بين نفي وإصرار دام منذ بدأت الأزمة السورية، يشهد المجتمع الدولي انقساما حول ما إذا كانت ضربات التحالف الدولي كافية للقضاء علي تنظيم داعش الإرهابي في سوريا أو أنه بحاجه إلى تدخل بري.
ووسط تأكيدات أمريكية بأن واشنطن لن تتخذ قرارا بالتدخل البري في سوريا علي طريقة غزو العراق، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الخميس، أن العمليات الجوية ليست كافية للقضاء علي تنظيم داعش في سوريا داعيا إلي تدخل بري تقوم به قوات سورية وعربية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أطلعت فيه أمريكا، العراق علي خطة لديها لنشر قوات خاصة لمحاربة داعش في العراق لاقت رفضا شعبيا وحكوميا فيما اعتبره الرئيس الأمريكي أنه لا يعني غزوا آخر لها على غرار ما حدث في 2003.
أما فرنسا التي رفضت في البداية توجيه ضربات إلي سوريا بما تعتبره تعزيزا لوضع النظام، استبعدت إرسال قوات إلى سوريا لمواجهة تنظيم داعش، معتبرا أن ذلك “غير واقعي ولا جدوى له” فيما نفي الكرملين وجود قوات برية روسية في سوريا مؤكدا أن القوات الرسوية في سوريا تقع ضمن “الوحدات العسكرية التقنية التي تقدم الخدمات للقوات الجوية الروسية في سوريا”.
وعلي الجانب الإقليمي، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي يتطلب تدخلا بريا لمكافحة الإرهاب، مفضلا أن يكون هذا التدخل بقيادة تحالف عربي مشددا على أن أي تدخل بري أجنبي قد يعقد المشهد.
وشدد، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، علي دور دول التحالف العربي كما هو الحال في اليمن، والذي يمنع الانزلاق نحو سيناريوهات تشبه السيناريو الأمريكي في العرق.
أما تركيا فقد أكد رئيس وزرائها أحمد داوود أوغلو، استعداد بلاده للتدخل البري في سوريا، حال قام باقي الأطراف بدورهم في محاربة تنظيم داعش.
جاء ذلك في إطار مساع تركية لحماية حدودها، حيث أكد أوغلو أن بلاده مستعده للقيام بأي شيء في إطار استراتيجية واضحة تضمن إبعاد داعش عن الحدود التركية.
وعلي الجانب السوري، أكد وزير الخارجية وليد المعلم، في فبراير/شباط الماضي، أن بلاده لن تسمح بدخول قوات برية لمحاربة داعش مؤكدا، “الجيش السوري يقوم بهذه المهمة”.
