التحالفات والتوازنات.. سر سياسة الهند مع الأصدقاء والأعداء

قبل أسبوعين استعرضت الهند قوتها العسكرية في الذكرى 72 ليوم الجمهورية، ما عكس جاهزيتها لأي تهديد، وما وصلت إليه تحت قيادة رئيس وزرائها، ناريندرا مودي.

وعمل مودي، منذ الوصول إلى السلطة في 2014، على إعادة صياغة الدبلوماسية الهندية، من خلال مشاركاته في  قمم ثنائية ومتعددة الأطراف، كما قام رئيس الوزراء بإعادة التوازن للسياسة الخارجية للهند، في ظل متغيرين أساسيين، الأول هو تعديل واشنطن لأولوياتها في العالم، والثاني هو الصعود الصيني.

 

 

هذا التوجه يفسر تنويع نيودلهي لشركائها بهدف التفرغ لمواجهة الصين عسكريا أو اقتصاديا، وليس مواجهة الخصم التاريخي باكستان. فالخلافات كثيرة بين الهند والصين، اللتين تتشاركان أكثر من 3400 كيلومتر من الحدود.

وكانت المواجهات العسكرية بينهما العام الماضي في جبال الهيمالايا دليلا على نار لم تخمد  تحت الرماد.

ومن هنا، يمكن فهم أهمية علاقة نيودلهي وموسكو، وهو ما تجسد في  قمة مودي وبوتين في ديسمبر 2021، والتي سبقتها لأول مرة محادثات لوزراء خارجية ودفاع البلدين.

كذلك نفهم من ذلك الواقع ، التقارب “الهندي الأمريكي”، لا سيما بعد محاولة إحياء تحالف “كواد” ، والذي تعتبره بكين تهديدا موجها لها.

ويرفع صانع القرار الهندي شعار تنويع الخيارات والتحالفات وفق مصالحه، لكن ذلك ربما أكسبه أصدقاء و خلق له أعداء.

 

 

في هذا السياق، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الهندية، السفير أنيل تريجونايت، إن الهند منذ استقلالها بدأت تعزز علاقاتها مع العديد من القادة في مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن الهند تتطلع اليوم إلى علاقات مع العديد من التحالفات والدول وأن تعزز من التعددية في مختلف أنحاء العالم.

وأضاف تريجونايت أن الهند تعد من أكبر الأسواق العسكرية مع صديقتها روسيا، وحدثت اختبارات عدة للعلاقات القوية بين البلدين، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يدعم ويعزز تلك العلاقات ويضيف قوة للبلدين.

وأشار إلى أن هناك اضطرابات وتوترات عالمية، وقوى تسعى لإعادة تعريف الأوضاع الدولية، وأن الهند تملك علاقات جدية مع الولايات المتحدة والصين كذلك. وقال الدبلوماسي الهندي “لولا وجود نزاع حدودي مع الصين لكانت الأمور ستكون أفضل بين دلهي وبكين”.

واستطرد “السياسية الخارجية الهندية لا تعتبر أي طرف عدوا، ونعتبر العالم كأسرة واحدة، ونعمل على خدمة المصالح الوطنية ونحميها، ونعمل على تطوير التحالفات”.

وأشار إلى أن تحالف “كواد” هو تحالف اقتصادي وليس عسكري ولا يستهدف الصين.

 

روسيا والتسليح

ومن موسكو، أوضح العضو السابق  بمجلس الدوما ومدير معهد الدراسات السياسية الروسية، سيرجي ماركوف، أن العلاقات بين روسيا والهند جيدة جدا منذ القدم، حتى قبل أن تظهر الهند كدولة حديثة مستقلة، وعندما كانت الهند تكافح من أجل الاستقلال دعم الاتحاد السوفيتي هذا الكفاح الهندي للحصول على الاستقلال.

وتابع، ماركوف موضحا أن الهند منذ البداية كانت صديقا مقربا للاتحاد السوفيتي ومن ثم روسيا، وكانت هناك فترة بها العديد من الصعوبات للوصول للاستقلال، وخلال تلك الفترة دعمت موسكو الهند في بناء مصانع كبرى ومشاريع عديدة.

وأضاف أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حدثت فجوة في العلاقات، ولكن روسيا تحت قيادة الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، استعادت قدرتها على تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع العديد من الدول، ومن بينها الهند.

ولفت إلى أن هناك منافسات تتعلق بأسواق السلاح العسكرية في الهند، وروسيا تشارك في تلك المنافسة، ولكن هناك خصائص للسلاح الروسي، إذ تقدم موسكو الأسلحة بنفس الجودة والنوعية بأسعار أقل من الولايات المتحدة.

وأكد ماركوف أن الولايات المتحدة استخدمت عقود التسليح في ملفات سياسية، كما حدث مع تركيا بشأن نظام التسليح الصاروخي ورفضها أن تتسلح من روسيا، وهو النهج الذي لا تقوم به موسكو، حيث لا تتبع أسلوب التأثير سياسيا على الدول لشراء السلاح.

وأشار إلى أن روسيا لديها ميزة نوعية في المنافسة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتسليح في السوق الهندي.

 

 

 

 

الصين والتوترات الحدودية

من جانب آخر، قال كبير المحاضرين في العلاقات الدولية الآسيوية في جامعة ليفربول جون موريس، الدكتور دشين ليو، إن العلاقات بين الهند والصين كانت مستقرة على مدار عقدين، ورغم ذلك كانت هناك مشاكل على الحدود في المناطق العسكرية نتيجة للتوترات مع الاتحاد السوفيتي، إلا أن العلاقات بين البلدين استراتيجية.

وتابع ليو أن الصين تنمو وتحقق تقدما كقوة عالمية والهند تسعى لأن تحظى بنفس الوضعية، مضيفا أن من بين القضايا الهامة هو النزاع على الحدود بين البلدين، حيث توترت الأوضاع مرة أخرى لأسباب سياسية.

ولفت إلى أن التقارب بين روسيا والهند لا يُعد تهديداً للصين، لأن العلاقات قائمة على تفاهم مشترك للقضايا العالمية، مضيفا أن روسيا والصين ينظران لبعضهما على أنهما يمثلان تحالفا ضد الولايات المتحدة، وأن الصين والهند لديهما مصالح إقليمية وحدود مشتركة.

 

 

أسواق آسيا الوسطى

وأوضح الخبير في الشئون الآسيوية، الدكتور وائل عواد، أن الهند تعتبر نفسها دولة حضارية، وتتشارك مع آسيا الوسطى في الكثير من العادات والتقاليد، إلا أن التوترات مع جارتها باكستان والقلاقل في أفغانستان، عرقلت عملية دخول البضائع الهندية إلى هذه الأسواق، باعتبار أن المنفذين الرئيسيين للهند هما باكستان وأفغانستان.

وتابع أنه في الآونة الأخيرة شعرت الهند، خاصة بعد أن بدأت تتحدث عن أمن الطاقة، بضرورة مد أنابيب النفط والغاز من تلك المناطق، كما تريد أن تدخل بضائعها للأسواق في آسيا الوسطى، لذا بدأت تنشئ ميناء تشابهار في إيران للابتعاد عن باكستان.

ولفت عواد إلى أن الهند دخلت متأخرة إلى تلك المنطقة، ولكن الصين سبقتها بأشواط عديدة ولديها نفوذ أكبر.

وأضاف أن الهند تستخدم القوى الناعمة في دخول تلك البلاد، بالإضافة إلى وجود جالية هندية في معظم دول آسيا الوسطى وجميع دول العالم كذلك.

 

وقال الكاتب والباحث السياسي الباكستاني، حذيفة فريد، إن الحليف الاستراتيجي للهند هي الولايات المتحدة، المناوئة للصين، لافتا إلى أن مشروع طريق الحرير “الحزام والطريق” هو مشروع يناوئ السياسة الأمريكية، لذا الهند هنا بين المطرقة والسندان.

وتابع أن العائق الوحيد أمام تمدد الصين لدول آسيا الوسطى هو عدم وجود منفذ مباشر من الهند إلى تلك الدول، سوى أفغانستان.

وأشار إلى أن هناك عقوبات أمريكية متوقعة على الهند بسبب شرائها منظومة دفاع صاروخية روسية من طراز (إس-400)، مؤكداً أن هناك حلفا كبيرا بين روسيا والهند، في الوقت الذي تتنامى فيه قوة الصين وعلاقتها مع الهند.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]