التحقيق في وفاة الرئيس التونسي السبسي.. “النهضة” في مرمى الاتهام
قرر القضاء التونسي، رسميا فتح ملف وفاة الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، عقب تواتر المعطيات والإفادات بشأن تعرضه “للتسمم”.
ويأتي هذا التحقيق القضائي بعد تصريح للداعية الإسلامي محمد الهنتاتي، قال فيه إن وفاة السبسي “كانت بفعل فاعل، وهي وفاة مشبوهة ولم تكن طبيعية”، موجَّها أصابع الاتهام بشكل ضمني إلى حركة “النهضة”.
وكان السبسي قد تحدث قبل أيام من وفاته في مجلس للأمن القومي التونسي، عن الاتهامات الموجهة لحركة “النهضة” بامتلاكها جهاز أمن سري.
في هذا السياق، قال نور الدين بن تيشة، المستشار السياسي للرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، إن كل الفرضيات في ملابسات الوفاة موجودة طالما القضاء التونسي قرر فتح التحقيق في سبب الوفاة بعد هذه الفترة من رحيله.
وأضاف بن تيشة لحصة مغاربية، أنه من المحتمل أن تكون هناك معطيات جديدة دفعت السلطات في تونس إلى فتح التحقيق بشكل مستعجل.
ولفت إلى أن التسمم فرضية طُرحت، لأن الرئيس قبل الوعكة الصحية المفاجئة التي حدثت له كانت بعد أيام من عودته من رحلة علاجية في باريس، وقيل له عقب اجتياز الفحوصات من قبل الطاقم الطبي إنه بات بصحة جيدة، وبإمكانه التقدم للترشح لفترة رئاسية جديدة.
واعتبر حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الراحل، أنّ فتح تحقيق بشأن وفاة والده، رغم مرور عامين ونصف العام، شيئا إيجابيا لمعرفة حقيقة وفاة والده وملابساتها.
وكان معروفا السبسي بحفاظه واحترامه للمسار الديمقراطي ومؤسسات الدولة ويقر بهذا الأمر خصومه السياسيون، ويرى مراقبون أن السبسي تم فتح النار عليه بعد تعهده بالكشف عن منفذي عمليات الاغتيال السياسي بالبلاد والتي استهدفت القياديين المعارضيين شكري بلعيد ومحمد براهمي.
وتوفي الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي عن عمر يناهز 92 عاما في المستشفى العسكري بتونس العاصمة في صيف عام 2019، وتولى رئيس البرلمان السابق محمد الناصر منصب الرئاسة مؤقتا فيما أجريت بعد نحو 3 أشهر انتخابات رئاسية لاختيار خليفة السبسي فاز فيها الرئيس الحالي قيس سعيد.