“التخوين” في لبنان بين السراي والساحات..”بالونات اختبار” تشكك في نوايا “الحريري”
تعتبر ساحة “الشهداء” بقلب العاصمة اللبنانية بيروت ،المقابلة لمبنى مجلس الوزراء “السراي الكبير”، هي نبض التظاهرات والاحتجاجات التي تجاوزت يومها السادس في ربوع شوارع وميادين لبنان، ولكن في هذه الأثناء، أصبح “التخوين” المتبادل بين المحتجين وحكومة سعد الحريري بمثابة الحالة المسيطرة،بعد ما يراه الشارع المتمسك بالاحتجاج، من “بالونات اختبار” تلقى من داخل السرايا إلى الساحة، والتي تتعلق بإجراء جديد من جانب الحكومة بتقليص عدد الوزراء والتخلص من وجوة حكومية مرفوضة من الشارع، وعلى رأسهم وزير الخارجية جبران باسيل.
ولكن مع نهاية أخر ضوء من يوم الثلاثاء، خرجت تسريبات من السرايا موجهه لساحة الشهداء أيضا، بأنه لا نية لأي تعديل وزاري وأن هذا الأمر سابق لأوانه ، وأن ما قدم من ورقة اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية من جانب الحكومة عبر “الحريري” هو أخر ما لدى الطبقة الحاكمة للمحتجين في الشارع، الأمر الذي عمق حالة التخوين من جانب المتظاهرين تجاه الحكومة والنخبة الحاكمة.
وأكد قادة للاحتجاج في ساحة الشهداء، أن الحكومة سربت بشكل مباشر وغير مباشر، أحاديث عن تقليص عدد الوزراء لتخفيض النفقات والتخلص من وجوة وزارية مرفوضة، وذلك لتهدئة الشارع ومغادرة الساحات ثم التراجع عن تلك الأحاديث،بعد عودة المتظاهرين لمنازلهم وتفريغ الاحتجاجات من قوتها .
وقالت مراسلتنا كلودي أبي حنا في رياض الصلح ببيروت،إن المتظاهرون يطالبون بإقالة الحكومة ولا يهمهم تعديل وزاري يأتي بعد أيام من الآن في أطار التجاوب معهم ليصدقوا أن الحكومة ماضيه قدما في تحقيق مطالبهم.
وأكد “مصطفى” من حملة جنسيتي كرامتي،أن المشكلة تتعلق بالعقلية الحكومية التي تتعامل مع الملفات، وما نطلبه إقالة الحكومة وليس إجراء تعديل فيها، لأنها حكومة فاقدة للثقة، في ظل عدم اثبات عكس ذلك الفترة الماضية، لافتا إلى أن الورقة الاصلاحية دون المستوى ولا ترقى لـ10% من مطالب 2.2 مليون مواطن نزلوا إلى الشارع.
وأشار في تصريحات لـ”الغد” إلى أن عدم وجود قيادة للتحركات التي انطلقت عفوية ، ياتي بتراجع وزيادة للأعداد،مشيرا إلى أن من نزلوا إلى الشارع دفعوا الحكومة إلى الاجتماع بعد أن كانوا ممتنعين عن ذلك.
وفي طرابلس الشمال، أوضحت مراسلتنا حنان عيسى، أن الطريق من بيروت العاصمة إلى طرابلس مقطوعة تماما،من قبل المتظاهرين على الطريق الساحلي الذي يربط الشمال بالعاصمة.
وأكدت أن المتظاهرون في ساحة النور متواجدين بأعداد مهولة سابقة من نوعها، وصلت إلى 100 ألف متظاهر،لافته إلى أن منطقة الشمال بها أكثر عدد من فقراء والعاطلين عن العمل وسط انعدام المشروعات التنموية.
وقال متظاهرون إن ورقة الاصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة هي نفسها التي عرضها ببرنامجه الانتخابي، لافتا إلى أن مطالب أهل طرابلس بعد المعاناة من حروب طائفية، هو رحيل رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، والبرلمان متمسكين بشعار “كلن يعني كلن”.
بينما أكد أخر، أن الشعب الطرابلسي موحد بدون طائفية، ومستمرين في تحقيق مطالبنا ولن نترك الساحات.
يأتي هذا في الوقت الذي أصدر فيه ما يسمى بـ”هيئة تنسيق الثورة” في لبنان، بيانا حمل 6 مطالب، أرجعتها الهيئة كمطالب لجموع اللبنانيين المحتجين في ساحات بمدن لبنانية، وذلك في ختام اليوم السادس للتظاهرات.
وجاء بالبيان أن الهيئة ممثلة من 36 حركة وتيار ومبادرة من المجتمع المدني النشط في ساحات الأحتجاج بلبنان.
وتصدرت المطالب ،استقالة الحكومة فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج المنظومة الحاكمة ، وأن تقوم حكومة الإنقاذ باسترداد الأموال المنهوبة من قِبَلْ كل الذين تولوا السلطة من 1990 حتى اليوم ومحاسبتهم، ومنهم من غادر البلاد.
أما المطلب الثالث، فهو معالجة الملفات الحياتية والمالية الضاغطة وانتشال الوطن من الهاوية التي أوصلتنا إليها السلطة الفاسدة، على حد ما جاء بالبيان، والعمل على إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق نظام انتخابي جديد طبقاً للمادة 22 من الدستور في مهلة أقصاها ستة أشهر
ووجه من صاغوا البيان في المطلب الخامس، بضرورة استمرار المواطنين في التظاهر والاحتجاجات في العاصمة والمناطق حتى تحقيق المطالب.
أما المطلب السادس، فحمل طلبا للقوات المسلحة وعلى رأسها الجيشنا اللبناني بحماية المتظاهرين في المناطق كافة، والأشخاص والشخصيات الذين تعرضوا للتهديد في أماكن سكنهم وعملهم.