لعبت البطريركية المارونية في لبنان دورٌا كبيرا على مدى عقود طويلة ولم تقتصر على المواقف الدينية بل تخطتها ليكون دورها تأسيسيا لدولة لبنان عام 1920.
وتمثل مشاركتها في تهيئة الأجواء لتشكيل الحكومة الجديدة تأكيدا على هذا الدور الوطني.
وفي تقرير لمراسلتنا في بيروت قالت “لم تكن البطريركية المارونية في لبنان يوما ، مجرد مرجعية روحية للموارنة، فدورها الوطني تخطى التاريخ والجغرافيا .. ولعل دفعها نحو تأسيس لبنان عام 1920 ونيله الاستقلال عام 1943 المحطة الأكثر أهمية بالنسبة لها واللبنانيين.
من جانبه قال، فارس سعيد، النائب البرلماني السابق، إن الكنيسة المارونية لم تعمل يوما من أجل المسيحيين في لبنان.
وبرز دور البطريركية المارونية في التاريخ اللبناني الحديث وبشكل لافت في عهد البطريرك نصرالله صفير الذي كان له دور كبير بإقرار اتفاق الطائف بعد أن أعطى الشرعية المسيحية له، واليوم يتكرر هذا الدور مع البطريرك بشارة الراعي, ومحاولته إحداث خرق في الجمود الذي يطغى على تشكيل الحكومة.
ولولا ضعف القوى المسيحية والتشرذم الحاصل فيما بينها سياسيا لما خطا البطريرك الراعي خطوته هذه, وبالنسبة للبعض يتقدم دور البطريركية حينما تشعر بالخطر على وجود على لبنان.
وقال سجعان قزي، وهو وزير سابق، إن بطريرك اليوم لا يبحث في الانتصار أو النجاح، يفكر في منطق المساهمة في إنقاذ لبنان.
وينفي العارفون اصطفاف البطريركية الدائم إلى جانب رؤساء الجمهورية الموارنة, ويستشهدون بكثير من المحطات وقفت فيها بوجه رؤساء أمثال كميل شمعون وبشارة الخوري وإلياس الهراوي, ليؤكدوا أن البطريركية بنت مواقفها تبعا لظروف حمت لبنان ووجوده.