تعهد البشير، الذي تولى السلطة منذ عام 1989، في اجتماع مع قادة الشرطة أمس الأحد بأن حكومته لن تتسامح مع أي محاولة لتقويض استقرار وأمن السودان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية.
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية، إن لديها “تقارير موثوق بها” مفادها أن 37 متظاهرا قتلوا خلال الأيام الخمسة الأولى من الاحتجاجات التي بدأت يوم 19 ديسمبر/كانون الأول، واعترفت الحكومة بمقتل 19 شخصا فقط.
وعانى الاقتصاد السوداني طوال معظم سنوات حكم عمر البشير، الذي فشل أيضا في توحيد أو الحفاظ على السلام في الدولة المتنوعة دينيا وعرقيا، حيث خسر ثلاثة أرباع الثروة النفطية للبلاد عندما انفصل الجنوب الذي يشكله المسيحيون والوثنيون بشكل أساسي في 2011 عقب استفتاء صوت فيه الجنوبيون بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال.
وقبل عام وجهت المحكمة الجنائية الدولية إلى البشير تهمة الإبادة الجماعية في دارفور غربي البلاد.
