الترقب سيد الموقف بعد مقترح العودة المؤقتة للبرلمان التونسي
تتوالى المبادرات من أجل تحديد ملامح المرحلة المقبلة في تونس إذ تقدم برلمانيون بمبادرة إلى الرئيس قيس سعيّد، تتضمن رؤيتهم للمرحلة المقبلة، وتطرح حلولا للأزمة الحالية التي تشهدها البلاد، دون الخروج عن الإطار الدستوري.
وتقدم أكثر من 70 نائبا بمباردة تطالب بعودة مؤقتة للبرلمان يتولى خلالها منح الثقة للحكومة القادمة وتنقيح قانون الانتخابات ثم إجراء انتخابات برلمانية سابقة لأوانها.
وبينما لم تتفاعل بعد الرئاسة التونسية مع مختلف المبادرات وكان الرئيس قيس سعيّد أكد في أكثر من مرة احترامه الدستور، لكنه ألمح إلى إمكانية إدخال تعديلات على بعض بنوده.
لكن هذه الخطوة تصطدم بالبرلمان المجمّد، إذ يفترض إجراء تعديل على الدستور موافقة السلطة التشريعية، وهي المؤسسة التي اعتبر سعيّد أنها “خطر على الدولة”.
في هذا السياق، قالت ليلي حداد عضو مجلس النواب التونسي عن حركة الشعب، إن المبادرة الأخيرة بعودة البرلمان ولو بشكل مؤقت أمر غاية في الصعوبة.
وأضافت لحصة مغاربية أن الرئاسة التونسية لم تتفاعل معها كونها ربما تريد قراءة للمشهد، مؤكدة في الوقت نفسه وجود صعوبة كبيرة وأن حل البرلمان كان أحد مطالب الشارع التونسي.
ولفتت إلى أن هناك عديدًا من النواب مطالبون للمساءلة وهناك حالات إيقاف وبعضهم في حالات فرار من المحاكم العدلية، وعلى رأسهم نواب في حركة النهضة التي لم يعد أحد يثق فيها أو في من يلتفون حولها.
فيما أكد حازم القصوري الناشط الحقوقي والمختص بالشؤون الدستورية، أن الرئيس قيس سعيد يقبل المبادرات ويعترف بالمشاركة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن العودة إلى الوراء.
ولفت إلى وجود عراقيل تحول دون رجوع البرلمان، مشيرا إلى وجود ملفات مصبوغة بالإرهاب، مؤكدا أن ركيزة الرئيس قيس سعيد هو الفصل 3 من الدستور الي يعطي صلاحية الاستفتاء لرأس الدولة، وأن الشعب التونسي هو مصدر السلطات ومن حق رئيسه الذهاب إليه مباشرة.
وحث اتحاد الشغل التونسي على تأليف حكومة مصغرة مع ضرورة تشكيل لجنة استشارية لتدارس الإشكاليات الدستورية والانتخابية.
وبحسب متابعين هناك استحالة لعودة البرلمان بصغته القديمة، ليبقى التساؤل عن مصير الدستور خاصة بعد تأكيدات الرئيس المتكررة بإمكانية تعديله بما يستجيب لضرورات المرحلة.
ولا أحد يعلم ما يدور برأس الرئيس التونسي في ظل وجود حالة تكتم وغموض تشوب القرارات اللاحقة ليبقى الترقب الحذر سيد الموقف.