التجمع الديمقراطي الفلسطيني يوجه مذكرة إلى هنية حول أحداث غزة
وجه التجمع الديمقراطي الفلسطيني، مساء الأربعاء، مذكرة عاجلة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على ضوء أحداث قطاع غزة الأخيرة.
وقال التجمع في المذكرة “إن القضية الوطنية لشعبنا تمر بمنعطف خطير من خلال محاولة تصفيتها عبر ما يسمي صفقة العصر التي تهدف إلى شطب حقوقنا الثابتة والمشروعة، وفي مقدمتها القدس واللاجئين والعمل على تشريع الاستيطان”.
وأشارت المذكرة إلى استغلال حكومة الاحتلال العداء الأمريكي الواضح للشعب الفلسطيني من خلال زيادة وتيرة الاستيطان والاعتداء على القدس والعمل المتسارع في اتجاه تهويدها وسن القوانين العنصرية واستهداف الأسرى في السجون عبر هجمة شرسة في حقهم.
وأضافت المذكرة أن التحديات الخطرة الجارية تتطلب وحدة الموقف وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية. وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب صون الحريات العامة، وعدم المس بحقوق الناس، وعدم الاعتداء عليهم، بل على العكس من ذلك حمايتهم وتقويتهم وتوفير مقومات الصمود والعيش الكريم لهم.
وتابع التجمع الديمقراطي الفلسطيني ” ما حدث خلال الأيام الماضية، ولا يزال مستمرا عبر قيام الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بالاعتداء على المشاركين في الحراك الشبابي الذي يطالب بوقف غلاء الأسعار وجباية الضرائب، وتوفير مقومات العيش الكريم، لا يساهم في خدمة الاهداف الرامية الى تعزيز الصمود، بل يساهم في تعريض السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي إلى التهتك والتفسخ، بخاصة في ظل اتساع مدى الاعتداءات التي طاولت عائلات بأكملها ونشطاء حقوق إنسان وصحفيين”.
وأردف “ومن المهم أن نذّكر الجميع بأن هذه الجماهير هي التي احتضنت المقاومة خلال ثلاثة حروب وعمليات عسكرية عدوانية واسعة وتحملت وصمدت ودفعت الثمن غاليا في مسيرات العودة وكسر الحصار، الأمر الذي يتطلب احترامها وصون كرامتها، كما ان الاعتداءات تبدد من آمال تحقيق المصالحة من خلال الاعتداء الوحشي الذي تعرض له الاخ عاطف ابوسيف الناطق الرسمي لحركة فتح في القطاع”.
ودعا حركة حماس إلى مغادرة العقلية الأمنية في التعامل مع الحراك الشبابي والتعامل مع الأزمة بالأدوات السياسية والاقتصادية وذلك لمعالجة أسباب الغلاء وتدهور الأوضاع الاقتصادية ، و التراجع عن الآليات والأدوات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، بما يتضمن الإعتذار عن الممارسات القمعية ومحاسبة مرتكبيها.
وطالب التجمع الديمقراطي بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ووقف الاعتقالات والاستدعاءات والملاحقات الجديدة ، والافراج عن كل الصحفيين والإعلاميين المعتقلين، ووقف ملاحقتهم واستدعائهم وتهديدهم، والسماح لهم بالعمل بحرية من دون اي قيود او مضايقات.
ودعا حركة حماس إلى الاستجابة لمطالب الحراك الشبابي العادلة سواء ذات العلاقة بالأبعاد الاقتصادية، وكذلك الأبعاد الحقوقية وتحديدا الحق في الرأي والتعبير والتجمع السلمي، والعمل الجاد على تنفيذ اتفاقات المصالحة، بما يشمل التحضير للانتخابات العامة من أجل إعادة بناء النظام السياسي على قاعدة تشاركية وديمقراطية.
ودعا التجمع مصر إلى استئناف جهودها في حوارات المصالحة من حيث انتهت، ودعوة الفصائل الفلسطينية لإنجاز هذه المهمة وإنهاء الانقسام على وجه السرعة، كي يتسنى للكل الفلسطيني مقاومة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمها صفقة القرن.
وقال التجمع “إن ما ورد في بيان حركة حماس الاخير غير كافٍ وينتظر شعبنا وأهلنا في قطاع غزة خطوات حقيقية وجادة لمراجعة السياسات الضريبية والرسوم وخفض الاسعار، والاستماع الى هموم الشباب ومعاناتهم، وتلبية مطالبهم وتحسين ظروفهم المعيشية، و انه لا بديل عن الوحدة في مواجهة التحديات الخطرة المحدقة بقضية شعبنا ولا بديل عن الديمقراطية أسلوبا ووسيلة وحيدة لحل الخلافات الداخلية بعيدا عن لغة العنف والإقصاء”.