البشير يعيد ترتيب الصفوف العسكرية.. ودعوات جديدة للتظاهر
ما زالت الأحداث تتطور بوتيرة سريعة في السودان، وإن خفت حدة الاحتجاجات بعض الشيء.
الرئيس السوداني، عمر البشير، أجرى تعديلات في صفوف كبار القادة العسكريين، الثلاثاء، بعد يوم من الإعلان عن سلطات واسعة جديدة للشرطة، بهدف التصدي للاحتجاجات المتواصلة منذ أشهر ضد الحكومة، والتي تمثل أطول فترة معارضة لحكمه القائم منذ 30 عاما.
وتبادل عدة أعضاء بالمجلس العسكري، المؤلف من 8 أعضاء، بالسودان مناصبهم، وجرى تعيين الفريق أول عصام الدين مبارك، النائب السابق لرئيس المجلس، وزيرا للدولة بوزارة الدفاع، وهو منصب جديد.
ووصف المتحدث باسم الجيش، التعديلات بأنها إجراءات عادية وروتينية تتم من حين لآخر.
وكان البشير أعلن حالة الطوارئ في أرجاء البلاد يوم الجمعة، وأصدر أمس الإثنين مراسيم تحظر التجمعات العامة دون إذن وتعطى سلطات واسعة جديدة للشرطة.
وتتيح أوامر الطوارئ للشرطة تفتيش أي مبنى، وفرض قيود على حركة الأشخاص ووسائل المواصلات العامة واعتقال من يشتبه باشتراكهم في جريمة تتصل بحالة الطوارئ، والتحفظ على الأموال والممتلكات خلال فترة التحقيق.
وقال النائب العام السوداني، الثلاثاء، إنه سيتم تشكيل نيابات طوارئ استثنائية في أنحاء السودان، للتحقيق في أي جرائم ترتكب بموجب الأوامر الجديدة.
وأقال البشير يوم الجمعة حكام الولايات وعين بدلا منهم مسؤولين من الجيش والأجهزة الأمنية.
وينظم المحتجون مظاهرات شبه يومية منذ ديسمبر/ كانون الأول، للمطالبة بسقوط البشير، الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 1989.
واندلعت الاحتجاجات في بادئ الأمر بسبب ارتفاع أسعار الخبز، لكنها تحولت إلى حملة مستمرة ضد البشير وحكومته.
ورغم إجراءات البشير للسيطرة أو الحد من المظاهرات، دعت المعارضة السودانية للتظاهر في كل أحياء الخرطوم والانطلاق باتجاه القصر الجمهوري، فيما سمي بموكب 28 فبراير/ شباط.
قال مراسل الغد في الخرطوم، محيي الدين جبريل، إنه منذ إعلان البشير إجراءات الطوارئ لم تقع احتجاجات عنيفة، إلا في بعض التجمعات الصغيرة، التي قامت بإشعال النار في الإطارات.
وأضاف مراسلنا، أن بعض الناشطين تحدوا أمر الطوارئ ونشروا تغريدات تنتقد مسؤولين بارزين، وأضاف “لم يتسبب هذا الموقف في تحريك أي دعاوي ضد الناشطين”.
وأمس الإثنين، أصدر البشير أوامر بتنظيم التعامل بالنقد الأجنبي، وتحديد ضوابط لخروج النقد أو الذهب عبر الموانئ والمعابر، وحظر توزيع وتخزين وبيع ونقل المحروقات والسلع المدعومة خارج القنوات الرسمية.
ومن ناحية أخرى، وجه رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، الثلاثاء، رسائل مكتوبة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيسي مجلس النواب والشيوخ، طالب فيها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
