«التبريد والاستيعاب».. تفاهمات لبنانية لحل الأزمة مع دول الخليج
كشفت الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، عن تحركات واتصالات بين القوى اللبنانية، في إطار مناقشة مقترحات تدور حول الـ «تبريد مع دول الخليج..واستقالة قرداحي طوعا»..ويرى المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، أنه رغم تعدد الأزمات التي تحيط بالدولة والمجتمع، إلا أن الأزمة مع دول الخليج أصبحت تخيم على المشهد اللبناني، وهي الصوت الأعلى في لبنان حاليا، تحسبا لتداعيات الأزمة على الوضع العام في لبنان وخاصة الوضع الاقتصادي المتأزم.. وقال للغد: إن أزمة العلاقات مع المملكة العربية السعودية خاصة، ودول الخليج على وجه عام، تهدد بكل الاحتمالات إذا لم يتم احتواء الأزمة وتنقية المناخ مع الدول العربية.
«التبريد والاستيعاب»
وكشفت مصادر سياسية لصحيفة اللواء اللبنانية، أن التفاهم على انتهاج أسلوب «التبريد والاستيعاب»، تم الاتفاق عليه في اللقاء الذي جمع بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الأول، باعتباره الأسلوب الأنسب والمفيد، باتجاه حل الأزمة، واعادة تأهيل العلاقات المهتزة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي،، بدلا من سياسة التصعيد التي توصد كل الأبواب وتضر الجميع من دون استثناء.
المخرج المرتقب للأزمة
واعتبرت المصادر أن سلوك هذا المنحى الاستيعابي، بالتفاهم بين جميع الأطراف، يرتكز أولا، على تجنب الإصرار على إقالة وزير الإعلام، جورج قرداحي، كما دعا البعض، على أن يتبع ذلك استقالة طوعية لقرداحي، لإزالة فتيل تفجير الأزمة مع دول الخليج واستنادا إلى هذه المصادر، يبدو أن هذا المخرج لحل الأزمة، لا يلقى رفضا من قبل الأطراف الداعمة لقرداحي، لا سيما حزب الله وتيار المردة تحديدا، اللذين رفضا إقالته، إلا أنهما أبلغا رئيس الحكومة، عبر الحاج حسين خليل ـ المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله ـ ووسطاء، أنهما لن يطلبا من وزير الإعلام الاستقالة، ولا البقاء في الوزارة، وهو حر بالخيار الذي يعتمده بالنهاية، بقاء أو استقالة.
- الأمر الذي اعتبرته المصادر بمثابة المخرج المرتقب للأزمة، برغم الصعاب والتدخلات التي قد تعيق وتعطل تنفيذه، لغايات وحسابات سياسية واقليمية..ولذلك، توقعت المصادر أن يستغرق تنفيذ هذا الحل بعض الوقت.
خطوات مدروسة لا تعمق الأزمة ولا تطيلها
بينما يؤكد مراقبون «مستقلون» في بيروت، أن المسألة ليست بهذه السهولة على الإطلاق ولذلك لا بد من أن تكون الخطوات مدروسة ولا تعمق الأزمة ولا تطيلها، وأن الحكومة اللبنانية في وضع لا تحسد عليه، على أن أي خيار تلجأ إليه سيكون «مرا»، ولذلك من الضروري إفساح المجال أمام تحركات داخلية وخارجية لبلورة حل بشأن الأزمة مع دول الخليج يتيح على الأقل عودة التمثيل الدبلوماسي.
مناخ التفجير يتربص باجتماع الحكومة
ومن جهة أخرى.. كان التركيز خلال لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع الرئيس ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على ضرورة، تسريع الخطى، لمعاودة عقد جلسات مجلس الوزراء المعلقة، بأسرع وقت ممكن، لإظهار مدى جدية الحكومة الالتزام بتنفيذ تعهدات امام المجتمع الدولي، ولعدم إضاعة مزيد من الوقت سدى.
بينما حذرت مصادر أنه في حال نجحت الاتصالات لتأمين جلسة الحكومة فإن مناخ التفجير قد يكون طاغيا ولذلك فإنه من الأفضل تأمين أجواء توافقية قبيل أي جلسة حكومية.
- وهكذا راوحت الأزمات القائمة على أكثر من صعيد مكانها، فلا حلول لعودة جلسات مجلس الوزراء ولا مقاربات حقيقية عملية لمعالجة الأزمة مع المملكة العربية السعودية، برغم نداءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعض المسؤولين الآخرين لوزير الاعلام جورج قرداحي «لتحكيم ضميره والنظر الى مصلحة لبنان».
فيما تتوجه الأنظار الى ما سيعلنه الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله ، في هذه القضايا، حيث يتحدث في «يوم شهيد حزب الله»، الخميس المقبل في الثالثة عصراً.