قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض، وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتمع اليوم مع العاهل الأردني الملك عبد الله، وبحثا الوضع الإنساني في غزة ومساعي إدارة ترامب لإحلال السلام بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وعقد الاجتماع، الذي شارك فيه أيضا المبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات بعد يوم من لقاء ثنائي بين العاهل الأردني، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تناول دفع مساعي السلام في المنطقة.
وتعكف إدارة ترامب على وضع خطة سلام لكنها لم تكشف عنها بعد.
حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من الأزمة التي تواجه سكان غزة، خصوصًا واللاجئين عمومًا، مؤكدًا أن بلاده تضغط باتجاه استجابة إنسانية أكثر تنسيقًا في غزة.
وأشار ملك الأردن، في كلمة له اليوم الأربعاء، أمام المنتدى العالمي للاجئين بجنيف إلى اضطرار أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، إلى الفرار من منازلهم داخل القطاع وسط قصف إسرائيلي متواصل.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا) قال العاهل الأردني، إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك أكثر من أي وقت مضى، أن الحلول المؤقتة لم تعد ممكنة، بخاصة أن الأزمات العالمية تستوجب التشارك في تحمل المسؤولية على المدى الطويل.
وأضاف: «الأردن سيبقى ملتزمًا بتوفير التعليم للاجئين في المدارس، وتقديم الخدمات الطبية لهم بالمستشفيات». كما تطرق أيضًا إلى أزمة متمثلة في ضرورة توفير التمويل الكافي لنتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية.
وقال إنه في ظل غياب الالتزامات بعيدة المدى في التمويل الدولي المرن، ستتزايد هشاشة الظروف المعيشية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم في الأردن، وستتعاظم المخاطر التي تواجههم.
وأوضح أنه بعد تقليص الدعم المقدم من برنامج الأغذية العالمي هذا العام للاجئين المعرضين للخطر.
وحول الجهود الأردنية لدعم اللاجئين، قال إنه لسنوات عديدة، وفرنا نحن وغيرنا من الدول المستضيفة، الملجأ والتعليم والخدمات الصحية وفرص العمل والموارد لهم، رغم الكلفة الباهظة التي جاءت على حساب تقدمنا الاقتصادي.
وأنهى كلمته بتأكيد أنه التزام طويل المدى نتحمله بالنيابة عن المجتمع الدولي. وبنفس القدر، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يلجأ إلى الحلول قصيرة المدى، وأن يتجاهل هذه الأزمة ليمضي إلى التعامل مع الأزمة التي تليها.
_________________________________
قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إنه لن يكون هناك أي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، مشددا على أن الأردن واثق بنفسه وقوي بوعي شعبه وبقوة جيشه وأجهزته الأمنية.
وجدد العاهل الأردني، خلال لقائه في قصر الحسينية، رؤساء هيئة الأركان المشتركة وعددا من مديري الأجهزة الأمنية المتقاعدين التأكيد على أن قوة الأردن سياسيا واقتصاديا وأمنيا هي قوة للأشقاء الفلسطينيين، مشددا على أن هذا الوطن بُنِي بهمة وعزيمة أبنائه، ومسؤوليتنا جميعا تغليب مصلحته العليا وحمايته.
وأشاد الملك بتماسك الجبهة الداخلية، داعيا إلى عدم الالتفات إلى الأصوات التي تحاول إبعادنا عن خدمة أشقائنا والدفاع عنهم، ومؤكدا وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده على أرضه.
وأعاد الملك عبد الله الثاني التأكيد على موقف الأردن الثابت بضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات بشكل كافٍ ومستدام للأهل في غزة، للتخفيف من الوضع المأساوي بالقطاع.
وشدد ملك الأردن على أهمية تكثيف الجهود العربية وتوحيدها للضغط لوقف إطلاق النار في غزة، والدفع بإيجاد أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ونيل الأشقاء الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة.
وتابع الملك عبد الله الثاني: «الأردن حذّر منذ اليوم الأول من عملية التهجير واعتبرها خطا أحمر، لأن هذا بالنسبة لنا تصفية للقضية الفلسطينية، مشيدا بدور الشقيقة مصر بهذا الخصوص».
وأعاد العاهل الأردني التأكيد على رفضه لأية محاولات للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة.
وأشار إلى أن المساعدات التي تقدمها المملكة إلى الأشقاء الفلسطينيين مستمرة، ومنها الخدمات الطبية من خلال مستشفيين عسكريين في قطاع غزة، وآخر في نابلس، فضلا عن المحطتين الطبيتين في رام الله وجنين.
ونوه الملك بعمليات الإنزال الجوي التي نفذها النشامى من منتسبي الجيش العربي المصطفوي بكل شجاعة، وبما يؤكد وقوف الأردن المتواصل إلى جانب الأهل في غزة، بالرغم من صعوبة الظروف.
____________________
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الثلاثاء، مقالة كتبها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أكد فيها أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أكد الملك أن آلاف الضحايا خلال ما يزيد عن شهر من الحرب على غزة غالبيتهم من المدنيين، وأن الآلاف من الأطفال قتلوا تحت ركام المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة في غزة، متسائلا: «كيف يمكن قبول هذه الأفعال الوحشية والجرائم باسم إنسانيتنا المشتركة؟».
ودعا العاهل الأردني إلى احترام المبادئ الإنسانية «قبل أن يفوت الأوان ونصل إلى نقطة الانهيار الأخلاقي لنا جميعا»، لافتا إلى أن على عاتق القادة حول العالم مسؤولية مواجهة الحقيقة الكاملة لهذه الأزمة مهما بلغت بشاعتها.
وأشار ملك الأردن إلى أن العائلات في غزة التي يتم قصفها وإخراجها من منازلها بلا مكان تحتمي فيه هي ضحايا عقاب جماعي، فلم يعد هناك مكان آمن بعد الآن، لا مستشفى ولا مدرسة ولا مبنى للأمم المتحدة.
وقال العاهل الأردني: «لا شك بأن سكان غزة لن يتركوا منازلهم بسبب منشور أو رسالة نصية تأمرهم بذلك، فهم يعلمون أن المغادرة تعني فقدان الأمل والكرامة وفرصة العودة إلى أرضهم، فقد شهدوا حصول ذلك مع العديد من الفلسطينيين من قبلهم وأسلافهم طوال العقود السبعة الماضية من هذا الصراع».
وأضاف أن القيادة الإسرائيلية التي لا ترغب في سلوك طريق السلام على أساس حل الدولتين لن تكون قادرة على توفير الأمن الذي يحتاجه شعبها.
وأكد العاهل الأردني أنه لا يمكن للإسرائيليين الاعتقاد بأن الحلول الأمنية وحدها ستضمن سلامتهم واستمرارهم في حياتهم كالمعتاد، بينما يعيش الفلسطينيون في البؤس والظلم.
وتابع ملك الأردن، أنه «مع غياب أفق سياسي، لن يكون هناك مستقبل من السلام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء»، لافتا إلى أن مسؤوليتنا في الوقت الحالي لا تنحصر فقط بفرض التدخل الإنساني وإنهاء الحرب المروعة، بل بالاعتراف أيضا بأن المسار الحالي هو ليس مسارا ينتصر فيه أي طرف.
وحذر الملك عبد الله الثاني من بقاء الوضع كما هو عليه خلال الأيام المقبلة، فإن من شأن ذلك أن يدفع بحرب مستمرة من السرديات المتناقضة حول من يحق له أن يكره أكثر ويقتل أكثر، وسيزداد التطرف والانتقام والاضطهاد، ليس في المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم.
وأكد العاهل الأردني أن الأولوية هي بذل جهد دولي متضافر لتطوير بنية إقليمية للسلام والأمن والازدهار، مبنية على السلام الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وتساءل الملك إن كانت هناك بدائل واقعية لحل الدولتين، قائلا إن «من الصعب أن نتصور أيا منها، فإن حل الدولة الواحدة من شأنه أن يجبر هوية إسرائيل على استيعاب الهويات الوطنية المتنافسة، وحل اللادولة من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم».
واختتم الملك عبد الله الثاني بالقول إن «على القادة الذين يتمتعون بحس من المسؤولية العمل لتحقيق النتائج بدءا من الآن، ولن يكون هذا العمل سهلا، لكنه ضروري، فليس هناك نصر في المذبحة التي نشهدها، ولن ينتصر أحد إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم ودولتهم، وهذا فقط سيكون بمثابة نصر حقيقي للسلام، للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وسيكون أيضا، أكثر من أي شيء آخر، انتصارا لإنسانيتنا المشتركة».
ولليوم الـ39 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.
وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى أكثر من 11500 شهيد، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى 29 ألف جريح.
____________________
